تعد الأمراض المنقولة بالغذاء سببًا هامًا للأمراض والوفيات في الولايات المتحدة، وتشير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في أمريكا إلى أن كل عام يمرض سدس الأمريكيين تقريبًا (ما يقارب 48 مليون)، يدخل منهم المشافي حوالي 128 ألف ويموت 3 آلاف بسبب الأمراض المنقولة بالغذاء.

قد تنشأ الأمراض المنقولة بالغذاء من عدة أسباب، منها السموم المتشكلة والبكتريا الغازية (الغزوية أو المغيرة) أو المنتجة للسموم والفيروسات والطفيليات والمعادن الثقيلة كالرصاص.

وبحسب النظام الوطني للإبلاغ عن الأمراض المتفشية، تفشى 1052 مرضًا منقولًا بالغذاء في عام 2018، وسبّب ذلك 20 ألف إصابة وصل منها 1534 حالة إلى المشافي وحصلت 21 حالة وفاة.

يحتفظ مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC على الإنترنت بالمعلومات عن حضانة كل مرض والمتلازمة السريرية والاختبارات التأكيدية لكثير من العوامل الإمراضية.

التهاب الأمعاء والقولون المسبب بالسالمونيلا

إن التهاب الأمعاء والقولون المسبب بالسالمونيلا هو مرض إسهالي، يحدث عادة بسبب الأغذية الملوثة وأشهرها لحم البقر والدواجن والبيض، إذ تلتصق عضيات جرثومة السالمونيلا بعد ابتلاع الطعام وتبدأ غزوها لخلايا التجويف المعوي مسببة تدفقًا هائلًا للسوائل والشوارد.

وتتجلى الأعراض السريرية بحجم كبير من الإسهال المائي وحمّى وتشنجات بطنية وقشعريرة وصداع وزحير وألم عضلي. ويستمر الإسهال عادة من 3 إلى 7 أيام.

وتُشخَص هذه الحالة عادة بطرق زرع البراز. ويعد هذا المرض ذاتي الشفاء ويتضمن علاجه تعويض السوائل والشوارد المفقودة. ولا تُقصّر المضادات الحيوية من مدة الأعراض بل قد تؤخر الشفاء أحيانًا، ومع ذلك قد توصف للمرضى المعرضين لخطر الأمراض الغازية.

السموم المتشكلة والبكتريا الغازية (الغزوية أو المغيرة) أو المنتجة للسموم والفيروسات والطفيليات والمعادن الثقيلة كالرصاص التي تسببها الأمراض المنقولة بالغذاء

معدل الوفيات المرتبط بالتهاب القولون والأمعاء بالسالمونيلا غير المعقدة أقل من 1٪؜، ويرتفع معدل الوفيات إلى 20-30٪؜ ؜عند تطور الحالة إلى حالة تجرثم دم. وفي 2018 تسبب تفشي 173 من هذه الحالة بإصابة 4796 أدخلت 967 منها المشافي منها مع 7 وفيات.

والتاريخ المرضي مهم جدًا في عملية تقييم المرض المنقول بالغذاء المشتبه به، ولذلك يجب أن يُسأل المريض عن سوابق سفر أو استهلاك طعام مشبوه أو سوابق استخدام المضادات الحيوية والتّماس مع المرضى وعن تفاصيل الألم البطني (أي موقع الألم وطبيعته) وطبيعة القيء (صفراوي أم مدمى) وطبيعة الإسهال (مائي أو مدمى أو غزير أو كريه الرائحة أو رغوي أو دهني).

نوروفيروس

وهو جنس من فيروسات الـRNA التي تتضمن فيروسات النورولك ومشابهاتها، ويعد مسؤولًا عن أكثر من 50% من الأمراض المنقولة بالغذاء في الولايات المتحدة الأمريكية، وينتقل عبر البراز أو الطعام الملوث أو المياه.

هذا الفيروس مقاوم جدًا للبرودة ويمكنه أن يعيش في درجات الحرارة المرتفعة حتى 60 درجة مئوية، وهو أيضًا مقاوم للكلور والكحول والمطهرات وغسولات الأيدي المطهرة. وفور دخوله الجسم يسبب ضررًا للزغابات المعوية مسببًا تقيؤًا غزيرًا وإسهالًا مائيًا وحمى خفيفة ووهنًا عضليًا.

ومن النادر أن يشخص مباشرة ويتضمن ذلك إجراء فحوصات تفاعل سلسلة البوليميراز، وعمومًا يكون العلاج داعمًا، وعادة ما يشفى المرض ذاتيًا.

التشديد على غسيل اليدين أمر أساسي لتجنب حالات التفشي واسعة النطاق. ومن الشائع أن يتورط النوروفيروس في حالات تفشي الأمراض المنقولة بالغذاء في السفن البحرية بسبب قابليته العالية للانتقال.

التهاب القولون الأميبي

يعد التهاب القولون الأميبي مرضًا غير شائع في الولايات المتحدة الأمريكية، وتتضمن أعراضه الألم والمغص البطني والإسهال المائي، ومن عوامل الخطورة السفر للمناطق الموبوءة (أفريقيا والهند والمكسيك وأميركا الجنوبية والوسطى)، والهجرة أو اللجوء من المناطق الموبوءة، وممارسة الجنس بين الذكور، والتعرض لمناطق ذات ظروف صحية سيئة. ومع أن فحوصات البراز قد تظهر وجود الطفيلي فإن اختبار الأضداد بالبراز يكون أكثر حساسية ودقة.

التسمم بالمحار

يحدث التسمم بالمحار عندما تتركز السموم التي تنتجها الطحالب في الرخويات ثنائية المصراع، وترتبط الأزهار الطحلبية على وجه التحديد -التي تسمى أحيانًا بالمد الأحمر- بحالات التسمم بالمحار. ويوجد أربعة أنماط من التسمم بالمحار، ويترافق كل منها بسمٍ خاص أو مجموعة من السموم، وهي: التسمم بالمحار المفقد للذاكرة، والتسمم بالمحار المسبب للإسهال، والتسمم بالمحار السام للأعصاب، والتسمم بالمحار المسبب للشلل.

التسمم بسمكة البالون

تناول الأسماك من فصيلة رباعيات الأسنان (المعروفة باسم الأسماك المنفوخة أو سمكة البالون) يؤدي إلى الشلل والموت بسبب سمها (التترودوتوكسين)، وهو من حاصرات قنوات الصوديوم التي تنتجها البكتيريا المتعايشة. وتنال هذه الأسماك تقديرًا كبيرًا في اليابان لأنها طعام شهي يسمى (سمك الفوغو)، وهذه الكميات الصغيرة من سم التترودوتوكسين في المنتج المطبوخ النهائي يسبب وخزات حول الفم تمنح شعورًا محببًا.

يُسمح للطباخين المدربين والمجازين فقط بتحضير هذا النوع من الأسماك لتقليل خطر السمية والموت. ويحصل التسمم نتيجة التحضير المحلي للأسماك أو البيع غير الشرعي للأسماك تحت مسمى آخر كالسلمون.

الذيفان المعوي للعنقوديات المذهبة

يعد الذيفان المعوي للعنقوديات المذهبة سببًا شائعًا للأمراض المنقولة بالغذاء في الولايات المتحدة الأمريكية. وابتلاع هذا الذيفان الموجود في الطعام غير المبرد بشكل صحيح (كطعام النزهات والمايونيز والحلويات) قد يسبب المرض.

وتظهر الأعراض السريرية ضمن فترة حضانة من 3 إلى 12 ساعة متبوعة بغثيان وإقياء وألم بطني مغصي مع إسهال أو دونه، وتستمر الأعراض من 12 إلى 24 ساعة.

لهذا الذيفان خواص المستضد الفائق، ويترافق مع الصدمة السمية المرتبطة بالحيض وغير المرتبطة به.

ويُصنف هذا السم ضمن (الفئة ب) من أسلحة الإرهاب البيولوجية حسب مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.

اقرأ أيضًا:

وقاية الأطفال من التسمم الغذائي في عمر ما فوق السنة

التسمم السجقي أو التسمم الوشيقي: ماهو؟ وكيف يمكن الوقاية منه؟

ترجمة: زياد جمال

تدقيق: محمد حسان عجك

المصدر