•  التلاعب النفسي الجنسي هو نوع من الإساءة النفسية، وقد يشمل أذى جنسيًا بدنيًا ومخاطر أخرى.
  •  يلجأ إلى التلاعب النفسي الجنسي شريكٌ لعوب، لدفع شريكه إلى التشكيك في واقعه الجنسي.
  •  تتطلب مواجهة التلاعب النفسي الجنسي التدخّل المباشر، وقد يتطلب الأمر تدخّل مختصين صحيين وسلطات قضائية.

أصبح مصطلح التلاعب النفسي (Gaslighting) أكثر تداولًا في الثقافة الأمريكية منذ عام 2016، واليوم يستخدمه الكثيرون في مجال السياسة. إلا أنّ مصطلح التلاعب النفسي مطّاط ويُستخدَم في العديد من المجالات الثقافية والاجتماعية. يحدث التلاعب النفسي الجنسي -مثلًا- في العديد من العلاقات المتعسّفة واللقاءات الجنسية المؤذية. وكشف التلاعب النفسي الجنسي ضروري للحفاظ على صحة نفسية وجنسية جيدة.

ما التلاعب النفسي؟

يرجع المصطلح أصلًا إلى فيلم من عام 1944، وفيه تُدفَع امرأة شابة إلى الاعتقاد بأنها تعاني خللًا عقليًّا بواسطة آليات التلاعب التي يبتدعها زوجها.

في الفيلم، يضع الزوج مواد في حوزتها بصورة مدروسة ليتهمها بسرقتها، ويقنعها بخطأ اعتقادها أن الأضواء الغازية في البيت خافتة بينما كان هو من يخفف إضاءتها (من هنا جاء عنوان الفيلم). كان تلاعبه قويًّا بما يكفي لدفعها إلى التشكيك في واقعها وصحتها النفسية.

أساسًا، يشمل التلاعب النفسي دفع الآخر للتشكيك في رؤيته للواقع. تشير بايج إل. سويت إلى أنه مصطلح يدل على «استراتيجيات للتلاعب العقلي يلجأ إليها أشخاصٌ مؤذون»، وتكون هذه الاستراتيجيات مؤثرة خاصةً عندما «تكون متأصّلة في الاختلافات الاجتماعية خاصةً الجندرية والجنسية، وعندما تُمارس في العلاقات الحميمة القائمة على مفهوم القوة».

إذن فالتلاعب النفسي الجنسي هو تلاعبٌ نفسي مؤذ بشخصٍ آخر بغرض دفعه إلى التشكيك بواقعه وحالته الجنسية.

كيف يبدو التلاعب النفسي الجنسي؟

يتعلق التلاعب النفسي الجنسي باكتساب القوة، والسيطرة على الفعل الجنسي والسلوك الجنسية للضحية، بهدف دفع الضحية إلى التشكيك بواقعها الجنسي، وذلك بإعادة خلق الواقع: «هذا أردته أنت، لا أنا». يقول وال في دراسة نشرها عام 2020: «كان لإحدى المشاركات في دراسة أجريتها شريكٌ يغريها بشرب الكحول إلى أن تصل لدرجة تفقد فيها التركيز على محيطها، وعندها يمارس معها الجنس الشرجي، وهو ممارسة جنسية لا تقبلها الضحية. وفي صباح اليوم التالي، عندما يبدو الحدث جليًّا يناقشها شريكها أنها هي من رغبت في ممارسة الجنس الشرجي. ومع أنه ليس بالأمر الذي قد ترغب في ممارسته، افترضت أنها كانت ثَمِلة وربما تفاعلت بطريقةٍ مختلفة في تلك الحالة. صارت تعتقد أنها في الحقيقة قد طلبت الممارسة، ومع توالي الممارسات يصبح التلاعب النفسي أسهل، إذ يُعاد تشكيل واقعها بفكرة أنها إن طلبت الممارسة سابقًا فقد تطلبها مجددًا».

إضافةً إلى إعادة تأطير الواقع، فإن المتلاعب يسارع إلى صرف مخاوف الشريك ومشاعره، وإن كان التلاعب يشتمل على سلوكٍ واعٍ فلن يقدّم المتلاعب أي أعذار وسيتجنب النقاش مع شريكه، فعندما تأخذ الضحية بالنقاش تزداد فرصة توصلها إلى فهم منطقي وتحليل دقيق للموقف بدلًا من الواقع المشوّه. من المهم للمتلاعب الهيمنة على المحادثة وإنهاؤها بسرعة، وفي النهاية سيلقي باللوم على الضحية. في المثال السابق، وقع اللوم على الضحية لإفراطها في الشراب: «لو لم تثملي لما طلبتِ هذه الممارسة الجنسية ولما انخرطتِ فيها». وقد تُلام الضحية على محاولتها خلق الخلافات ومن ثم عدم الاكتراث لأمر العلاقة أو لأمر شريكها الحميم، فيغدو الإحساس بالذنب سلاحًا في التلاعب.

ما الذي بإمكانك فعله إن تعرضت لتلاعب جنسي؟

أولًا، عليك أن ترى الوجه الحقيقي للتلاعب النفسي الجنسي، أي بوصفه نوعًا من الإساءة النفسية يجب التعامل معه مباشرةً، وقد يفقد الشخص قدرته على إدراك حالته الجنسية وتطور هويته الجنسية. يزيد التلاعب النفسي الجنسي من المخاطر الجنسية. مثلًا، إن اشتمل التلاعب على الخيانة والممارسات الجنسية غير الآمنة فستزداد احتمالية الإصابة بأمراض منتقلة عبر الجنس، وقد يقع اللوم على الضحية في تلك الحالة.

إن كنت تتعرض لتلاعب نفسي من شخصٍ نرجسي –وهذا لا ينطبق بالضرورة على كل المتلاعبين- فليس من المجدي محاولة الحصول على اعتراف، فهو لن يعترف. بصرف النظر عن التعامل مع شخصٍ نرجسي، يمكنك اللجوء إلى أمور لمواجهة التلاعب النفسي الجنسي. ليس التلاعب النفسي فعلًا واعيًا بالضرورة، ناقِش الموضوع مع شريكك، فمن المُحتَمل أن يكون غير مدركٍ لأفعاله. لكن بافتراض أنه مدرك لأفعاله، فقد تحتاج إلى البحث عن مساعدة مختصة لمساندتك خلال الاضطرابات. إن وضعك التلاعب الجنسي في موقف عدم إدراك الممارسة الجنسية وتصاعد الأمر إلى درجة الاغتصاب فعليك إبلاغ السلطات.

قد يكون التلاعب النفسي غطاءً للاعتداء الجنسي. وفي النهاية، قد يتحتم عليك ترك العلاقة لوضع حد للتلاعب. وتذكّر إن تعرضت لتلاعب نفسي جنسي أنّك لست الطرف المخطئ، فالتلاعب النفسي الجنسي في جوهره نوع من الإساءة النفسية.

اقرأ أيضًا:

ما العلامات التي تدل على أنك ضحية تلاعب نفسي؟

كيف تشجع شريكك على الإفصاح عن مشاعره؟

ترجمة: سِوار قوجه

تدقيق: أسعد الأسعد

المصدر