يبدو أن شركة نيورالينك Neuralink التي يمتلكها إيلون ماسك قد ورطت نفسها في مشكلة مع إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA، بعد عدة أسابيع فقط من زراعة أول رقاقة دماغية في جسم الإنسان.

زار مفتشون من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية منشأة أبحاث الحيوانات التابعة لشركة نيورالينك في كاليفورنيا في يونيو 2023، ووجدوا عدة مشكلات في حفظ تسجيلات الاختبارات وإدارة ومراقبة جودة التجارب على الحيوانات، وفقًا للتقرير الحصري للوكالة الذي أطلعت عليه وكالة رويترز.

بعض المشكلات التي أثارت تحفظ المفتشين هي عدم وجود أي سجل معايرة للأدوات المستخدمة في الاختبارات على الحيوانات. واتُهِم المختبر أيضًا بعدم توثيقه بدقة إجراءات مراقبة الجودة التي تمت في الاختبارات.

تعد هذه الأنواع من المشكلات مهمة خصوصًا بالنسبة لشركة ناشئة حديثًا تتعامل مع الحيوانات الحية في اختباراتها.

وأوردت أيضًا إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بأنها زارت منشأة نيورالينك التي تقع في تكساس ولكن لم تجد بها أية مشكلات.

تتمثل مهمة شركة نيورالينك في تطوير واجهة تفاعلية بين الحاسوب والدماغ باستخدام رقاقة تُزرع في جمجمة الإنسان.

تسعى الشركة أيضًا لهدف أعلى يتمثل في ربط وعينا مباشرة بفضاء الإنترنت والذكاء الاصطناعي، إلى جانب السماح للبشر بالتحكم في الأجهزة الإلكترونية باستخدام عقولهم فقط.

أثار هذا المشروع تحديدًا تحفظات عديدة مثل العديد من مشاريع إيلون ماسك.

إذ أفادت وكالة رويترز في ديسمبر 2022، أن مشروع نيورالينك خضع للتحقيقات الفيدرالية بسبب احتمالية وجود انتهاكات لحقوق الحيوان بعد أن اشتكى عدة موظفين من تجاربهم التي تسببت في معاناة ووفيات لا داعي لها للحيوانات.

ومن عام 2018 حتى عام 2022، زُعم أن تجارب الشركة أدت إلى وفاة حوالي 1500 حيوان، من ضمنهم 280 خروفًا، بالإضافة الى خنازير وقردة.

ومن جانب آخر، ادعى إيلون ماسك عام 2023: «لم تتسبب زراعة رقاقة نيورالينك في القردة أية وفيات».

ولكن أشار التحقيق الذي أجرته وكالة وايرد WIRED أن العديد من قردة المكّاك قُتلت قتلًا رحيمًا بعد أن عانت من عدة مضاعفات سيئة جدًا، من ضمنها إسهال دموي، وشلل جزئي، ووذمة دماغية.

وشوهدت أيضًا بعض القرود وهي تعاني من تغيرات سلوكية مزعجة بعد إجراء عمليات الزراعة. وُجد أحد القرود وهو يضغط برأسِه على الأرض، ما يشير بأن تلك القرود كانت مريضة أو مُجهدة، ووفقًا لما ورد في الوثائق الداخلية أن القرود شُوهدت وهيا ترتجف عندما رأت العاملين بالمختبر، وهو ما وصفوه أنه رد فعل إجهادي (stress response).

والآن بعد انتقال شركة نيورالينك الى التجارب البشرية، تلقت الشركة انتقادات من المجتمع الطبي لفشلها في تلبية المعايير اللازمة لمتطلبات البحث العلمي الجيد والأخلاقي.

وذكر آرثر كابلان وجوناثان د. مورينو الخبيران الأمريكيان في أخلاقيات الطب الحيوي في مقال لمركز هاستينغز (The Hastings Center)، وهو مركز بحثي غير ربحي في مجال أخلاقيات الطب الحيوي: «من هم العلماء الذين لم تكن أسمائهم مُدرجة في قائمة رواتب شركة نيورالينك الذين قرروا أن البحث كان جاهزًا للتجربة على البشر؟».

وأضافوا أيضًا: «عندما يدفع شخص ما مبالغ مالية ضخمة لتنفيذ تجارب بشرية فإن النتيجة هي وجود مصدر منفرد للمعلومات، ما يعني عدم استيفاء أقل المعايير الأخلاقية».

ووسط كل هذه الفوضى، أعلنت شركة نيورالينك الشهر الماضي أنها تلقت بعض النجاح في تجاربها، وأعلن إيلون ماسك أن هناك شخصًا قد تلقى زراعة رقاقة دماغية في جمجمته واستطاع تحريك مؤشر فأرة الحاسوب باستخدام أفكاره فقط. وهم يقبلون حاليًا الطلبات على موقعهم الإلكتروني لإجراء التجارب السريرية على البشر.

فهل يوجد أحد قد يود تجربة ذلك؟

اقرأ أيضًا:

إدارة الغذاء والدواء الأميركية ترفض طلب نيورالينك إجراء تجارب على البشر

شريحة إلكترونية لعلاج طنين الأذن

ترجمة: محمد اسماعيل

تدقيق: بشير حمّادة

المصدر