إن تلقي لقاح كوفيد-19 لا يُعد تجربة مرغوبة بالنسبة للجميع، فمن الممكن أن تشمل التأثيرات الجانبية ألمًا في الذراع، وقد عانى كثير من الناس من الصداع والحمى والغثيان ومجموعة كاملة من الأعراض الأخرى لمدة يوم أو يومين بعد الحقن.

أحد التأثيرات الجانبية أثار الجدل بعض الشيء ألا وهو التغييرات في الدورة الشهرية وفتراتها. أُبلغ عن هذا التأثير الجانبي لدى مئات الآلاف من النساء بعد التطعيم، إلا أن كثيرًا من العلماء يقولون إنه لا يوجد دليل قوي حتى الآن لربطه باللقاح.

كتبت الدكتورة مالي في مقال افتتاحي لصحيفة BMJ ما يلي: «على الرغم من أن التغييرات في الدورة الشهرية المُبلغ عنها بعد تطعيم لقاح كوفيد-19 قصيرة العمر، إلا أن البحث الجدي حول هذا التأثير الجانبي المحتمل يبقى حاسمًا للنجاح الشامل لبرنامج التطعيم. التردد في تلقي اللقاحات بين الشابات بسبب الإدعاءات الكاذبة بأن لقاح كوفيد-19 يمكن أن يؤثر على فرصهن في الحمل في المستقبل، وعدم التحقيق الشامل في التقارير المتعلقة بتغيرات الدورة الشهرية بعد التطعيم من المرجح أن يؤدي إلى تأجيج هذه المخاوف».

يعد التغلب على المعلومات المضللة جزءًا مهمًا وصعبًا في كثير من الأحيان من أي حملة تلقيح، ولكن ثبت أن ذلك صعب في مكافحة جائحة كوفيد-19؛ ويعود ذلك جزئيًا إلى أن جميع اللقاحات جديدة، لذلك على الرغم من اختبارها بدقة للتأكد من سلامتها وفعاليتها، فإن اكتشاف الآثار الجانبية ما يزال إلى حد ما عملية تعليمية.

دُعي المرضى الذين عانوا ردود فعل غير متوقعة للإبلاغ عنها إلى برامج؛ مثل Yellow Card scheme في المملكة المتحدة، أو إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة. يأمل الباحثون أن يتمكنوا من التفريق بين الارتباط والسببية من خلال توفير معلومات كافية والتعرف جيدًا على التأثيرات التي تسببها اللقاحات حقًا.

على الرغم من وجود هذه البرامج، قد يكون من الصعب التوصل إلى استنتاجات مؤكدة حول التغيرات في الدورة الشهرية، كما توضح الدكتورة مالي، ويرجع ذلك إلى أن دورات الطمث يمكن أن تكون غير منتظمة بصورة ملحوظة، ولكن الأمر يتعلق أيضًا بكيفية جمع البيانات حول ردود الفعل السلبية، فالتجارب السريرية لا تتضمن أسئلة حول دورات الطمث ضمن قائمة مراجعة الآثار الجانبية، ومن غير المرجح أن تتحدث المُشارِكات عن التغييرات في الدورات الشهرية ما لم يُطلب منهن ذلك، وهذا يعني وجود حاجة إلى مقاربات مختلفة، منها مقاربات أفضل تجهيزًا لمقارنة معدلات تباين الدورة الشهرية في المجموعات التي أخذت اللقاح مقابل الأشخاص غير الملقحين، كما حصل في عدد كبير من البرامج التي تم التكليف بها مؤخرًا من قبل المعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة، كما تقول الدكتورة مالي، وكتبت: «في حال التأكد من وجود صلة بين التطعيم وتغيرات الدورة الشهرية، فإن هذه المعلومات ستسمح للناس بالتخطيط لدورات يحتمل أن تتغير. المعلومات الواضحة والموثوقة مهمة وخاصةً للنساء اللواتي يعتمدن على القدرة على التنبؤ بدورات الطمث لديهن إما لتحقيق الحمل أو لتجنبه».

لاحظت مالي فيما يخص هذا الموضوع أنه لا يوجد دليل على أن أيًا من لقاح كوفيد-19 قد يؤثر على الخصوبة، ومعدلات الحمل والخصوبة هي نفسها لدى المرضى جميعهم الملقحين وغير الملقحين، سواء كانت حالات الحمل هذه غير مقصودة أو بمساعدة سريرية.

على الرغم من أنها تدعو إلى مزيد من البحث حول قدرة اللقاحات على تعطيل الدورة الشهرية إلا أنها تؤكد أن معظم تغيرات الدورة الشهرية التي أُبلغ عنها حتى الآن كانت مؤقتة، ومن غير المرجح أن تكون مرتبطة باللقاح نفسه، وقالت: «معظم النساء اللواتي يبلِّغن عن تغير في فترة دورتهن الشهرية بعد التطعيم يجدن أنها تعود إلى طبيعتها في الدورة التالية».

«أُبلغ عن تغيرات الدورة الشهرية بعد لقاحات الـ RNA المرسال واللقاحات التي تحتوي على موجه الفيروس الغداني كوفيد-19. لذلك في حال كان هناك ارتباط فمن المحتمل أن يكون نتيجة للاستجابة المناعية للتطعيم وليس ناتجًا عن مكون محدد للقاح».

اقرأ أيضًا:

الآثار الجانبية للقاح كورونا: هل هي خطيرة و شائعة كما يعتقد الناس؟

إليك ما يمكنك فعله وما عليك تجنبه بعد حصولك على لقاح كوفيد-19

ترجمة: ديانا بريمو

تدقيق: إيناس خير الدين

المصدر