في الماضي، رغب الناس عن الاعتراف باستخدامهم خدمات المواعدة على مواقع الإنترنت وأنهم يمضون الساعات في تصفح خياراتهم من الشركاء المحتملين. مضت سنوات على تلك الحقبة؛ تبدلت فيها الأحوال لتصبح المواعدة عبر الإنترنت طريقة شائعة يختارها الكثيرون سعيًا وراء شريكٍ لحياتهم. العلاقات التي تربط بين هؤلاء تتسم بأنها علاقات سليمة وتتجه نحو روابط أنجع.

لا ينشط الجميع في مواقع التواصل الاجتماعي سعيًا وراء علاقة حب، إنّما سعيًا وراء علاقات جنسية عابرة. وهنا يقف الجميع، رجالًا ونساءً، في ثوب الضحية والجاني في الوقت نفسه. ويبقى التحدي أمام الجادّين والجادّات لانتهاج الطريقة الأنجح لتحقيق الفائدة المرجوة من المواعدة عبر الإنترنت واختيار الشركاء الأنسب للقائهم شخصيًا. وهنا يتقدم العلم ليكشف عن فائدة عجيبة من المواعدة عبر الإنترنت.

هل المواعدة عبر الإنترنت الطريقة الأكثر أمانًا لترتيب موعد - خدمات المواعدة على مواقع الإنترنت - الرغبات الجنسية المكبوتة

العلاقات العابرة عبر الإنترنت والسلوك الجنسي عند الثمالة:

للسلوكيات الجنسية المتهورة جوانب سلبية كثيرة على الأزواج باختلاف أعمارهم. تُظهر الأبحاث أن تدبير مواعيد عبر الإنترنت قد يؤمّن حماية نوعا ما من الإفراط في استهلاك المشروبات الكحولية؛ الأمر الذي يتكرر حدوثه في اللقاءات الشخصية حتى تلك التي يغيب عنها طابع الرومانسية.

بحث كل من إيميلي آر ويليت وكيم فروم في ٢٠١٩ تحت عنوان «التمرير إلى اليمين: الكحول، والمواعدة الشبكية، والمغامرات الجنسية لدى النساء خرّيجات الكلّيّة العازبات» ما الذي يقترحه العنوان بالضبط؟ نقطة التقاء المشروبات الكحولية مع المواعدة عبر الإنترنت والعلاقات الجنسية العابرة ضمن عينة مكونة من نساء عازبات في مرحلة ما بعد العمر الجامعي.

لاحظ الباحثون زيادة إقبال النساء على العلاقات الجنسية العابرة بنسبة 6% عند زيادة استهلاكهن للمشروبات الكحولية، ورجحوا أن السبب في ذلك يعود إلى الدور التحفيزي الذي تلعبه هذه المشروبات؛ إذ تُشعر النساء براحة أكبر ويبدون أكثر استعدادًا للخوض في علاقات جنسية خارج إطار العلاقات أحادية الشريك.

بحثٌ آخر في السياق المعني ذاته أكد نتائج ويليت وفروم؛ امتدت عينة البحث لتشمل عددًا كبيرًا من النساء الأوروبيات، أقرت نسبة 23% منهن باعتمادهن على المشروبات الكحولية في تخفيف التوتر المرتبط بالعلاقات الجنسية.

أشارت دراسة أخرى أيضًا لاستهلاك طلاب الجامعات للمشروبات الكحولية بغية تسويغ العلاقات الجنسية العابرة وفك اللجام عن الرغبات الجنسية المكبوتة. وجد بحث ويليت وفيرمي أن استهلاك النساء في المرحلة ما بعد الجامعية للمشروبات الكحولية المركزة قد يدفعهن باتجاه العلاقات الجنسية العابرة.

جرت أيضًا دراسة أثر المحيط في استهلاك المشروبات الكحولية السابقة للعلاقات الجنسية. ووجدت الصلة الوثيقة بين حضور حفل ما أو قضاء بعض الوقت في حانة بحالة الثمالة مقارنة بالوصول إلى حالة الثمالة في أماكن أخرى.

في جميع الأحوال، فإن المواعدة على الإنترنت أمر مختلف، وجدت ويليت وفروم ارتباط لقاء شريك جنسي محتمل على الإنترنت بمستويات أقل من الثمالة مقارنة باللقاءات التي تكون في الحانات والحفلات. ينطبق النمط ذاته عند الحديث عن مكان التواجد السابق للنشاط الجنسي. وجدت ويليت وفروم تكرارًا أقل لاستهلاك المشروبات الكحولية حتى في المواعيد السابقة للعلاقات الجنسية مقارنة بكمية المشروبات الكحولية المستهلكة من قِبَل أولئك الذين التقوا في حانة أو حفل.

استهلاك الكحوليات وشروط السلامة:

لاحظت ويليت وفروم أن تقليل كمية الكحوليات المستهلكة وطرائق لقاء الشريك ومكان اللقاء المنتقى بعناية يخفف من النتائج السلبية للعلاقات سواء عبر الإنترنت أو التي تكون وجهًا لوجه، وخاصة بالنسبة للشابات؛ خاصة أنهم وجدوا أن المواعدة عبر الإنترنت هي أكثر الطرائق شيوعًا عند التفكير بالعلاقات؛ هذا ما أكدته نسبة مقدارها 39% من الشابات في العينة.

أكدت الشابات على الحماية التي تقدمها المواعدة عبر الإنترنت من الاستهلاك المفرط للمشروبات الكحولية مقارنة بلقائهن بشركائهم المحتملين في الحانات أو الحفلات. وما لذلك من أهمية كبرى إذا ما أخذنا بعين الاعتبار اقتران المشروبات الكحولية بعلاقات جنسية بلا وسائل وقاية؛ إذ يدركن أن لقاء الشريك المحتمل عبر الإنترنت سيقلل من مخاطر الاستهلاك المفرط للمشروبات الكحولية.

المواعدة الخالية من الكحول؛ السعي باتجاه علاقة، لا موعد غرامي:

عند لقائك بهؤلاء الغرباء الافتراضيين، للمرة الأولى وجهًا لوجه، يميل الكثيرون لطلب فنجان من القهوة بدلًا من اختيارهم للكوكتيلات. الشركاء المحتملون الراغبين في بناء علاقة جدية لا عابرة سيرغبون في التعرف عليك أولًا دون التأثيرات الكحولية، في ضوء الشمس، والذي يترجم عادةً إلى موعد، لشرب القهوة في وقت الظهيرة؛ ما من شأنه خلق جو من الألفة بدءًا من استكشاف أرضية مشتركة واختبار مستويات الانجذاب بينكم.

زبدة القول إن الرابط الوثيق بين المواعدة عبر الإنترنت والعلاقات طويلة الأمد قد يُعزى إلى الفرصة المتاحة أمام الطرفين للتعرف على بعضهما بروية وفي وسط لا يُغيَّب فيه العقل ما يسمح للطرفين ببناء الثقة شيئًا فشيئًا.

بالنسبة لمن يبحث عن علاقة عبر الإنترنت، الوقت الذي ستستهلكه لخلق ألفة سيقود في النهاية لتقليل دوافعك إلى الانغماس الطائش قبل اللقاء الشخصي. تؤكد الأبحاث أن للتواصل الرقمي عامل ردع للتصرفات الطائشة التي تسبق اللقاء الأول.

اقرأ أيضًا:

إليكم أكثر المهن جاذبيةً وفقًا لمستخدمي تطبيقات المواعدة

لماذا يتباهى الأشخاص بعلاقاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي؟

ترجمة: بشرى عيسى

تدقيق: عون حدّاد

المصدر