معنى الاسم:

الاسم أرديبيثيكوس راميدوس مشتق من اللغة العفارية في إثيوبيا، «أردي» تعني أرض، و«بيثيكوس» كلمة يونانية لاتينية تعني قرد، أما «راميد» فتعني جذر أو أصل في اللغة العفارية، وتشير إلى مدى قرب هذا النوع من الأصول البشرية.

فترة الوجود:

قبل 4.4 – 4.2 مليون سنة.

التوزيع الجغرافي:

وُجدت أكثر من 100 عينة حفرية لنوع أرديبيثيكوس راميدوس في شرق أفريقيا، تحديدًا في وادي أواش في إثيوبيا، وجُمعت عينات أخرى قد تنتمي إلى هذا النوع شمال كينيا.

الصلة بالأنواع الأخرى:

مع أن صفاتهم تشبه صفات القردة -مثل الأنواع الأخرى من البشر الأوائل- كانت لديهم صفات بشرية أيضًا، فمثلًا، كانت أنيابهم ماسية الشكل، وثمة أدلة على مشيهم باستقامة.

أما حقيقة كونهم سلفًا مباشرًا للبشر فما زالت مبهمة، وما زال العلماء يناقشون موقعهم في شجرة التطور بالنسبة إلى خط الصلة المباشر بالبشر، ولكن حتى إذا لم يكن نوع أرديبيثيكوس راميدوس متصلًا مباشرةً بنا، فلا بد أنه كان ذا صلة قريبة بسلفنا المباشر، ومن المرجح أنهم تشابهوا من ناحية الشكل وأساليب التكيف.

يوفر هذا النوع معلومات جديدة عن كيفية تطورنا من سلفنا المشترك مع الشمبانزي، ومن المحتمل أنه قد انحدر من نوع سابق من جنس أرديبيثيكوس وُجد في نفس المنطقة في إثيوبيا ويعرف بـ أرديبيثيكوس كادابا.

صُنّف أرديبيثيكوس راميدوس في الأصل باسم أسترالوبيثيكوس راميدوس سنة 1994، وأُعيد تصنيفه عام 1995 لاعتقاد مكتشفيه أنه كان مختلفًا بما يكفي ليُصنَّف في جنس جديد، أرديبيثيكوس.

لمحة عامة:

اكتُشف أرديبيثيكوس راميدوس أولًا سنة 1994. وفي 2009، أعلن العلماء عن اكتشاف هيكل عظمي غير مكتمل سُمي «أردي»، وعند فحص عظام القدم، وجدوا أن إصبع الإبهام كان متفرعًا، وأن القدم كانت متصلبة، وما زالت علاقة هذه السمات بسلوك المشي على قدمين غير معروفة، أما الحوض، الذي أُعيد تكوينه من عينة مهشمة، فقد لوحظت فيه خصائص تكيفية تجمع بين تسلق الأشجار والمشي على قدمين.

افترض المكتشفون أن هيكل «أردي» يدل على سلف مشترك -لا يشبه الشمبانزي- بين الإنسان والقرد الأفريقي، وأوضحت عينة أنياب تنتمي إلى هذا النوع أن الفارق في حجم البنية بين الذكور والإناث كان ضئيلًا جدًا.

وُجدت حفريات هيكل «أردي» إلى جانب بقايا حيوانية، وبينت طبيعة تلك الحيوانات أن «أردي» كان يعيش في بيئة تحتوي أشجارًا، ما ينافي نظرية السافانا عن أصول الحركة الثنائية -المشي على قدمين- التي تفترض أن البشر تعلموا المشي باستقامة عندما أصبح المناخ جافًا وأصبحت البيئات مكشوفة وعشبية.

عُثر على مئات القطع من العظام المتحجرة بين 1992 و1994، بلغ عددها 110 عينات، وكانت تنتمي إلى نحو 35 فردًا من هذا النوع، واكتُشفت جميعها في مناطق تقع غرب نهر أواش في قرية أراميس بإثيوبيا. تضمنت معظم هذه البقايا أسنانًا، ولكن عُثر أيضًا على بضع جماجم وعظام طرفية، وبيّنت عظمة ذراع غير كاملة أن هذا النوع كان أصغر حجمًا من أسترالوبيثيكوس أفارينيسيس المتوسط.

سنة 2005، عُثر على بقايا 9 أفراد من نوع أرديبيثيكوس راميدوس في شمال إثيوبيا، تألفت معظمها من أسنان وبقايا من عظمة الفك إلى جانب بضع عظام أيدٍ وأقدام.

السمات الجسدية:

كان هذا النوع ثنائي الأقدام اختياريًا، فقد كان يقف باستقامة على الأرض وأمكنه التحرك على أطرافه الأربعة وتسلق الأشجار، وتُعد صفاته التشريحية بدائية للغاية.

حجم الدماغ

تقريبًا 300-350 سم مكعب، مماثل في الحجم لأدمغة إناث الشمبانزي والبونوبو.

شكل الجسم والحجم

  •  مماثل في الحجم لقردة الشمبانزي الحديثة، كانت العينة الأكثر اكتمالًا لأنثى بلغ طولها 120 سم ووزنها 50 كغم.
  •  الذكور أضخم من الإناث بفارق ضئيل جدًا.
  •  شكل الجسم يشبه القردة أكثر مما يشبه البشر، لكنه يختلف عن القردة الأفريقية المعاصرة في عدد من الصفات الجوهرية.

الأطراف

  •  يقترح وجود خليط من الصفات البدائية والمشتقة أن هذا النوع استطاع المشي باستقامة على الأرض، واستطاع أيضًا تسلق الأشجار بتمكن.
  •  كانت لديهم أذرع طويلة وقوية، لكنها لم تُستخدَم في الاستناد أو المشي على مفاصل الأصابع كما هو الحال لدى القردة رباعية الأرجل.
  •  أتاحت عظام الرسغ قدرًا من المرونة، وكانت عظام الكف قصيرة.
  •  عظام الأصابع طويلة ومقوّسة، وهما صفتان مفيدتان للإمساك بالأغصان.
  •  اتسمت عظمتا الساق والفخذ بصفات متماشية مع المشي على قدمين.
  •  الأقدام إلى حد ما مسطحة وخالية من منحنيات القدم، ما يشير إلى أن هذا النوع على الأرجح لم يكن قادرًا على المشي أو الركض مسافات طويلة.
  •  كانت لديهم سمة إصبع القدم المتباعد الملتقِط، الخاصية التي تتميز بها الغوريلا والشمبانزي.
  •  كانت أقدامهم متصلبة أكثر من أقدام الشمبانزي، وكانت قواعد عظام أصابع القدم الأربعة موجَّهة لتثبيت القدم الأمامية عند الدفع، على نقيض قردة الشمبانزي التي لديها وسط قدم مرن يحسّن قدرتها على الإمساك والتسلق، لكنه أقل كفاءة للدفع خلال المشي على الأرض.

الحوض

  •  يتسم بخليط من الصفات المفيدة لكل من التسلق والمشي باستقامة، ما يشير إلى أن النوع أمضى وقتًا طويلًا على الأشجار.
  •  تبدو اللوحتان العلويتان -عظمة الحرقفة- قصيرة وعريضة مثل أسترالوبيثيكوس أفارينيسيس، ما يوضح أن عضلات الألوية قد أعادت تموضعها، ما أدى إلى خفض مركز كتلة الجسم للاستناد إلى ساق واحدة خلال المشي.
  •  كان الحوض السفلي واسعًا، ولم تكن الزاوية السطحية لعظمة الإسك موجهة لأعلى كما هي عند البشر وأسترالوبيثيكوس، تعد هذه الصفات بدائية وتقترح أن هذا النوع كانت لديه عضلات طرفية خلفية ضخمة للتسلق، وأنه لم يمشِ مثل أسترالوبيثيكوس أفارينيسيس.
  •  كانت الثلمة الوركية مماثلة في الحجم والشكل لمثيلتها لدى أشباه البشر التالية، وهي خاصية مشتقة غير موجودة عند قردة الشمبانزي.

الفك والأسنان

  •  أغلب سمات الأسنان تشبه نظيرتها لدى القردة، من ضمنها أنياب وأضراس كبيرة نسبيًا.
  •  سماكة طبقة مينا الأسنان متوسطة بين الشمبانزي وأسترالوبيثيكوس.
  •  الأنياب أقل بروزًا وأصغر من قرينتها عند كل الأنواع الأخرى المعروفة من القردة، وقواعد الأنياب في كِلا الجنسين مماثلة في الحجم لإناث الشمبانزي وذكور البونوبو.
  •  الأنياب العلوية ماسية الشكل بدلًا من النهاية المدببة التي تمتاز بها أنياب القردة الأفريقية وهي خاصية مشتقة مشتركة مع أسترالوبيثيكوس أفارينيسيس، أما الأنياب السفلية فخواصها المشتقة أقل.
  •  لوحظ بروز أمامي لعظمة الفك أكبر من عند البشر، لكن أقل من القردة الأفريقية الحديثة.
  •  للنواجذ خواص مشتقة تبدو متطورة أكثر نحو البشر.
  •  تتشارك أنيابهم -الصغيرة غير الحادة- وأسنان أخرى سمات مع أورورين توجينينسيس.

الجمجمة

  • تقع جماجمهم أعلى العمود الفقري، ما يدعم حقيقة أن هذا النوع كان ثنائي الأقدام، رغم أنهم على الأرجح كانوا يسيرون بطريقة مختلفة قليلًا عن البشر.
  •  المسافة بين الجزء الأمامي والخلفي لقاعدة الجمجمة قصيرة، ما يؤكد أن رؤوسهم تمركزت أعلى العمود الفقري.
  •  كانت وجوههم صغيرة وعمودية أكثر من قردة الشمبانزي.
  •  لا يشبه نتوء أعلى محجر العين نظيره لدى الشمبانزي.

أسلوب حياة أرديبيثيكوس راميدوس:

الحضارة

لا توجد أدلة على أي خصائص حضارية مميزة لهم، ولكن من المحتمل أنهم استخدموا أدوات بسيطة شبيهة بما يستخدمه الشمبانزي المعاصر.

البيئة

تشير الأحافير الحيوانية والنباتية المرافقة أن أرديبيثيكوس راميدوس كان يعيش في بيئات كثيفة الأشجار ورطبة نسبيًا، تضمنت الأحافير أنواعًا من النباتات مثل النخيل والتين والتوت، وحيوانات مثل الطاووس والخفاش والقوارض والحمام والصقور والببغاوات.

الغذاء

تبين أقدامهم الشبيهة بأقدام القردة أنهم على الأرجح أمضوا الكثير من الوقت على الأشجار بحثًا عن الطعام والمأوى، وكانوا غالبًا من آكلي اللحوم والأعشاب. ما زالت الأدلة غير حاسمة، لكن يشير فحص مينا الأسنان إلى أنهم كانوا يأكلون الفاكهة والجوز وأوراق الشجر والثدييات الصغيرة، وبفحص الأسنان باستخدام نظائر الكربون، تبيّن أنهم كانوا يأكلون نباتات من الغابات، لا نباتات عشبية.

اقرأ أيضًا:

هل يمكننا تتبع أصل الإنسان المعاصر إلى أي نقطة مفردة من الزمان أو المكان؟

ابن عم لوسي: اكتشاف أحفورة جديدة في إثيوبيا لأحد أشباه البشر

ترجمة: رحاب القاضي

تدقيق: أكرم محيي الدين

المصادر:

Ardipithecus ramidus – The Australian Museum

Ardipithecus ramidus | The Smithsonian Institution’s Human Origins Program (si.edu)