ما الذي يصنع شخصًا حائزًا على جائزة نوبل؟ هنالك العديد من العوامل المُقترحَة: المثابرة والحظ السعيد؟ الموجهين والطلاب الجيدين؟ هناك عامل آخر، لا تتوقعه حتى في أحلامك؛ استهلاك الشوكلاطة. استهلاك الشوكلاطه يتناسب جيدا مع عدد الحائزين على جائزة نوبل. على الأقل هذا هو ما نُشر في بحثٍ بدورية New England Journal of Medicine.

بدأ البحث بافتراض معقول تماما وهو أنّ الفوز بجائزة نوبل يجب أن يكون ذا صلة بطريقة أو بأخرى بالقدرة المعرفية. ثم يمضي الباحث بوصف الصلة بين الفلافانول – الجزيئات العضوية الموجودة في الشوكلاطة، والشاي الأخضر والنبيذ من بين مأكولات أخرى – بالإضافة إلى القدرة المعرفية. إنطلاقًا من هذه الفكرة يقفز الباحث لمسألة مشكوك فيها و غريبة، وهي ما إذا كان استهلاك الشوكولاته يمكنه ربما تعزيز قدرة الحصول على جائزة نوبل.

مع ذلك، من وجهة نظر علمية بحتة الفرضية قابلة للاختبار، و لذلك قرر المؤلف مجرد رسم عدد الحائزين على جائزة نوبل لكل 10 مليون شخص في بلدان مختلفة في الفترة ما بين 1900-2011 مقابل استهلاك الشوكلاطة في تلك البلدان. أرقام استهلاك الشوكولاته تغطي أربع سنوات فقط، إذ لا بيانات لما قبل عام 2002.

على أي حال، رسم إستهلاك الشوكولاتة مقابل عدد جوائز نوبل مقابل يكشف وجود علاقة قوية تقدر بـ 0.79 (الإرتباط المثالي أو الأعلى يساوي 1). السويد هي حالة شاذة (و يعتقد المؤلف أنه يمكن أن يكون نتيجة “التحيز الوطني” من لجنة نوبل)؛ إخراج السويد من المعادلة يحسن الإرتباط ليصل إلى 0.86.

إذا كان هناك ثلاث قواعد علمية فقط مسموح بنقشها على أبواب كل مؤسسة جامعية و بحثية في العالم، إحداها يجب أن يكون أنّ “الارتباط لا يعني السببية”. يعترف المؤلف بهذا، لكنه لا يجري أي محاولة لتشريح العوامل المساهمة الأخرى. التفسير الأكثر ترجيحا لهذا الارتباط هو أن ما سببه عامل ثالث. يمكننا أن نكون متأكدين تقريبًا أن لمتغير مثل “الوظيفة الإدراكية” آلاف من العوامل البيئية والوراثية، واستهلاك الشوكولاته سيكون نقطة صغيرة في هذا الكون المعقد من العوامل المحتملة، وأنها بالتأكيد ليست واضحة أو تتبادر للذهن بشكل تلقائي.

الدول الإسكندنافية هي الأعلى في هذا الرسم البياني، و معروف أنها تحتل مرتبة متقدمة على كل من مؤشر التنمية البشرية HDI و نصيب الفرد من الدخل. الرفاهية و الثراء تعني تعليم عالي أفضل، و بالتالي فرص البحوث و ربما جوائز نوبل أكبر.

بالكاد يتمّ الاعتراف بتعقيد النظام و العوامل المساهمة الممكنة الأخرى في هذا البحث الذي لا يتوقع أن يُنشَر مثله في دورية علمية بهذا الحجم. أعتقد أنه حان الوقت لك أيها القاريء لتحصل على عدد قليل من قطع الشوكولاتة لتحسن وظيفة الإدراك لديك.


 

مصدر