لابد أنك اختبرت يومًا ما نزيف الأنف بشكل مفاجئ دون سابق إنذار، وربما شعرت بالحرج أو القلق خاصة إذا كنت في العمل.

السؤال الذي قد يدور في ذهنك، لماذا حدث نزيف الأنف؟ ومَن الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بنزيف الأنف؟ يجيب الطبيب براندون هوبكنز عن هذه الأسئلة ويقدم أيضًا خطوات يجب اتخاذها عند حدوث هذا نزيف.

نزيف الأنف ليس بالأمر الخطير ولا داعي للقلق حيال ذلك، إلا في حالات نادرة جدًا؛ إذا كان نزيف الأنف متكررًا فقد يكون علامة على اضطراب نادر وخطير يُسمى توسع الشعيرات الدموية النزفي الوراثي.

هل الأطفال أكثر عرضة لحدوث نزيف الأنف؟

يحتوي تجويف الأنف على كمية كبيرة من الدم، يتدفق الكثير منه إلى الجزء السفلي الأمامي من الحاجز الأنفي، المعروف باسم ضفيرة كيسلباخ (تجمع للأوعية الدموية). نحو 90% من حالات نزيف الأنف تحصل في هذه المنطقة التي تضم خمسة شرايين متقاربة من بعضها وتُشكِّل ما يشبه الضفيرة.

الأطفال أكثر عرضة لنزيف الأنف لأنهم يمتلكون أوعية دموية في الضفيرة الأنفية أكثر من البالغين، ما يزيد احتمالية حدوث نزيف الأنف. يقول الدكتور هوبكنز إن العبث في الأنف (عادة استخراج المخاط من الأنف بأصبع اليد) في الكثير من الأحيان يؤدي إلى خدش الضفيرة ما قد يُسبب نزيفًا في الأنف.

تزداد حالات نزيف الأنف في فصل الصيف لأن درجات الحرارة الدافئة تسبب توسع الأوعية الدموية وعندئذ يسهُلُ حصول نزيف الأنف، وأيضًا خلال فصل الشتاء، بسبب نزلات البرد التي يكثر حصولها في الدرجات المنخفضة ما يؤدي إلى احتقان الأنف.

ما الذي يسبب نزيف الأنف عند كبار السن؟

يقول الدكتور هوبكنز إن الأدوية وضمور الجلد عند كبار السن هما السببان الأكثر ترجيحًا عندما يتعلق الأمر بنزيف الأنف.

إذا كنت تتناول مميعات الدم بانتظام مثل الأسبرين أو الإيبوبروفين، أو الأدوية التي تسبب جفافًا في تجويف الأنف، فقد يجعلك ذلك أكثر عرضة للإصابة بنزيف الأنف.

ضمور الجلد حالة شائعة لدى كبار السن، وتؤدي إلى فقدان المرونة، وتزيد أيضًا من احتمالية حدوث نزيف الأنف؛ فالنسيج الموجود في تجويف الأنف والأوعية الدموية يكون أكثر هشاشة وضعفًا.

كيف يمكن منع أو تقليل احتمالية حصول النزف قبل حصوله؟

بعض النصائح التي يُحتمل أنها قد تساعد في التقليل من احتمالية حصول النزف:

  1.  استخدم جهاز ترطيب الهواء في أشهر الشتاء عندما يكون الهواء جافًا؛ ليساعد على ترطيب تجويف الأنف والضفيرة ومنعهما من الجفاف.
  2.  استخدم بخاخ الأنف؛ قد يساعد رذاذ المحلول الملحي المتاح دون وصفة طبية في الحفاظ على ممرات تجويف الأنف رطبة.
  3.  استخدام مرطب مائي أو كريم للأنف، يقول الدكتور هوبكنز، إذا كان رذاذ المحلول الملحي لا يوفر الراحة، فجرّب رذاذًا أكثر لزوجة/ كثافة، فقد يعمل بشكل أفضل في تغطية الممرات الأنفية.
  4.  عدم العبث في الأنف؛ لأنه غالبًا ما يسبب تهيج الضفيرة الأنفية أو خدشها، ما يزيد أو يسبب احتمالية حدوث نزيف الأنف.

إذا كان لديك نزيف في الأنف، فكيف يمكنك إيقافه بسرعة؟

عندما يحدث نزيف في الأنف، يقترح الدكتور هوبكنز القيام بما يلي:

  1.  استخدام البخاخ المزيل لاحتقان الأنف دون وصفة طبية فهو يحتوي على أوكسي ميتازولين، غالبًا ما يساعد في وقف النزيف. يكون استخدام مزيلات احتقان الأنف فقط فترات زمنية قصيرة (من يوم إلى ثلاثة أيام).
  2.  الجلوس والانحناء قليلاً إلى الأمام (عدم إمالة الرأس إلى الخلف).
  3.  استخدام إصبع الإبهام والسبابة للضغط بقوة على الجزء السفلي اللحمي من الأنف. اضغط مدة تتراوح بين 8-10 دقائق.
  4.  وضع منديل أو قطعة قماش مبللة تحت الأنف لامتصاص أي دم.

رغم أن نزيف الأنف يكون مزعجًا في بعض الأحيان فإنه عادة لا يدعو للقلق. ومع ذلك، إذا كنت قد مارست ضغطت على أنفك مدة 20 دقيقة واستخدمت مزيلًا للاحتقان ولا يزال أنفك ينزف بشدة، فحاول الاتصال بأقرب عيادة تقدم الخدمات الطبية.

اقرأ أيضًا:

الرعاف.. نزيف الأنف: الأسباب والعلاج

ما أسباب نفث الدم أو النفث الدموي ؟

ترجمة: عباس محمد غياض

تدقيق: بدور مارديني

المصدر