تشبه عملة البتكوين إلى حد كبير الذهب في عدة نواحٍ، إذ لا يمكن ببساطة إنتاج هذه العملة اعتباطيًا لأن هذه العملية تتطلب جهدًا لاستخراجها، ففي حين يُستخرج الذهب من المناجم المادية يتطلب تعدين البتكوين استخراجها من بوسائل الحوسبية.

تتطلب أيضًا هذه العملية مرحلة تعاقد تنص على مبدأ محدودية عرضها في مصدر رمزها الأساسي، لهذا السبب لا يمكن إنتاج أكثر من 21 مليونًا منها، إذ توجد هذه العملة وسطيًا في مرحلة العرض بمعدلات ثابتة على شكل كتلة واحدة كل عشر دقائق، إضافةً لذلك يطرح هذا العدد منها في الكتل السابق ذكرها بعد تخفيضها بنسبة 50% كل أربع سنوات.

محدودية عرض البتكوين عند سقف 21 مليونًا:

في الحقيقة، يبلغ العدد الإجمالي للبتكوين المُعد للتعدين بنحو 21 مليونًا، لكن سيستنزف عرض هذه العملة في اللحظة التي يقرر فيها مُعدّنوها فتح التداول على هذا العدد منها، لكن من الممكن تغيير بروتوكول هذا التداول للسماح بعرض أكبر.

ما الذي سيحدث عند وصول العرض العالمي لهذه العملة إلى ذروته؟

يمثل هذا الموضوع نقاشًا كبيرًا بين محبي العملات المشفرة.

تم حاليًا تعدين ما يقارب 18.5 مليون عملة بتكوين، ما يعني بقاء أقل من ثلاثة ملايين لم يتم تعدينها في هذه الدورة الاستثمارية بعد.

عوائد تعدين البتكوين:

بعد تعدين ما يقارب 18.5 مليون عملة بتكوين على مدى عشر سنوات مذ لحظة إصدار شبكتها، ومع بقاء ما أقل من ثلاثة ملايين لم تعدن بعد فمن الواضح أن هذه العملة في آخر مراحل تعدينها.

قد تكون هذه الفكرة صحيحة إلى حدٍ ما ،لكن بالرغم من تعدين الغالبية العظمى لهذه العملة يظل المدى الزمني لهذه العملة أكثر تعقيدًا من ذلك.

تقدم عملية تعدين البتكوين لمشتركيها مقدارًا وافرًا من عملاتها عند الاشتراك في أحد مجموعاتها، وتتغير هذه العملية حسب الظروف مع الوقت، إذ إنه عند صدور هذه الشبكة لأول مرة كافأت مشتركيها بتقديم 50 بتكوين وفي عام 2012 قلصت إلى النصف لتصبح 25، في عام 2016 قلصت أيضًا إلى النصف لتصبح 12.5، وفي نهاية شهر شباط من عام 2021 تلقى المشاركون 6.25 بتكوين على كل مجموعة تم تعدينها ما يعادل 294,168.75 دولارًا بحسب قيمة الرابع والعشرين من شباط من عام 2021. ساهمت هذه العملية في تخفيض معدل تضخم هذه العملة للنصف كل أربع سنوات.

الجدير بالذكر أن قيمة هذه المكافأة ستستمر بالانخفاض للنصف كل أربع سنوات حتى تمام تعدين كافة المقدار المتبقي، لذلك وفي الوقت الحالي من المرجح عدم تعدين هذا العدد المتبقي حتى عام 2146، لكن من الممكن تغيير بروتوكول شبكة البتكوين بين الحين والآخر.

تأثيرات العرض المحدود للبتكوين على مُعدّنيها:

من المرجح أن أكثر مجموعات الأفراد تأثرًا بهذه المحدودية هم المعدّنون أنفسهم، ويدّعي بعض مهاجمي بروتوكول البتكوين أنه سيتم استبعاد المعدّنين من مكافآت المجموعات التي يتلقونها مقابل عملهم عند وصول العرض لذروته الاستثمارية التي تبلغ 21 مليونًا.

لكن حتى عند إنتاج آخر عملة بتكوين، من المرجح استمرار المعدنين بالمشاركة بمنافسة وفعالية إضافةً إلى تفعيل معاملات جديدة، السبب لهذا هو فرض رسوم على كل معاملة تتعلق بهذه العملية، وتبلغ قيمة هذه الرسوم في وقتنا الحالي بضع مئات الدولارات على كل مجموعة، لكن من المرجح أن ترتفع لتبلغ آلاف الدولارات على كل مجموعة، خاصةً عند ازدياد عدد المعاملات في النظام الخاص بالبتكوين وازدياد سعرها، أخيرًا سيصنف نظام البتكوين على أنه اقتصاد مغلق حيث تحدد رسوم المعاملات فيها مثل نظام تحديد الضرائب.

معايير خاصة:

من الجدير بالذكر أن الوقت المقدر لتعدين آخر عملة بتكوين يقدر بنحو 100 عام، وفي الوقت الحالي ومع اقتراب عام 2140 سيقضي المعدنون الوقت بتلقي المكافآت التي تمثل جزءًا صغيرًا من قيمة آخر عملة بتكوين سيتم تعدينها، يعني هذا الانخفاض الدراماتيكي في حجم المكافآت أن عملية التعدين ستتغير بشكلٍ كامل قبل بلوغ عام 2140.

من المهم أيضًا تذكر أن نظام البتكوين سيتغير بشكلٍ ملحوظ بين الحين والآخر، مع الأخذ بعين الاعتبار التغييرات التي حصلت في نظام البتكوين في فترة عشر سنوات مثل البروتوكولات والطرق الجديدة لتسجيل ومعالجة المعاملات وأي عوامل أخرى يمكن أن تؤثر على عملية التعدين.

أبرز الأحداث الأخيرة المؤثرة كانت عند ترخيص مكتب مراقبة العملة (OCC) في شهر كانون الثاني من عام 2021 لاستخدام العملات المشفرة وسيلة دفع وتقديم بايبال للبتكوين إضافةً إلى قبول شركة تسلا التداول بها لشراء سياراتها وألواحها الشمسية، بعدها تراجعت شركة تسلا عن قبول التعامل بها في شهر أيار من عام 2021 بسبب وجود مشاكل بيئية تحيط بآلية الموارد المستخدمة لتعدين هذه العملة.

اقرأ أيضًا:

كل ما تحتاج معرفته عن العملة المشفرة ولماذا هي مستقبل المال؟

هل يمكن إيجاد عملة موحدة عالميًا؟

ترجمة: لميس عبد الصمد

تدقيق: محمد الأسطى

المصدر