إن عائلة العناكب القافزة هي الأكبر من حيث العدد عند عائلة العناكب، إذ تُشكّل قرابة الـ 13% من مجموع العناكب على الأرض. تتميز العناكب القافزة بأفضل حاسة بصر بين اللافقاريات، ومع أنها تتحرك ببطأ إلا أنها قادرة على القفز برشاقة خاصة عند الصيد والتهديدات المفاجئة.


تستعمل تلك العناكب الرئات الكتابية والقصبة الهوائية في التنفس، ويمكن تمييزها بالشكل حيث تمتلك أربعة أزواج من العيون وعيناها الأماميتان هما الأكبر حجماً. أرجل العناكب القافزة غير مغطاة بأي أشواك بارزة. وأرجلها الأربع الأمامية التي تعتمد عليها في اصطياد الفريسة أكبر من أرجلها الأربع الخلفية التي تعتمد عليها للقفز.

وجوه تلك العناكب مستطيلة تقريباً ومتعامدة في اتجاه حركتها. وتمتلك ثمانية عيون متكيفة على الرؤية المفصَّلة ثلاثية الأبعاد حتى تستطيع تقدير طبيعة واتجاه فريستها، ثم الهجوم عليها في لمح البصر وبدقة شديدة. الصف الخلفي من العيون الأربع منثنٍ والعينان الكبيرتان الخلفيتان جانبيتان لتسهيل الرؤية الجانبية للعنكبوت.

بالإضافة إلى استعمال حريرها لضمان الأمان عند القفز، فإنها تقوم ببناء خيام حريرية كمأوى من الطقس السيء وللنوم أثناء الليل وتطرح شعرها داخلها وتبني حافظات للبيض كما أنها تبقى فيها خلال فصل الشتاء.

تعيش هذه العناكب في الغابات الإستوائية والغابات المعتدلة وأراضي الأشجار القمئية والصحاري ومناطق المد والجبال. العنكبوت القافز هو كائن نهاري وصائد نشيط، إذ أنّ نظامه الهيدروليكي الداخلي يمُد أطرافه عن طريق تغيير ضغط السائل داخل جسم العنكبوت مما يمكنه من القفز دون الحاجة إلى أرجل عضلية. تستطيع هذه العناكب القفز عدة مرات بطول جسدها وعندما تتحرك من مكان إلى أخر خاصة قبل القفز تقوم بربط خيط من الحرير بما تقف عليه تحسباً لفشل قفزتها حتى تحمي نفسها، فإذا حاولت الفريسة أن تسقطه يتسلق العنكبوت ذلك الخيط الحريري.

في خلال بعض التّجارب، أظهرت بعض أنواع العناكب القافزة القدرة على تعلم والتعرف على الألوان وتذكرها مما يساعد على تأقلم طرقها في الصيد وفقاً لذلك.

مع أن معظم العناكب القافزة هي من أكلات اللحوم، إلا أن عديداً من الأنواع تضيف الرحيق إلى غذائها. غدد الرحيق الخارجية في الزهور تمد العناكب القافزة بالرحيق عندما تفترس الحشرات الضارة.

تختلف الذكور عن الإناث في مظهرها، فقد يمتلكون شعيرات مُرَيَّشة، ملونة أو برّاقة، وحواف على الساق الأمامية وأنظمة على السيقان الأخرى عادة ما تكون غريبة ومتغيرة تستخدم في المغازلة البصرية مع إناث العناكب.حيث تُعرض الأجزاء الملونة والبرّاقة، ويتحرك الذكر حركات معقدة جانبية، ويتذبذب ويتحرك في خطوط متعرجة يعرضها كرقصة تودد للأنثى.
إذا تجاوبت الأنثى لتودد الذكر فإنها تصبح منقادة في وضع إنحناء. في أنواع أخرى تقوم الأنثى بهز زوج أمامي من أطرافها أو جوفها. حينئذٍ، يمد الذكر أرجله الأمامية حتى يلامس الأنثى، إن ظلت متجاوبة فإنه يصعد على ظهرها ويخصبها بزوج من أطرافه الأمامية.

ترجمة: Ðalia A. ElSayed

المصدر:
http://en.wikipedia.org/wiki/Jumping_spider