في حين يختلف كل حالة حمل وولادة عن الأخرى، تُجمِع أكثر النساء على أنهن يصبحن في نهاية فترة الحمل البالغة 40 أسبوعًا أكثر جاهزية لاستقبال المولود الجديد، وفور بدء المخاض يصبحن أكثر استعدادًا لتجاوز العقبة الأخيرة. إذن، ماذا يمكن أن نفعل لنسرع هذه العملية؟ وهل يمكن بطريقة ما تعجيل التوسع في أثناء المخاض ، حتى تتمكني من لقاء طفلك في وقت أقرب؟

قد يعطينا فهم المزيد عن التوسع (التمدد) ومراحل عملية الولادة بعض الإجابات.

ما التوسع Dilation ؟

يشير مصطلح التوسع إلى تفتح عنق الرحم، إذ يحدث كل من توسع عنق الرحم وترققه effacement لتتوفر فتحة من الرحم إلى قناة الولادة تسمح بولادة الطفل. في الولادة المهبلية (الطبيعية) يجب أن يتوسع عنق الرحم إلى 10 سنتيمتر، ويترقق بنسبة 100%.

صحيح أن توسع عنق الرحم أمر ضروري لحدوث المخاض، لكنه لا يكون دائمًا علامة على بدء المخاض الفعلي. أحيانًا يتوسع عنق الرحم عدة سنتيمترات عند النساء قبل أسابيع من تاريخ ولادتهن، وفي حالات أخرى يحدث التوسع بسرعة أكبر (في غضون بضع ساعات) وتتطور مراحل المخاض سريعًا.

مراحل المخاض

للمخاض الطبيعي 3 مراحل تحدث في أثناء الولادة:

المرحلة الأولى: وهي المرحلة الأطول، وتنقسم إلى ثلاثة أجزاء:

  1.  المخاض المبكر: يتوسع عنق الرحم نحو 3 سنتيمترات.
  2.  المخاض النشط: يتوسع عنق الرحم 3 – 7 سنتيمترات.
  3.  طور الانتقال (التوسع التام): يتوسع عنق الرحم 7 – 10 سنتيمترات.

هل يمكن تعجيل الولادة الطبيعية في الشهر التاسع؟ - تعجيل التوسع في أثناء المخاض - توسع عنق الرحم وترققه effacement لتتوفر فتحة من الرحم إلى قناة الولادة

المرحلة الثانية: وتستمر من التوسع التام حتى الولادة.

المرحلة الثالثة: انفصال المشيمة.

في أثناء الشهر التاسع من الحمل سيبدأ الطبيب بالبحث عن العلامات التي يستعد فيها جسدك للمخاض، وقد تتضمن زيارات ما قبل الولادة فحوصات داخلية لعنق الرحم، وعندها سيؤكد طبيبك ما إذا كان عنق الرحم قد توسع وترقق.

تحدث أعراض أخرى أيضًا أثناء التمدد والترقق، إذ تنفك السدادة المخاطية التي تغلق فتحة عنق الرحم طوال فترة الحمل، وقد تلاحظين ذلك في ملابسك الداخلية أو في المرحاض، ويمكن أن تفقدي هذه السدادة في أي مكان قبل بدء المخاض ببضع ساعات إلى بضعة أيام.

كذلك يمكن أن تلاحظي عرضًا دمويًّا bloody show، وهو مصطلح يشير إلى تمزق الشعيرات الدموية في عنق الرحم، فيصبح لون المخاط المتناثر من المهبل ورديًّا أو أحمر.

ستعرفين أنكِ انتقلتِ إلى مرحلة المخاض النشط (الطور الثاني من المرحلة الأولى) عندما تشعرين بالانقباضات، التي تصبح أقوى تدريجيًّا ولا تزول مهما غيرتِ وضعيتك.

هل يمكن تعجيل التمدد في أثناء المخاض ؟

إذا كان قد تبقى على موعد الولادة أسبوعان، فمن الأفضل انتظار أن تسير الأمور طبيعيًّا، إذ يسمح ذلك لعنق الرحم بالاستعداد على النحو الأفضل للأم وللطفل.

لكن قد توجد أسباب طبية تجعل التدخل لتعجيل عملية التمدد وبدء المخاض مطلوبًا، مثل:

  •  إذا تجاوزت مدة الحمل أسبوعين بعد موعد الولادة المحدد دون أن يبدأ المخاض.
  •  إذا تمزق كيس المياه دون الشعور بانقباضات.
  •  حدوث التهاب في الرحم.
  •  الطفل لا ينمو بوتيرة ثابتة.
  •  عدم وجود كمية كافية من السائل الأمنيوسي حول الطفل.
  •  انفصال المشيمة عن جدار الرحم قبل موعد الولادة.
  •  إصابة الأم بالسكري أو ارتفاع ضغط الدم، ما يمثل خطرًا عليها وعلى الطفل.

حال حدوث أحد هذه السيناريوهات دون أن يتوسع عنق الرحم أو يترقق، يتخذ الطبيب أحد الخيارات التالية:

  •  الأدوية: يستخدم الطبيب هرمون البروستاغلاندين موضعيًّا على عنق الرحم، أو يُدخل تحميلة بروستاغلاندين مهبليًّا، لتليين عنق الرحم وبدء الانقباضات.
  •  تجريد الأغشية: إذا كان الكيس السلوي ما زال سليمًا، قد يؤدي تجريد الاغشية إلى تحريض المخاض، وذلك بأن يمرر الطبيب أو القابلة إصبعًا بين الأغشية المتصلة مع الكيس السلوي فيحث الرحم على إفراز البروستاغلاندين.

يُعَد هرمون الأوكسيتوسين الصناعي خيارًا آخر قد يفكر فيه الطبيب، خاصةً إذا لم ينفع جل البروستاغلاندين أو التحاميل، إذ يُعطى وريديًّا، ويؤدي عادةً إلى حدوث تقلصات في غضون 30 دقيقة.

هل يساعد تحفيز الحلمة على توسع الرحم بسرعة أكبر؟

يجب استشارة الطبيب قبل محاولة تحفيز الحلمة، وينبغي تجنب التحفيز في حالات الحمل عالية الخطورة.

تحفيز الحلمة هو وسيلة طبيعية لتحريض حدوث المخاض، لأنه يؤدي إلى إطلاق الأوكسيتوسين الذي يسبب الانقباضات، أي أنه لا يرتبط ارتباطًا مباشرًا بالتوسع، لكن أي إجراء يحفز بدء المخاض سيكون مفيدًا.

يمكن تحفيز الحلمة يدويًّا باستخدام مضخة الثدي أو بمساعدة الشريك، لكن دون مبالغة، يُحفز ثدي واحد لمدة معينة (نحو 5 دقائق لكل ثدي) مع أخذ استراحة في أثناء الانقباضات.

الخطوات التالية

يُعَد تعجيل توسع عنق الرحم أمرًا ممكنُا مع التدخل الطبي، لكنه يظل قرارًا يجب اتخاذه بناءً على نصيحة الطبيب، فإعطاء الجسم الوقت اللازم للاستعداد تلقائيًّا هو الخيار الأفضل دائمًا.

هل يُعَد تحريض المخاض منزليًّا إجراءً آمنًا؟

يرى أكثر مقدمي الرعاية أن تحريض المخاض منزليًّا هو أمر طائش وغير حكيم، إذ إن تحريض المخاض بدلًا من انتظار حدوثه طبيعيًا يزيد من الخطر في أثناء الولادة، خاصةً الولادات القيصرية.

لذا حال اللجوء إلى تحريض المخاض، يجب إجراؤه في المستشفى تحت إشراف الأطباء والممرضات المتمرسين في مجال المخاض والولادة.

اقرأ أيضًا:

اكتئاب ما بعد الولادة: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

دراسة جديدة تظهر مدى التشوه الذي تلحقه الولادة المهبلية بالجنين

ترجمة: يمام نضال دالي

تدقيق: عون حداد

مراجعة: أكرم محيي الدين

المصدر