نرى في أي محل للبقالة اليوم أكثر من رف مخصص للأغذية العضوية، التي تُزرَع من دون أسمدة صناعية أو مبيدات حشرية، وتخلو المنتجات العضوية الحيوانية من الهرمونات والمضادات الحيوية.

يتزايد الطلب على الأغذية العضوية، إذ وصلت مبيعاتها سنة 2014 إلى 35.4 مليار دولار. تقول اختصاصية التغذية كاثي مكمانوس مديرة قسم التغذية في مستشفى بريغهام للنساء التابع لجامعة هارفارد: «أظن أن أكثر الناس مقتنعون أن هذه الأغذية مفيدة لصحتهم، لكننا في الحقيقة لسنا متيقنين من ذلك».

لماذا يُقبل الناس على الأغذية العضوية؟

تهدف الزراعة العضوية إلى الحفاظ على الموارد الطبيعية وتحسين صحة الحيوانات وظروف تربيتها وتجنب المواد الصناعية قدر الإمكان. تضع وزارة الزراعة الأمريكية معايير صارمة لضبط زراعة الأغذية العضوية وتصنيعها، فتُفحَص التربة التي تُزرع فيها المحاصيل العضوية للتحقق من خلوها من المبيدات الزراعية والأسمدة الصناعية، ولا يُسمَح بالتعديل الجيني للمحاصيل.

أما المنتجات الحيوانية العضوية، فلا تُعطى الحيوانات التي تُربى في المزارع العضوية أي مضادات حيوية أو هرمونات نمو، وتأكل أعلافًا مزروعة عضويًا ويُسمَح لها بالتجول بحرية في الأماكن المفتوحة. ويجب ألّا تحتوي الأغذية العضوية المُصَنَّعة أي إضافات صناعية.

ثم تصادق وزارة الزراعة الأميركية على المحاصيل ومنتجات الحيوانات والأغذية المُصنّعة العضوية ولا يحصل أي من هذه الأغذية على ختم USDA Organic إلا إذا كان عضويًا بنسبة 95%.

هل يجب علينا اتباع نظام غذائي عضوي - تُزرَع من دون أسمدة صناعية أو مبيدات حشرية، وتخلو الأغذية العضوية الحيوانية من الهرمونات والمضادات الحيوية

هل للأغذية العضوية فائدة حقيقية؟

رغم احتواء الأغذية العضوية على نسبة أقل من المبيدات الزراعية والأسمدة الصناعية، وخلوها من الهرمونات والمضادات الحيوية، لم يثبت بعد أن لها فوائد غذائية تفوق الأغذية التقليدية. تقول مكمانوس: «أُجريت دراسات عديدة على المُغذيات الكبيرة والدقيقة الموجودة في الأغذية، وتبيّن أن كلًا من الأغذية العضوية والتقليدية متشابهة في كمية الفيتامينات والمعادن والكربوهيدرات».

تحتوي الأطعمة العضوية -وفقًا لبيانات وزارة الزراعة الأمريكية- على نسبة مبيدات حشرية أقل من المنتجات المزروعة تقليديًا. لكن مستويات الأسمدة والمبيدات الزراعية في كل من الأغذية العضوية والتقليدية تقع ضمن حد الاستهلاك الآمن المسموح به من وزارة الزراعة. ولا نعرف بعد هل المبيدات الزراعية المُستَخدمة في الزراعة العضوية أكثر أمانًا من المبيدات غير الصناعية المُستخَدمة في الزراعة التقليدية أم لا؟

تضيف مكمانوس: «لا نستطيع الحكم بعد على تأثير الأسمدة والمبيدات الزراعية في الصحة على المدى الطويل، إذ يجب أن نأخذ في الحسبان عددًا من المتغيرات البيئية، فلا نستطيع أن نقول إن المبيدات الزراعية المُستَخدمة على محصول الخوخ مثلًا هي السبب الرئيسي لحدوث مشكلة صحية ما».

وكذلك ليس لدينا معلومات كافية بعد عن المنتجات الحيوانية العضوية، وهل يجعلها نقص الهرمونات والمضادات الحيوية صحيةً أكثر من المنتجات الحيوانية التقليدية؟

هل ينبغي لنا شراء الأغذية العضوية ؟

لا تحض مكمانوس الناس على الانتقال إلى نظام غذائي عضوي، لكنها تنصحهم بذلك عندما تشعر بقلقهم من المبيدات الزراعية، تقول مكمانوس: «لا أرى حتى الآن -حسب البيانات الموجودة لدينا- أي سبب غذائي للانتقال من الأغذية التقليدية إلى الأغذية العضوية».

ستلاحظ عندما تقرر اتباع نظام غذائي عضوي أن أسعار معظم المنتجات العضوية أغلى من غيرها بنسبة تتراوح بين 10 و50%.

من يتخذ قرار الانتقال إلى نظام غذائي عضوي؟ تقول مكمانوس: «يتخذ هذا القرار عادةً الأشخاص الذين تُقلقهم المواد الكيميائية الموجودة في أغذيتهم والقادرين ماديًا على شراء الأغذية العضوية».

يخشى بعض الناس التأثيرات الصحية الخطيرة للأسمدة الصناعية والمبيدات الزراعية وبقايا الهرمونات والمضادات الحيوية الموجودة في طعامهم، رغم أن هذه التأثيرات لم تُثبَت علميًا بعد. ويختار بعض الناس الطعام العضوي لأسباب لا تتعلق بالصحة بل لأنهم يفضلون طعمه.

الانتقال إلى الأغذية العضوية

ما الخطوة الأولى لاتباع نظام غذائي عضوي؟ تقول اختصاصية التغذية كاثي مكمانوس: «ابدأ بشراء الأغذية العضوية من المنتجات الزراعية التي ثبت أن محاصيلها التقليدية تحتوي على كمية كبيرة من المبيدات الزراعية، أو ما يُسمى قائمة المزروعات الملوثة، تصدر هذه القائمة من مجموعة العمل البيئية وتتغير سنويًا، وتحتوي على مجموعة المنتجات الزراعية التي وجدت وزارة الزراعة أنها عندما تُزرع تقليديًا تمتص كميات كبيرة من المبيدات الزراعية، وتضمنت قائمة هذا العام: التفاح والكرفس والطماطم الصغيرة والخيار والعنب والنكتارين والخوخ والبطاطا والسبانخ والفراولة والفلفل الحلو.

تحتوي المزروعات ذات القشرة السميكة على كميات أقل من بقايا المبيدات الزراعية، لأن القشرة السميكة تمنع وصول المواد الكيميائية إلى الثمرة الداخلية، وقد وضعت مجموعة العمل البيئية قائمة بهذه المنتجات أيضًا، وأُطلق عليها اسم (المزروعات الخمسة عشر النظيفة)، وتضمنت الهليون والأفوكادو والملفوف والشمام والقنبيط والباذنجان والجريب فروت والكيوي والمانجو والبصل والبابايا والأناناس والذرة الحلوة والبازلاء الحلوة والبطاطا الحلوة.

اقرأ أيضًا:

ما هي الزراعة العضوية ؟ وما فرقها عن الزراعة غير العضوية ؟

هل يمكنك تقليل خطر الإصابة بالسرطان عن طريق تناول الأطعمة العضوية؟

ترجمة: علياء أحمد

تدقيق: وئام سليمان

مراجعة: أكرم محيي الدين

المصدر