يقول المثل (وضعت الدجاجة بيضًا مسلوقًا مسبقًا) إشارةً إلى درجة الحرارة المرتفعة،
وكثيرًا ما نسمع التعابير التالية:

  •  (إن الطقس هنا حارٌ جدًا هذا اليوم)
  • (هذا لاشيء، لقد كان الطقس في مدينتي ساخنًا لدرجة كافية لقلي بيضة على الرصيف!)

إذًا، من أين نشأت هذه الفكرة؟

وفقًا لمكتبة الكونغرس ظهرت هذه العبارة لأول مرة في الحادي عشر من حزيران عام 1899 في طبعة لصحيفة -The Atlanta Journal-Constitution – .

في الرابع من تموز من كل عام تُنظَّم مسابقة قلي البيض بحرارة الشمس في مدينة Oatman في ولاية أريزونا، على الطريق 66 حيث تُقام لمعرفة من يستطيع قلي البيض بحرارة الشمس، والأسرع هو الفائز طبعًا، يسمح للمتسابقين باستخدام ما يشاؤون من أدوات كالعدسات المكبرة أو الصناديق الساخنة أوعلب الفطائر أوالقلاية وحتى الأقراص المدمجة أحيانًا.
وقد يستخدم المتسابقون مكونات مثل لحم الخنزير المقدد أو البطاطا طالما أن الشمس هي المصدر الوحيد للحرارة، فبعضهم ينجح والأغلبية يفشلون.

تعطي هذه الأسطورة معادلةً أكثر بساطة:

بيض + رصيف + يوم حار = غداء …
بعبارة أخرى هل يمكن للرصيف أن يعمل عمل المقلاة؟

إن قلي البيض يتطلب أكثر من الحرارة والصبر.

فهو يتطلب تغييرًا في الطبيعة البروتينية للبيض أي تغيير التركيب الجزيئي، إن تغيير طبيعة البروتين يتضمن تحول بياض البيضة من شفاف إلى اللون الأبيض ولايمكن أن تبدأ هذه العملية تحت درجة 70 مئوية.

والآن لنعد إلى تلك المقولة الشائعة، إن أعظم حرارة تم تسجيلها على سطح الارض هي 56.7 في وادي الموت في العاشر من تموز عام 1913 –حيث أُعلِن عنها في أيلول 2012- وهي ليست ساخنة كفاية لطهي البيضة، لكن الأمر ليس مستبعدًا كما يبدو، فيمكن للرصيف أن يكون في كثير من الأحيان أكثر حرارة من الهواء المحيط به –وذلك بسبب احتفاظه بالحرارة – ،ويساعد امتصاص الحرارة من قبل مواد مختلفة ثم إطلاقها مرةً أخرى في تفسير سبب ارتفاع عمود الزئبق في جهاز قياس حرارة الطقس في فترة مابعد الظهيرة أكثر مما هو عليه في الظهيرة ذاتها.

والآن هل هذه الحرارة الزائدة كافية لقلي البيضة في أشد الأيام حرارةً (عندما تكون درجة الحرارة 56.7 مئوية) ؟

على الأغلب ستأتي الإجابة بـ (لا).

فعدة درجات مئوية مخزونة في خرسانة الرصيف لايمكنها تحقيق هذه المهمة.

تعكس الأرصفة ذات الألوان الفاتحة طاقة أكثر من تلك التي تمتصها على عكس الأرصفة ذات اللون الأسود، بالإضافة لذلك فإن الخرسانة -الكونكريت- هي موصل سيء للحرارة لذلك فجزء بسيط من الحرارة سينتقل للبيضة وهذا غير كافِ لقلي بيضة.


  • ترجمة : بشار الجميلي
  • تدقيق: أسمى شعبان
  • تحرير: ناجية الأحمد
  • المصدر