يقع المغبن في المنطقة بين نهاية البطن وبداية الساقين، عند الشعور بألم في هذه المنطقة أثناء المشي، قد يكون بسبب إصابة أو مشكلة في واحدة أو أكثر من العضلات، أو الأربطة، أو الأوتار، أو العظام الموجودة في المغبن. يمكن أن يظهر ألم في المغبن بسبب نوع من الفتوق أو بسبب إنتان أو التهاب في منطقة البطن.

سيتحدث هذا المقال عن أسباب الألم المغبني الأكثر شيوعًا الذي يتحرض عند المشي، بالإضافة إلى توضيح الخيارات العلاجية لهذا النوع من الألم وكيفية تخفيفه في المنزل.

أسباب شائعة للألم المغبني:

إذا كان الألم المغبني يتحرض بشكل خاص عند المشي، يوجد احتمال كبير أن يكون بسبب إصابة في عضلة أو غضروف ما مرتبطين بالعظام في مفصل الورك.

الألم المغبني الذي يزداد عند المشي قد يكون بسبب ظروف تؤثر على الأعضاء والأنسجة داخل المنطقة البطنية والمغبنية.

هل تشعر بألم في المغبن عند المشي؟ إليك ستة أسباب محتملة - الألم المغبني يتحرض بشكل خاص عند المشي - انتفاخ أو نتوء بين الورك وعظم العانة - ألم المغبن

نذكر الآن بعضًا من أكثر أسباب الألم المغبني شيوعًا والمتحرض عند المشي:

1- شد عضلات المغبن:

يمكن لأي عضلة في منطقة المغبن أن تتوتر (حدوث شدّ عضلي)، يحدث شدّ العضلات عند شدّ أو تمزق واحدة أو أكثر من العضلات الموجودة في المغبن الذي يحدث بسبب إجهاد العضلة أو بسبب حركة فجائية مثل اللوي أو الاستدارة بعنف.

شدّ العضلات المغبنية من الإصابات الشائعة في المجال الرياضي، لا تكون الإصابة خطيرة عادةً، لكن الشدّ الشديد يمكن أن يستغرق وقتًا طويلًا حتى يُشفى.

الألم هو أكثر الأعراض شيوعًا ويظهر عادةً داخل الفخذ، لكن يمكن أن يشعر المريض بالألم في أي مكان بين الورك والركبة.

نذكر بعض الأعراض الأخرى لشدّ العضلات:

  •  ضعف قوة القسم العلوي من الساق.
  •  كدمة بالقرب من العضلة المصابة.
  •  تورم.

العضلات الرئيسية في منطقة المغبن:

  •  العضلة المقربة القصيرة: تقع أعلى الفخذ، تساعد على تحريك الساق نحو الخط المنصف للجسم ومن الأمام للخلف.
  •  العضلة المقربة الطويلة: تقع في الجانب الداخلي من الفخذ، تساعد في تحريك الفخذ نحو المنصف.
  •  العضلة المقربة الكبيرة: تقع قرب منتصف الفخذ، تحرك هذه العضلة الكبيرة الفخذ نحو مركز الجسم، تعدّ من العضلات المقربة الأساسية المستخدمة عند المشي والركض والتسلق.
  •  العضلة الناحلة: تقع هذه العضلة على الوجه الأنسي للفخذ وتساعد على تحريك الساقين نحو الداخل وثني الركبة.
  •  العضلة العانية: تقع هذه العضلة الصغيرة في منتصف الفخذ وتساعد على ثني الفخذ عند مفصل الورك وتحريك الفخذ تجاه خط منصف الجسم.

2- تمزق الشفا الوركي:

الشفا الوركي عبارة عن حلقة غضروفية شبه كاملة تحيط بالجزء الخارجي من جوف مفصل الورك، تعمل كوسادة وتغطي المفصل وتساعد على إبقاء رأس عظم الفخذ في داخل تجويف الورك.

إن أي إصابة في الورك أو تنكس على المدى الطويل يمكن أن يسبب تمزق الشفا الوركي، قد لا يشعر بعض الناس بأي ألم أو انزعاج على عكس بعض المرضى الذين قد تظهر عليهم الأعراض التالية:

  •  ألم في الورك أو المغبن يزداد عند المشي أو عند الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة.
  • صلابة أو تيبس في منطقة الورك مع حركة محدودة للمفصل.
  •  الشعور بطقطقة أو حركة محدودة في مفصل الورك.

3- الصدام الوركي:

عند انعدام التلاؤم بين رأس عظم الفخذ وتجويف الورك وانعدام الحركة السلسة في مفصل الورك، يمكن أن يؤدي ذلك لحالة مؤلمة تدعى الصدام الوركي أو الاصطدام الفخذي الحقيّ.

يحدث الصدام الوركي بسبب تشوه في رأس عظم الفخذ. عند تشوه شكل رأس الفخذ يمكن أن ينضغط في تجويف الورك خاصة عند الانحناء.

هذه الحالة يمكن أن تحدث بسبب تشوه في تجويف الورك أو بسبب وجود زوائد عظمية فيه، ما يمنع رأس الفخذ من الانزلاق بسلاسة داخل جوف الورك، هذا يؤدي لتهتك الغضروف المحيط بالمفصل.

يمكن لهذه الحالة أن تسبب ألمًا وتيبسًا في المغبن خاصة عند المشي أو الانحناء للأمام نحو الورك ويمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالداء المفصلي التنكسي (الفصال العظمي).

4- الفتق الأربي:

هو نوع من الفتوق يحدث قرب منطقة المغبن بسبب ضغط النسج، مثل الأمعاء أو النسيج الدهني الموجود في جوف البطن، على نقطة ضعف في جدار البطن.

يمكن للفتق الأربي أن يسبب ألمًا مغبنيًا يسوء عند المشي، أو الانحناء، أو حمل أشياء ثقيلة، أو السعال بالإضافة إلى ظهور الأعراض التالية:

  •  انتفاخ أو نتوء في منطقة المغبن يزداد حجمه عند الوقوف أو السعال.
  •  شعور بثقل أو انزعاج في منطقة المغبن.
  •  تورم كيس الصفن.

5- الفصال العظمي (الداء المفصلي التنكسي):

يمكن أن يسبب الإجهاد والتمزق في المفاصل كمفصل الورك تآكلًا في الغضروف مع مرور الوقت مؤديًا للفصال العظمي، عند تآكل الغضروف بشكل كبير في نهاية العظمتين المشكّلتين للمفصل، فلن تتحركا بسلاسة بل ستحتك العظمتان ببعضهما ما سيسبب ألمًا وصلابةً في المفصل.

في حالة التهاب مفصل الورك يشعر المريض بألم وصلابة في الورك والمغبن مع ازدياد الألم سوءًا عند المشي، أو الوقوف، أو صعود الدرج ويتحسن الألم عند الراحة.

قد يشعر المريض بصرير أو طقطقة أو الشعور بحركة الورك بالإضافة إلى الشعور بألم يمتد لأسفل الفخذ وحتى مفصل الركبة بنفس جهة الورك المصاب.

6- التهاب الوتر:

تربط الأوتار العضلات بالعظام، حدوث شدّ أو التهاب في هذه الحبال السميكة يدعى بالتهاب الوتر.

يمكن أن يصيب الالتهاب أي وتر ويبدأ الألم عادةً بشكل خفيف في المنطقة المصابة، يعد التهاب الوتر شائعًا في الكتف، أو الركبة، أو المرفق، أو المعصم لكن يمكن أن يصيب الورك أو منطقة المغبن أيضًا.

يظهر التهاب الوتر بسبب الحركات المتكررة مثل الانحناء، أو الرمي، أو الالتفاف، أو ركل كرة. جميع من يميل للقيام بنفس الحركات بشكل متكرر عند ممارسة رياضة ما، أو القيام بتمارين أو أثناء العمل يواجه خطر الإصابة بالتهاب الوتر.

الألم في حالة التهاب الأوتار في الورك يزداد بشكل تدريجي ويزداد سوءًا عند المشي أو القيام بنشاط ما ويتحسن عند الراحة، تصبح المنطقة المصابة طرية الملمس ونلاحظ وجود تورم.

أسباب أقل شيوعًا للألم المغبني:

يمكن لعدة أمراض أخرى أن تسبب ألمًا في المغبن عند المشي، في العديد من الحالات قد يكون الألم ثابتًا لكنه يزداد عند الحركة.

نذكر بعض الأمراض التي يمكن أن تسبب ألمًا في المغبن:

  1.  التهاب المسالك البولية: يحدث بسبب عدوى جرثومية يمكن أن تظهر في مكان من المسالك البولية وتعدّ أكثر شيوعًا عند النساء. بالإضافة إلى ألم المغبن يمكن أن تظهر أعراض أخرى تتضمن ألمًا أو حرقة عند التبول وتغيّرًا في مدى الحاجة للتبول وتواتره.
  2.  التهاب البربخ: تسبب هذه الحالة التهابًا في واحدة من الخصيتين أو كلتيهما، يسبب التهاب البربخ ألمًا في الخصية المصابة الذي يمكن أن ينتشر للمغبن وأسفل البطن.
  3.  الحصى الكلوية: تتكون من نوى قاسية بلورية الشكل تتشكل من الرواسب المعدنية، لا تسبب هذه الحصى عادةً أية أعراض حتى تصل إلى الحالب أو ما بعده، قد يشعر المريض بالألم الذي قد يكون شديدًا في جانب واحد من البطن أو أسفل الظهر ويمكن أن ينتشر الألم إلى المغبن.
  4.  كيسة مبيضية: هي عبارة عن كيس مملوء بسائل يمكن أن يتطور على أحد المبيضين أو كليهما، غير مؤلمة في أغلب الحالات لكن يمكن أن تظهر الأعراض في حال نمو الكيسة، تتضمن هذه الأعراض ألمًا في المغبن أو أسفل الظهر، وانتفاخًا بطنيًا وتقلصات معوية مؤلمة.
  5.  شدّ الرباط المدور: يقع بين الرحم ومقدمة المغبن، يتحرك الرباط المدور ويتغير شكله عند المشي، خلال الحمل يُمطّ للتكيف مع الرحم المتضخم ويمكن أن يصبح متوترًا (يصبح مشدودًا بشكل شديد) ومؤلمًا عند المشي.

علاج ألم المغبن في المنزل:

إذا كنت تعاني من ألم خفيف في المغبن سيكون سببه غالبًا تشنجًا عضليًا يمكن علاجه بالراحة بالإضافة إلى تجنب القيام بحركات عنيفة متكررة أو أي حركة تسبب لك الألم.

من المهم عدم التوقف عن التحرك بشكل كامل حتى لا تضعف العضلة المصابة ويجب التأكد من وجود تروية دموية جيدة للعضلة المصابة الذي يمكن أن يسرّع عملية الشفاء.

تطبيق كيس ثلج أو قماش بارد على العضلة المصابة يمكن أن يساعد على تخفيف شدة الألم والتورم، نذكر بعض الأمثلة:

  •  كيس من الثلج أو كيس خضار مجمد مغلف بمنشفة رطبة.
  •  منشفة مبللة بماء بارد.
  • مكعبات ثلج ضمن كيس من البلاستيك.

تُطبق الكمادة الباردة على المنطقة المتورمة لمدة لا تقل عن 15 دقيقة عدة مرات في اليوم، لا تضع الثلج مباشرةً على الجلد.

يمكن للمسكنات مثل مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية أن تساعد على إراحة المريض عن طريق تخفيف الالتهاب والتورم.

متى يجب علينا أن نتواصل مع الطبيب؟

  • عند عدم تحسن الألم المغبني مع الراحة والكمادات الباردة.
  •  عند يترافق ألم المغبن مع أعراض أخرى مثل:
  •  الحمى.
  •  غثيان أو إقياء.
  •  ألم أثناء التبول.
  •  انتفاخ أو نتوء بين الورك وعظم العانة.
  •  تطبل أو انتفاخ البطن.
  •  ألم في الخصيتين.
  •  شعور أو صوت طقطقة عند المشي

حتى يستطيع الطبيب تشخيص سبب ألم المغبن سينظر في سجل المريض الطبي بالإضافة للقيام بفحص سريري كامل مع الاستفسار عن كامل الأعراض. عند الشك بوجود فتق أربي سيقوم الطبيب بجس بعض المناطق على البطن أو المغبن للمساعدة في التشخيص.

من أجل تشخيص دقيق قد يطلب الطبيب فحصًا شعاعيًا مثل صورة بالأشعة السينية، أو تصويرًا بالأمواج فوق الصوتية أو تصويرًا مقطعيًا محوسبًا، تساعد هذه الاختبارات الطبيب على رؤية الجسم من الداخل، ما سيساعد في تحديد مصدر الألم.

خيارات علاجية لألم المغبن:

في حالة تمزق الشفا الوركي أو التهاب الوتر أو الفصال العظمي يمكن إعطاء المريض حقنة ستيروئيدات في الورك لتخفيف الألم والالتهاب.

يمكن للعلاج الفيزيائي أن يقوي العضلة المصابة ويزيد من سعة الحركة في المنطقة المتأذية. يتعلم المريض خلال جلسات العلاج الفيزيائي التمارين التي يمكن القيام بها كل يوم لتخفيف الألم والتصلب في المفاصل أو العضلات.

قد تحتاج التمزقات الوركية الشديدة لعملية جراحية وفي بعض الحالات يمكن اللجوء لعمليات المفاصل التنظيرية أو العمليات باستخدام المنظار (وتكون عمليات مغلقة أو طفيفة التوغل).

الجراحة هي أفضل طريقة لعلاج الفتق الأربي وإصلاحه.

هل توجد طريقة للوقاية من ألم المغبن ؟

إن أهم خطوة يمكن اتباعها لتقليل خطر شدّ عضلات المغبن أو أي إصابة هي القيام بالإحماء قبل أي نوع من الأنشطة، يساعد الإحماء على زيادة مرونة العضلات ما يخفف من احتمال الإصابات العضلية.

نذكر أيضًا بعض الخطوات الوقائية:

  •  الحفاظ على وزن صحي: يساعد على تجنب تطبيق ضغط شديد على مفصل الورك.
  •  الحفاظ على رطوبة وتروية جيدة: إن شرب الماء يساعد على التقليل من خطر تطور حصاة كلوية أو التهاب المسالك البولية أو التشنجات العضلية.
  •  القيام بالأنشطة بشكل سليم وصحيح: يجب الانتباه لهيكلية الجسم عند حمل أشياء ثقيلة، يجب علينا ثني الركبتين، واستخدام قوة الساقين للرفع والحفاظ على الشيء أو الغرض المحمول قريبًا من الجسم. يمكننا باتباع الأساليب الصحيحة في رفع الأشياء الثقيلة التقليل من خطر الإصابة بفتق في المغبن أو حدوث شدّ للعضلات أو الأوتار.

النتيجة:

يظهر ألم المغبن عند المشي بسبب شد وإجهاد العضلات أو الأربطة أو الأوتار الموجودة في المنطقة أسفل البطن. تعد التمزقات الغضروفية، والصدام (الاصطدام) الوركي، والفتق الأربي والفصال العظمي من المسببات الشائعة للألم المغبني.

في حال كان الشدّ العضلي هو المسؤول عن الألم المغبني، فإن الراحة واستخدام الثلج أو الكمادات الباردة سيساعدان على الشفاء.

إذا كان الألم المغبني شديدًا أو يترافق مع أعراض أخرى يجب التواصل مع الطبيب ليشخّص سبب الألم ويؤمن العلاج الصحيح.

اقرأ أيضًا:

لماذا تسبب ضربة المغبن آلام البطن لدى الرجال

التهاب الورك العارض: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

متلازمة المبيض متعدد الكيسات: الأسباب والأعراض والعلاج

ترجمة: أنس بيرام بك داغستاني

تدقيق: حسام التهامي

مراجعة: رزان حميدة

تصنيف: طب وصحة

المصدر