هذه الطائرة يمكنها الذهاب من نيويورك إلى لندن خلال 20 دقيقة فقط لكن كيف؟


“تشارلز بومداردير” مهندس كندي بارع وضع تصميمًا لطائرة تدعى “أنتي بود – Antipode”، يمكنها السفر بسرعة 18,264 ميل في الساعة، وهي بذلك أسرع من الطائرة الكونكورد بما يعادل عشر مرّات، وأسرع من الصوت 24 مرّة.

أوضح تشارلز أنّ فكرة السفر من نيويورك إلى لندن في حوالي 20 دقيقة قد جذبت حقًا انتباه الناس. في الواقع هذه البنية التحتية ستجعل من السفر عبر المحيط أمرًا سهلًا كركوب القطار داخل العاصمة واشنطن.

يصف تشارلز طائرته، ويقول إنّها ستعمل كالتالي: في البداية تستخدم الطائرة صواريخ معزّزة مثبّتة على أجنحتها تصعد بها إلى ارتفاع 40,000 قدم.

بعد ذلك يرسل حاسوب ملحق بالطائرة إشارةً تعمل على إشعال غرف احتراق خاصّة بمحرّك نفّاث ضاغط أسرع من الصوت، لكي يزيد من سرعة الطائرة إلى أقصى حدّ ممكن.

تستخدم الطائرة أيضًا إحدى تقنيات الديناميكا الهوائية التي تسمّى “وضع الاختراق الطويل”، من خلال استخدام تصميم مخصّص لمقدّمة الطائرة، يخفّف من الضوضاء الناتجة عن اختراق الطائرة لحاجز الصوت -الذي يعدّ تهديدًا لسكّان المناطق المأهولة التي تمرّ بها الطائرة أثناء رحلتها- ويمنع زيادة درجة الحرارة في مقدّمة الطائرة.

برغم وجود بعض الاختلافات الدقيقة المحدّدة التي تجعل استخدامها مناسبًا، إلّا أنّ التصميم ما زال يلاقي بعض العقبات العملية لركّاب الطائرة اليوميين.

على سبيل المثال ستحمل الطائرة في الرحلة الواحدة عشرة مسافرين فقط، ما يعني زيادةً كبيرةً في ثمن تذكرة السفر. يعود هذا إلى خاصّية أساسية في تصميمها، وهي أنَّ جميع أجزائها متلاصقة بجانب بعضها ولا يوجد تقريبًا أيّة مكوّنات متحرّكة داخلها. في الواقع ستكون الطائرة صغيرةً وقويةً جدًا لدرجة أنّها ستحرق كلّ الأوكسجين المحيط بها، ما يستدعي وجود خزّانات أوكسجين ملحقة بها.

لا يزال السفر اليومي الاعتيادي عبر القارات احتمالًا بعيدًا، لكنّ تصميم “تشارلز” قد غيّر بالتأكيد نظرتنا إلى السفر الجوّي. والأهمّ من ذلك أنّ هذه التجربة خطوة جادّة كبيرة في اتّجاه السفر اليومي حول العالم.


ترجمة: محمد خالد عبد الرحمن
تدقيق: سيلڤا خزعل
المصدر