نحن جميعًا نعرف هؤلاء الناس وريما تكون أنت واحدًا منهم، الذين يكونون سعداء على الرغم من ضغوط العمل والتّوتر خلال اليوم العادي، كيف يفعلون ذلك؟ وما هو سرهم؟ على الرغم من أنه من المرجح أنّ الوراثة تلعب دورًا رئيسيًا في تحديد سعادة المرء فيُعتقد أيضا أنّ السلوك ربما قد يساعدك (أو يعيقك) في مساراك نحو السعادة.

سأل العلماء مجموعة من الناس حول ما إذا كان مضمون المحادثات اليومية التي يقومون بها يرتبط بسعادتهم بشكلٍ عام، فقاموا بتسجيل محادثات المشاركين خلال اليوم والمؤكد أنهم وجدوا أن الأشخاص الذين أجروا محادثات عميقة يميلون إلى أن يكونوا أكثر سعادة من الذين قضوا وقتًا في محادثات قصيرة.

هل الحياة السعيدة مليئة بالضحالة، اللحظات السعيدة ترتبط بالأحاديث الهزيلة؟ أم هي انعكاس للقاءات والأحاديث الاجتماعية العميقة؟ كلا من المفهومين صحيح، السعادة المرتبطة باللامبالاة والسعادة المرتبطة بالتفكير العميق.

ولكن القليل هو المعروف عن حوادث الحياة اليومية والمسئول عن القدر الأكبر من السعادة.

نحن هنا نعرض لنتائج دراسة مراقبة طبيعية والتي تفحص لماذا كان السّعداء والغير سعداء يختلفون في كمية الأحاديث الصغيرة والمحادثات النقدية التي ينخرطون فيها في حوادثهم اليومية، وعلى الرغم من الصعوبات التي تواجه في دراسة السعادة على المستوى الكلى والمدى الطويل وفى نطاق واسع فان القليل هو المعروف عن السلوكيات الاجتماعية للأناس السعداء، نظرًا لصعوبة وجود مقياس موضوعي للسلوك اليومي.

بالرغم من وجود عدد من التدابير السلوكية التي يمكن استخدامها كمنهجية في الدراسة (مثل تجربة أخذ العينات، وأسلوب إعادة الأعمار) والاعتماد على التقارير الذاتية إلا أنه لا يمكن أن يكون هناك فصل حقيقي بين السعادة والسلوك من ناحية والتحيزات المثالية لوجهات نظر الأشخاص عن حقيقة أنفسهم.

للتغلُّب على مثل هذه الصعوبات قام الباحثون باستخدام المسجل الرقمي والذي يتعقب بطريقة خفية السلوك الحقيقي للأشخاص عن طريق التسجيل الدوري للحوارات اليومية في حين ينخرط المشاركين في أعمالهم اليومية.

وتوافقًا مع النتائج السابقة فإن الأعلى سعادة قد قضوا وقتًا أقل منفردين ومعامل الارتباط بين ذلك (=-0.35) ويقضون أيضًا وقتا أطول للحديث مع الآخرين (=0.31).

علاوة على ذلك فإن النسبة الأكبر للسعادة ارتبطت مع الذين قضوا وقتا فليلاً في الأحاديث الصغيرة (=-0.33) ووقتًا أكثر في الأحاديث الموضوعية (=0.28) والتوضيح حجم هذه النتائج بالمقارنة مع أتعس المشاركين (-2.0) فإن أسعد المشاركين (+1.5).

والذي قضى أقل من 25% من وقته منفردًا (58.6% مقابل 78%) و70% من الوقت في الكلام (39% مقابل 23.2%).

لديهم أيضا ما يقرب من الثلث يقضون وقتًا أكثر في الأحاديث القصيرة (10.2% مقابل 28.3%) وضعف هذا من يقومون بالأحاديث الموضوعية (45.9% مقابل 21.8%).


  • اعداد: أشرف راتب
  • مصدر