لم يستطع إيلون ماسك إلى الآن مع كل محاولاته، تنفيذ أهداف شركة نيورالينك السامية لغرس شريحة في الدماغ البشري.

ادّعى ماسك عدة مرات خلال 2019 أن شركته التقنية BCI بدأت العمل على إجراء تجارب غرس الشريحة في الدماغ البشري بأقرب وقت.

لكن، أوضحت نتائج تحقيق أجرته وكالة رويترز الإخبارية أن الشركة حاولت الحصول في البداية على الموافقة لإجراء التجارب السريرية من إدارة الغذاء والدواء الأميركية العام الماضي، ورفضت الإدارة منح الشركة الضوء الأخضر بسبب وجود عدة مخاوف على سلامة المشاركين.

يشير تقرير رويترز إلى أن موظفي شركة نيورالينك الحاليين والسابقين ذكروا العديد من الشواغل التي يجب معالجتها، بحسب ما أشارت إليه وكالة FDA قبل أن تُمنح الشركة الإذن لإجراء تجاربها السريرية.

أبلغت الوكالة عن مخاوف حول سلامة بطاريات الليثيوم التي يمكن شحنها عن بعد داخل الشريحة، بحسب العديد من المصادر، إذ طلبت أيضًا بيانات إجراء هذا النوع من التجارب على الحيوانات، وتوضيح أن فشل البطاريات شبه مستحيل.

يوضح الخبراء أن ذلك يمثل خطرًا على البشر لأنه حال تعطل أي قطعة داخل الشريحة التي تغذيها البطارية، فسيؤدي ذلك إلى تلف الأنسجة داخل الدماغ بسبب الشحنة التي ستصله، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.

أشار المنظمون كذلك إلى مخاوف تتعلق بإمكانية انتقال الأسلاك المغروسة من صنع نيورالينك لمناطق أخرى من الدماغ، ما يزيد من احتمالية حدوث الالتهاب وتمزق الأوعية الدموية واعتلال وظائف الدماغ.

يُذكر أن الإدارة طلبت أيضًا أدلة إضافية تؤكد عدم إمكانية ارتفاع درجة حرارة هذه الأجهزة أو سخونتها، وعدم إلحاق الضرر بأنسجة الدماغ الحساسة عند إزالة الشريحة بأمان.

صرح ماسك علنًا خلال العرض الذي أجرته نيورالينك في شهر نوفمبر 2022 أنه جرى تقديم معظم الأوراق المطلوبة لقبول التجارب البشرية لإدارة FDA، لكنه لم يُفصح عن كامل التفاصيل.
من حق شركة نيورالينك قانونيًا عدم الإفصاح عما يجري بينها وبين المنظمين من أمثال FDA من محادثات، لأنها شركة خاصة.

تُوضح رويترز أن ذلك يعني أن الكثير من التفاصيل المتعلقة بالحواجز التي تقف في طريق السماح بإجراء التجارب البشرية لغرس الشرائح غير واضحة، إذ لم يجب ماسك ولا مسؤولو شركة نيورالينك على طلبات التعليق على هذا الأمر.

يروّج ماسك كعادته في مشاريعه الأخرى لتوقعات عالية وحتى غير مفهمومة أحيانًا، وينطبق ذلك أيضًا على مشروع شركة نيورالينك.

تحدث ماسك عن إمكانيات هذه الشرائح خلال العرض العام الماضي، وذكر أن الشرائح الحاسوبية قابلة للتطوير وستساعد في علاج الكثير من الحالات المرضية المستحيلة، مثل الشلل والعمى وفقدان السمع وستوفر طريقةً للتواصل التخاطري والوصول إلى الإنترنت.

توقع ماسك حينها أن فترة التجارب على البشر ستبدأ خلال ستة أشهر. تعرضت الخريطة التي رسمها ماسك للكثير من العراقيل في الأشهر الماضية أهمها إصدار تقارير عديدة مثيرة للجدل تتحدث عن المشكلات الأخلاقية المترتبة على تجارب نيورالينك.

أكد ماسك -الرئيس التنفيذي للعديد من الشركات التي يملكها- أن عددًا من القردة لقيت حتفها نتيجة تجارب شركة BCI عليها، الأمر الذي أدى إلى تعرض ماسك إلى الكثير من الانتقادات من قبل النشطاء واختصاصيي الرعاية الطبية.

اقرأ أيضًا:

شريحة إلكترونية لعلاج طنين الأذن

عالم مستقبلي: يجب دمج الذكاء الاصطناعي بالدماغ البشري لحماية البشرية

ترجمة: طاهر قوجة

تدقيق: يمنى عيسى

المصدر