هل يشكل تأرجح الوزن خطرًا أكبر من المحافظة على زيادته؟


إن النظام الغذائي المتأرجح – تكرار خسارة الوزن وفقدانه من جديد بشكلٍ دوري – يزيد, حسب دراسة جديدة، من خطر الموت بأمراض القلب بين النساء في عمر ما بعد انقطاع الطمث و اللاتي ابتدأن الدراسة بوزن طبيعي.

يقول صامويل راسلا ( Somwail Rasla ), رئيس الباحثين في هذه الدراسة : ” إن التأرجح بين فقدان الوزن واكتسابه هو موضوع صحي عالمي مقلقٌ وطارئ يتعلق بمحاولة البعض بفقدان الوزن, ولكن النتائج , وإلى وقت قريب, كانت متضاربة بخصوص الخطر الصحيّ اللاحق بأولئك الذين عانوا تجربة الوزن المتأرجح تلك ”

الدراسة التي نقدمها في هذا المقال كانت قد قدمت الثلاثاء الفائت ضمن الكورسات العلمية لجمعية القلب الأمريكية.

ما تؤكده الدراسات السابقة هو كون الشخص ذو وزن زائد في متوسط عمره يزيد من خطر موته بمرض شرايين القلب التاجية ولكن غير الواضح هو هل إن التأرجح بين فقدان الوزن واكتسابه يزيد أيضا من خطر الموت بإمراض القلب تلك ؟

لقد قسّم الباحثون في هذه الدراسة 158.063 امرأة في عمر ما بعد انقطاع الطمث إلى أربعة مجموعات بالاستناد إلى ما وصفته كل واحدة من أولئك النساء بخصوص تاريخهن المتعلق بالسمنة فكانت المجموعات الأربعة كالتالي:

المجموعة الأولى : الحفاظ على وزن معتدل
المجموعة الثانية : كسب مستمر للوزن
المجموعة الثالثة : فقدان مستمر للوزن
المجموعة الرابعة : التأرجح بين فقدان الوزن واكتسابه

فتوصل الباحثون خلال مدة المتابعة المتمثلة بإحدى عشرة سنة وثلاثة أشهر إلى النتائج التالية :

النساء اللاتي اعتُبر وزنهن كوزن طبيعي في بداية الدراسة ثم بدأن بفقدان الوزن واكتسابه بشكل دوري بعد ذلك, تعرضن لخطر أكبر بمقدار ثلاث أضعاف ونصف للموت القلبي المفاجئ مقارنة بالنساء اللاتي حافظن على وزن ثابت.

التأرجح بالوزن عند النساء ذوات الوزن الطبيعي كان له علاقة أيضا بزيادة مقدارها 66% لخطر الموت بمرض شرايين القلب التاجية.

لا توجد زيادة بخطر التعرض للموت القلبي المفاجئ أو الموت بمرض الشرايين القلبية بين السيدات ذوات الوزن المرتفع قليلا أو البدينات اللاتي عانين من تأرجح الوزن فيما بعد.

لا توجد زيادة بخطر التعرض للموت القلبي المفاجئ أو الموت بمرض الشرايين القلبية بين السيدات اللاتي اكتسبن وزناً ثم لم يفقدنه بعد ذلك أو على العكس , السيدات اللاتي خسرن وزنا ثم لم يكسبن وزنا إضافيا بعد ذلك.

للدراسة, كما هو واضح, الكثير من القيود أهمها هي أن هذه الدراسة هي ” دراسةُ ملاحَظة فقط ” بمعنى آخر ,هي دراسة ترصد علاقة تزامن بين ملاحظتين فقط لا علاقة سبب ونتيجة بينهما.

إضافة إلى ذلك فالدراسة تعتمد على التقارير الذاتية, الأمر الذي من الممكن أن يكون غيرَ دقيق وأخيرا فإن العينة التي تمت دراستها تمثل السيدات الكبيرات في السن فقط. هذا كله إضافة إلى كون الموت القلبي المفاجئ هو حالة نادرة نسبيا الأمر الذي يحتمل كون الحالات التي لُوحظت في الدراسة هي حالات حدثت من قبيل الصدفة.

يختم راسلا الدراسة قائلا : ” نحتاج إلى المزيد من البحث قبل أن نضع أية توصيات سريرية تتعلق بمسألة الخطر المتعلق بالتأرجح بين فقدان الوزن واكتسابه مجددا باعتبار نتائجنا تلك اعتمدت على دراسة النساء في عمر ما بعد الطمث فقط دون أن تشمل الرجال أو النساء الأقل عمرا ”


ترجمة : د.علاء سالم
تدقيق : يحيى أحمد
المصدر