يمتد نهر ميكونغ العظيم -أحد أكبر المجاري المائية في العالم- في منتصف جنوب شرق آسيا، متدفقًا عبر 6 بلدان ويؤوي مجموعةً رائعةً من الحياة البرية، ويضم مناظر طبيعية وثقافات عديدة على امتداد ضفاف النهر. يمكنك الانضمام لرحلة مائية في نهر الميكونغ، مثل (رحلة ميكونغ المائية) التي تؤمن رؤيةً رائعةً لطريقة الحياة المحلية الريفية، وتؤمن الفرصة لزيارة بعض من أفضل المواقع المعروفة جيدًا في المنطقة، إضافة للكثير من الأمور فائقة الجمال. إليك بعض الحقائق الممتعة إن كنت تخطط لزيارة نهر ميكونغ.

1- ثاني عشر أطول نهر في العالم ويجمع العديد من البلدان معًا

يُعتبر نهر ميكونغ ثاني عشر أطول نهر في العالم، يتدفق من أعلى هضبة التيبت، وصولًا إلى بحر الصين الجنوبي، أي حوالي 4500 كم من مصدره. يجري على مساحة حوالي 800000 كم مربع ويجتاز عدة بلدان، منها: الصين، وميانمار، ولاوس، وتايلاند، وكمبوديا، وفيتنام. يشكل نهر ميكونغ نقطة تلاقٍ مهمةً لتوحيد بلدان المنطقة وشعوبها والمناظر الطبيعية فيها والثقافات المختلفة.

2- جبال الهيمالايا التابعة للتيبت تغذي النهر عن طريق المياه الناتجة عن ذوبان الثلوج

يبدأ النهر رحلته عبر مضيق الجبال العالية في مقاطعة يوننان الصينية. وتزداد قوة تدفقه لوجود الكثير من الروافد على امتداده، وتزداد كمية المياه بشكل كبير عند مروره عبر منتصف المثلث الذهبي.

يقطع النهر شلالات كون Khone المدهشة في جنوب لاوس، وذلك قبل توسعه مشكلًا دلتا نهر الميكونغ. تتميز الرحلات المائية في نهر الميكونغ بأنها طريقة رائعة لاكتساب نظرة رائعة عن تنوع المنطقة والعديد من معالمها التي تستحق الاهتمام.

تشمل بعض من هذه الرحلات 6 بلدان، بينما تركز أخرى على التفرعات السفلية من النهر في كل من كمبوديا وفيتنام والتي تُعد أسهل للملاحة وموطنًا للثقافة والحياة البرية والثقافة الساحرة.

3- للنهر العديد من الأسماء المختلفة

بما أن نهر ميكونغ يمتد على طول الكثير من الحدود الدولية، فبالطبع له العديد من الأسماء المختلفة. كل منها يعكس خصائص محددة لنهر الميكونغ، بالإضافة لكونه دليلًا على التنوع الكبير للثقافات والمجموعات العرقية التي يمتد النهر على طولها.

يُطلق عليه في الصين اسم لانسانغ جيانغ Lancang Jiang بمعنى (النهر المضطرب)، بينما في تايلند ولاوس يُدعى ماي كونغ أو ماي نام كونغ كلاهما بمعنى (المياه الأم). هذه هي الأسماء الأكثر استخدامًا، متمثلة بالاسم المعروف دوليًا (ميكونغ).

بينما في فيتنام، فيُطلق على النهر اسم سوو لون أو التنانين التسعة دلالةً على الفروع المتعددة التي تظهر في الدلتا. وهناك المزيد من الأسماء للنهر مثل: نهر الحجر، والماء الكبير، ونهر التنين الجاري.

4- النهر قوي جدًا لكن قوته تتبع للاختلافات الموسمية

من المعروف أن نهر ميكونغ نهر قوي مع وجود اختلاف في تدفقه وحجمه تبعًا لاختلاف الوقت من السنة. غالبًا ما تكون الملاحة فيه صعبة بسبب المنحدرات والشلالات على امتداد مسيره، بالإضافة لحقيقة ارتباطها بالتغيرات الموسمية الشديدة. في الواقع، 75% من مياه نهر ميكونغ تتدفق خلال فترة الرياح الموسمية بين شهري تموز وتشرين الأول، ما يؤدي لفيضانات كبيرة على امتداد النهر.

ومن المثير للاهتمام أن منطقة الدلتا لا تملك مصارف كافيةً، ما يجعل التدفق يبدأ في الاتجاه المعاكس في بعض المناطق. هذا يسبب ارتفاع منسوب المياه، ما يؤدي إلى ما يُسمى (نبض الفيضان) الذي يمكن أن يؤثر بشكل مدمر على المجتمعات المحلية التي تعيش على امتداد الضفاف.

5- يعد النهر شريان حياة في المنطقة

يعتمد أكثر من 60 مليون شخص على نهر ميكونغ باعتباره مصدرًا أساسيًا للدخل، سواء عن الطريق صيد الأسماك أو الزراعة، ما يجعله ضروريًا لعيش الكثير منهم. طوال ألف عام اعتمد الناس الذين يعيشون حول النهر على إمدادات المياه منه لاستخدامها بالصرف الصحي، والطبخ والري وأيضًا استخدموها وسيلةً للتنقل من خلاله.

تعتمد كل من كمبوديا وفيتنام بشكل خاص على نهر ميكونغ وترتبط بظروفه المتغيرة. يعتمد ما بين 70 و80% من الناس في هذين البلدين على سمك النهر باعتباره مصدرًا أساسيًا للبروتين، إذ يُعد حوض نهر الميكونغ موطنًا لأكبر مصيدة داخلية للأسماك في العالم، منتجًا حوالي 2 مليون طن متري كل سنة. كما يستخدم السكان المحليون النهر لري المحاصيل، ويُعتبر فرصةً للتجارة كما في أسواق فيتنام العائمة الشهيرة.

6- كنز بيولوجي دفين

يُعد نهر الميكونغ ثاني أكثر الأنهار تنوعًا بيولوجيًا في العالم بعد حوض نهر الأمازون، ويتضمن 16 منطقةً بيئيةً. سُجل وجود الآلاف من النباتات والأسماك والبرمائيات والثدييات في مياهه وعلى امتداد ضفافه، ويتضمن العديد من الأنواع النادرة والفريدة وغير المعروفة سابقًا.

تُعرف منطقة الدلتا خصيصًا بغناها الحيوي وأنها موطن لأنواع مميزة مثل: التمساح السيامي، والطائر الساروسي، وسمكة السلور الضخمة، والأسماك اللادغة، ونوع من الطيور الضخمة. كما يُعتبر نهر الميكونغ واحدًا من آخر معاقل دلافين نهر إراوادي الرائعة وشديدة الندرة. يُعرف نظام النهر بشكل خاص لحجمه وللتنوع الكبير بأنواع السمك فيه، وتُعد الغابات المحيطة بالنهر موطنًا لكثير من الطيور والثدييات الرائعة.

7- التطورات والتهديدات

حقائق عن نهر الميكونغ حقائق ومعلومات ممتعة لم تكن تعرفها من قبل عن نهر الميكونغ النهر الثاني عشر الأكبر في العالم الصين آسيا فيتنام

يُعتبر نهر ميكونغ نهرًا بريًا في كثير من الأماكن لوجود أجزاء كبيرة منه لا يمكن الوصول إليها. لا توجد مدن أساسية أو مناطق صناعية على امتداد ضفافه، بينما تتباعد السدود والجسور، وهي قليلة نسبيًا. ومع ذلك فقد كان بمثابة طريق تجاري مهم عبر التاريخ. تتسارع التطورات لتسهيل الوصول إلى جميع أجزائه، لكنها غير مؤكدة.

تشمل التهديدات الحالية للنهر ومحيطه المباشر خططًا لمشاريع كهرومائية، ومبادرات للتحكم بالفيضانات والحد من صيد الأسماك الزائد وإزالة الغابات والصيد الجائر.

يدعو تأثير تغير المناخ أيضًا للقلق المتزايد، كما يشير الخبراء لازدياد حالات الطقس القاسية مثل: الهطول الكثيف للأمطار، وفيضانات أكبر، وجفاف أكثر حدة، بكونها تهديدات محتملة لسلامة نظام النهر.

لا تؤثر تهديدات مثل هذه على النهر فقط بل أيضًا تؤثر على الحياة البرية وحياة ملايين الأشخاص الذين يعتمدون في عيشهم على النهر. تتقدم كل من الصين ولاوس خصيصًا في مجال مشاريع التنمية، بينما هنالك مخاوف كبيرة في كمبوديا وفيتنام حول التأثير المتوقع على مخازن الأسماك والزراعة والفقر.

تؤثر أي تطورات في المنبع بشكل كبير على كامل الحوض؛ بسبب طبيعة النهر، ما يعطي أهميةً كبيرة لما يحيط بالنهر لانعكاسه على المنطقة بأكملها.

اقرأ ايضًا:

حقائق عن نهر الراين

حقائق عن نهر النيل

ترجمة: نور المصطفى

تدقيق: تسنيم الطيبي

المصدر