على مدار سنوات، كثيرًا ما ينصرف تفكيرنا في بداية العام الجديد إلى الاهتمام بصحتنا ووضعها على قائمة الأولويات، لذلك لا تفاجئنا كثرة الإعلانات سنويًا عن منتجات تجارية تُسوق بأنها كفيلة بمنحنا حياةً أطول وصحةً أفضل ومظهرًا أكثر نضارةً وشبابًا.

تُحدد جيناتنا نحو 25% من أعمارنا، في حين نحدد نحن 75%، بما نمارسه في حياتنا من أعمال ونشاطات.

مع أننا لا نملك إثباتات لوجود طرق أو حلول سريعة ومُختصرة للعيش عمرًا أطول وبصحة أفضل، يقدم لنا العلم بكل وضوح وشفافية المفاتيح الجوهرية. إليكم خمس ممارسات سيفيدكم اتباعها في تحسين جودة الصحة، وإمدادكم بعمر أطول من المتوقع.

1- اتباع نظام غذائي نباتي قدر الإمكان:

يؤثر الطعام الذي نأكله تأثيرًا كبيرًا في صحتنا. إن تناول الطعام الغني بالأغذية النباتية مؤشر مهم على ارتباط نوعية الغذاء بالصحة وطول العمر. بتناول المزيد من الأطعمة النباتية وتقليل اللحوم والأطعمة الجاهزة والسكر والملح، نقلل احتمالية إصابتنا بأمراض خطيرة مهددة للحياة، مثل أمراض القلب والسرطان. الأطعمة النباتية غنية بالمواد المغذية ومضادات الأكسدة والألياف ومضادات الالتهاب، فتعمل على حفظ خلايانا مع التقدم في العمر من أي ضرر محتمل، وتسهم في وقاية أجسامنا من الأمراض.

لا يوجد نظام غذائي واحد يلائم الجميع، لكن نظام البحر المتوسط هو الأقرب إلى تحقيق ذلك، إذ أُجريت عليه الكثير من الدراسات وثبتت فوائده الصحية، ترجع التسمية إلى اعتماده أساسًا على الأطعمة التي يفضلها سكان منطقة البحر المتوسط، إذ يركز على الخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة والمأكولات البحرية وزيت الزيتون.

2- اكتساب وزن صحي:

من السبل المهمة للتمتع بصحة أفضل السعي للحصول على وزن صحي، في حدود المجال الطبيعي الآمن، إذ تزيد السمنة خطر الإصابة بمشكلات صحية عديدة وتؤثر سلبًا في طول أعمارنا. إذ تفرض حالة من الإجهاد والضغط الشديدين على جميع أجهزة الجسم، وتأثيراتها الفيزيولوجية أكثر من أن تُحصى، ومنها ما يسبب حدوث التهابات واضطرابات هرمونية، وزيادة فرص الإصابة بالأمراض القلبية والسكتة الدماغية وارتفاع ضغط الدم والسكري والسرطان.

لا يقتصر تأثير السمنة على الصحة الجسدية، بل يمتد ليؤثر في الصحة النفسية أيضًا، إذ ترتبط بالعديد من الأمراض النفسية مثل الاكتئاب وعدم تقدير الذات والإجهاد والتوتر.

للأسف مع تطور العالم أصبحنا الآن نعيش في بيئة تعزز السمنة، ما يشكل أحد أكبر التحديات التي نواجهها في وقتنا المُعاصر، بسبب انتشار التسويق على نطاق واسع وتوفر الوجبات عالية السعرات، التي أصبحت متاحة في كل مكان وصار استهلاكها بالغ السهولة.

3- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام:

من الشائع مع بداية العام أن نتجه إلى الالتزام بممارسة التمارين الرياضية واللياقة البدنية بهدف الوصول إلى الوزن المناسب، إذ ندرك جميعًا فوائد التمارين ونفعها لأجسامنا، إذ تحمينا ممارستها بانتظام من الإصابة بالأمراض المزمنة، وتقلل الضغوط والتوتر، وتعزز صحة الدماغ.

تمتد فوائد التمارين الرياضة لتؤثر في جميع وظائف الجسم عمومًا، إذ تساعد على تنظيم سكر الدم وخفض ضغط الدم وتقليل الالتهابات، وتحسن من جريان الدم ووظيفة القلب.

ليس عليك قضاء ساعات طويلة في صالة الألعاب الرياضية، بل تكفي إضافة تمرين واحد على الأقل إلى قائمة مهامك اليومية، ما يكفل لك الكثير من الفوائد الصحية. بوسعك ببساطة إضافة الحركة والنشاط ليومك بأي طريقة متاحة والاستمتاع بما تفعل.

4- الإقلاع عن التدخين:

إن كنت تسعى لصحة أفضل والعيش عمرًا أطول، فعليك الإقلاع عن التدخين، سواء السجائر العادية أو الإلكترونية.

يؤثر التدخين في نوعية حياتنا إلى حد بعيد، إذ يؤثر فيها سلبًا ويجعلها أقصر وأسوء، وتأثيره شامل لكل أعضاء الجسم تقريبًا، ولا يملك عتبة أمان معينة، لذا تزداد فرص إصابتنا بالأمراض مع كل سيجارة ندخنها، مثل أمراض القلب والسكري والسرطان.

فور الإقلاع عن التدخين، ستلاحظ الآثار الإيجابية، سواء كنت تدخن منذ زمن قريب أو بعيد، أيضًا يمكن عكس الآثار الضارة للتدخين.

إذا كنت تعتقد أن السجائر الإلكترونية خيار صحي أكثر من السجائر العادية، وتفكر في التحول إلى هذا النوع، فعليك التفكير مليًا، لأن آثارها على أجسامنا على المدى الطويل ليست مفهومة كليًا حتى الآن، ولها مخاطرها الصحية أيضًا.

5- الاهتمام بالتواصل الاجتماعي:

عند الحديث عن العيش فترة أطول وبصحة أفضل، نركز على حالة أجسامنا المادية وما نفعله للحفاظ على سلامتها، ونغفل عن جانب بالغ الأهمية، أثبتت الأبحاث الحديثة أهميته، وهو السلامة النفسية. الأشخاص الوحيدون والمنعزلون اجتماعيًا أكثر عرضةً لخطر الوفاة مبكرًا، وتزداد لديهم الإصابة بالأمراض القلبية والسكتة الدماغية والخرف والقلق والاكتئاب.

مع عدم فهمنا جيدًا لهذه الآليات، يُعتقد أن نشأتها نتاج عوامل سلوكية وبيولوجية، فمثلًا نجد تأثرًا بالسلوكيات الصحية من قبل الأشخاص الاجتماعيين جدًا أكثر من سواهم، ونجد أيضًا تأثيرًا فيزيولوجيًا مباشرًا للوحدة على الجسم. لذا يُنصح بتكوين علاقات اجتماعية سليمة مع الآخرين والحفاظ عليها، من أجل حياة صحية أكثر والعيش عمرًا أطول.

اقرأ أيضًا:

هل يمكن للطعام الحار (الحاد) أن يشكل خطرًا على الصحة؟

هل توقيت تناول الطعام مهم؟ وهل يحسن الصيام المتقطع الصحة؟

ترجمة: رغد شاهين

التدقيق: غفران التميمي

المصدر