يتزايد اهتمام العلماء والحكومات بالأجسام الطائرة المجهولة، وتزايدت عدد المشاهدات الغريبة المبلغ عنها بفضل الهواتف الذكية والفيديوهات التي التقطت هذه الومضات الغريبة في السماء عام 2021.

هل من الممكن أن تكون هذه الظواهر الجوية المجهولة هي أقمار صناعية، أو تقنية نشرتها الحكومات الأجنبية، أو فضلات فضائية متساقطة، أو ربما حتى بالونات خاصة عائمة أو أجسام طائرة مجهولة مزيفة أو كائنات فضائية؟

ماذا لو أن الأرض تستقبل كائنات فضائية قادمة من ألفا سنتوري سقطت في مدينة نيو مكسيكو؟

رغم تحديد العديد من هذه الأشياء، لا يزال بعضها الآخر غامضًا، وحسب آراء الخبراء، ستحظى الظواهر الجوية المجهولة باهتمام أكبر من المجتمع العلمي والحكومات.

أصدر المجتمع العسكري والاستخباراتي الأمريكي تقريرًا عن الظواهر الجوية المجهولة في يونيو 2021، وأعقب ذلك إنشاء الكونجرس مكتب رسمي لتنسيق الجهود بشأن جمع وتحليل المعلومات المتعلقة بهذه الظواهر.

قال السيناتور كيرستن غيليبراند: «تعتمد جهودنا في الأمن القومي على قدراتنا الجوية الهائلة، وتمثل هذه الظواهر تحديًّا لسيطرتنا على النطاق الجوي، وتصدُّر عمليات مراقبة الظواهر الجوية المجهولة أمر بالغ الأهمية للحفاظ على قدراتنا الاستراتيجية، وأمن شعبنا».

مجموعة تحديد ومزامنة الأجسام الطائرة المجهولة هو مكتب جديد ضمن البنتاغون، لن يصب اهتمامه على البحث عن كائنات فضائية فحسب، بل سيوفر معلومات استخبارية، فضلًا عن التقييمات العلمية والتقنية الخاصة بالأجسام الطائرة المجهولة.

قال غيليبراند: «من مسؤوليات المكتب الجديد تنفيذ خطة لاختبار النظريات العلمية المتعلقة بخصائص الظواهر الجوية المجهولة وأدائها».

هناك جهود متضافرة لبناء أجهزة اكتشاف هذه الظواهر وتحديد أماكن تمركزها، قد يكون هذا العام نقطة تحول في دراسة الظواهر الجوية الغريبة والأجسام الطائرة المجهولة.

اكتشاف الأجسام الطائرة المجهولة هو أحد التطورات الرئيسية المحتملة هذا العام وفقًا لمارك روديغير، المدير العلمي لمركز دراسات الأجسام الطائرة المجهولة في شيكاغو.

قال روديغير: «الجهود المبذولة للكشف عن ظاهرة الأجسام الطائرة المجهولة وتتبعها وقياسها في الوقت الفعلي دخلت أخيرًا مرحلة جديدة، وقد تحسنت التكنولوجيا وأدوات البرمجيات، ما جذب اهتمام المهنيين المؤهلين لدراسة الأجسام الطائرة المجهولة».

«لا نستطيع توقع مدى قربنا من الحصول على معلومات أساسية جديدة حول الظواهر الجوية الغريبة والأجسام الطائرة المجهولة، إلا أن هذه الجهود ستنجح غالبًا، وستنشأ أبحاث جديدة عن الأجسام الطائرة المجهولة نتيجة البيانات المادية الموثوقة، وسيكون لدينا المزيد من الأدلة نتيجة لذلك على أن ظاهرة الأجسام الطائرة الغريبة حقيقية ويمكن دراستها علميًا».

سيبحث مشروع غاليليو عن معدات من الفضاء الخارجي بالقرب من الأرض، يضم المشروع فرعين، يهدف الأول إلى تحديد طبيعة الأجسام النجمية التي لا تشبه المذنبات أو الكويكبات مثل أومواموا، وهو أول جسم نجمي معروف يزور النظام الشمسي، ويستهدف الفرع الثاني الظواهر الجوية الغريبة على غرار تلك التي تهم الحكومة الأمريكية.

قال قائد المشروع، عالم الفلك في جامعة هارفارد آفي لوب: «ستكون بيانات مشروع غاليليو متاحة للعامة، وسيتمتع تحليلها العلمي بالشفافية، ومن شأن النتائج العلمية ذات الصلة أن توسع معرفتنا، بصرف النظر عن الحدود بين الدول».

يضم فريق مشروع غاليليو أكثر من 100 عالم يخططون لتجميع أول نظام تلسكوب للمشروع ضمن مرصد كلية هارفارد في ربيع العام الجاري.

قال لوب: «سيسجل النظام الفيديو والصوت باستمرار للسماء بأكملها في النطاقات المرئية والأشعة تحت الحمراء، إضافةً إلى تتبع الأجسام المهمة، وستميز خوارزميات الذكاء الاصطناعي الطيور عن الطائرات أو أي جسم آخر، وفور عمل النظام الأول بنجاح، سيصنع مشروع غاليليو نسخًا منه ويوزعها في العديد من المواقع الجغرافية».

من الأمور المشتركة التي تجذب الاهتمام داخل الوسط العلمي بخصوص الظواهر الجوية الغريبة والأجسام الطائرة المجهولة، هي احتمال أن تكون الأجسام الطائرة قد سافرت عبر الزمن بالفعل.

قال مايكل ماسترز، أستاذ الأنثروبولوجيا في جامعة مونتانا: «لقي نموذج السفر عبر الزمن لتفسير الأجسام الطائرة المجهولة رواجًا على مدار العامين الماضيين».

ماسترز، مؤلف كتاب «التعرف على الأجسام الطائرة» عام 2019، يبحث فرضية أن الأجسام الطائرة المجهولة والكائنات الفضائية، ربما هم ببساطة أحفاد البشر، الذين سافروا عبر الزمن لزيارتنا ودراستنا، بوصفنا جزءًا من ماضيهم التطوري.

قال ماسترز: «بدأ الناس يدركون منطقية الأمر، في سياق كيفية عمل هذه السفن، وكيف يمكنهم تحقيق مثل هذه التسارعات والتباطؤات الرائعة، إذ يتلاعبون بالزمكان في إطارهم المرجعي داخل هذه المركبات وحولها، إذ استطعنا أن نأخذ وصف الكائنات التي نراها على محمل الجد، وكيف توصف في كل مكان من الناحية البشرية، فيما يتعلق بسلوكهم وتقنياتهم وشكلهم المورفولوجي».

يقدر ماسترز أن العديد من الاختصاصيين في مختلف المجالات يأخذون الأجسام الطائرة المجهولة والظواهر الجوية الغريبة على محمل الجد.

«سنفهم الفروق الدقيقة لهذه الظاهرة الغامضة سريعًا كلما تخلصنا من صعوبات هذا الموضوع، ما يدفع العلماء للمضي قدمًا في برنامجهم البحثي الحالي، ما قد يساعد على تطوير معرفتنا أكثر، وبفضل الاعتراف الرسمي بحقيقة هذه الأشياء، سيصبح السؤال الآن: من هم؟ ومن أين أتوا؟ أو من أين من المحتمل أن يأتوا؟».

هناك نقص في التنسيق بين المنظمات المشاركة في مجال الكشف عن الظواهر الجوية الغريبة، لكن قد تتغير الأمور هذا العام، وفقًا لروبرت باول، عضو مجلس إدارة للتحالف العلمي لدراسات الظواهر الجوية في جامعة سانتا كلارا- أوستن، تكساس.

يشارك عدد من أعضاء الجامعة في مشروع غاليليو، وقد أبرمت المنظمة شراكة مع عدة مجموعات، متضمنةً مشروع الحصول على بيانات الأجسام الطائرة المجهولة، ومجموعة الظواهر المجهولة.

قال باول لموقع سبيس: «مشروع الحصول على بيانات الأجسام الطائرة المجهولة له نموذج عمل، بيع في السوق بسعر معقول، نحو 2000-5000 دولار، اعتمادًا على اللوازم المطلوبة، واستخدمت المجموعة هذا النظام بالفعل لجمع البيانات. هدفنا هو تنسيق هذه الأنشطة بطريقة تسمح باستخدام نظام يحوي مجموعة معدات موحدة لجمع البيانات، لكن قبل حدوث ذلك يجب على المجموعات تحديد ما تحاول تلك المعدات قياسه بالضبط، والتحقق من قدرة النظام على تحقيق هذا الهدف».

قال كيفين كنوث، الأستاذ المساعد في قسم الفيزياء في جامعة ألباني، ونائب رئيس المجموعة، التي تنوي ضم شبكة توزيع أجهزة الاستشعار التي يمكن للأطراف المهتمة استضافتها محليًا للمساهمة في اكتشاف الظواهر الجوية: «إنه من المثير وجود عدد متزايد من المجموعات التي تركز على اكتشاف ودراسة الظواهر الجوية الغريبة».

مع ذلك لا يزال هناك بعض التحديات فيما يتعلق بتعاون المجموعات المختلفة.

قال كيفين كنوث: «مع أن بعض التنسيق بين المجموعات قد يكون مفيدًا، لا سيما في سياق الكفاءة، فإن حقيقة أننا لا نعرف حاليًا إلا القليل عن الظواهر الجوية، ترجح اكتشاف المزيد إذا بدأت المجموعات بالعمل مستقلةً، وتجربة معدات وإجراءات مختلفة والمشاهدة في أماكن مختلفة».

«باستخلاص الدروس ونشر النتائج، ستبدأ المجموعات المختلفة في اعتماد المعدات والإجراءات التي أثبتت فعاليتها».

«لهذا ربما ليس من الحكمة التنسيق بين المجموعات في الوقت الحالي، نظرًا إلى أننا نتعلم المزيد حول الطريقة المثلى لمراقبة هذه الظواهر ودراستها. وبالتواصل بين المجموعات –في صورة تبادل البيانات ونشر النتائج- سيؤدي ذلك إلى التحسن عمومًا، ومن ثم نحصل على فائدة الدراسات العلمية المستقلة».

« تخطط المجموعات لنشر أوراق علمية، وسيكون الهدف المزيد من التقدم في الدراسات العلمية لهذه الظواهر، مع تشجيع المزيد من العلماء على المشاركة في دراسة ما قد يكون من أهم الاكتشافات في تاريخ البشرية».

اقرأ أيضًا:

هل نحن الفضائيون؟ كتاب يناقش فكرة أن مسافرين عبر الزمن هم من أرسلوا الأجسام الطائرة الغريبة

طبقًا لتقرير البنتاغون المُسرّب ، ظهور العديد من الأجسام الطائرة الغريبة!

ترجمة: عمرو أحمد حمدان

تدقيق: تسبيح علي

المصدر