إصابات الضغط الناجمة عن الغوص

قد نتعرض خلال ممارسة الغوص لخطر الأمواج العالية والكائنات البحرية الخطيرة، لكن المخاطر الأشد هي تلك التي لا يمكننا رؤيتها.

عندما لا يستطيع جسم الغواص التكيف مع فروق الضغط في الماء، سيصاب في أثناء تنفسه الهواء المضغوط.

قد تسبب تغيرات الضغط الإصابة في أثناء الغوص إلى أسفل ثم العودة إلى أعلى، وتكون إصابات الضغط عادةً خفيفة، لكن بعضها قد يكون خطيرًا وقد يبلغ حد التسبب بالوفاة.

للإصابات الناجمة عن تغيرات الضغط التي تصيب الغواصين ثلاثة أنواع:

الرضح الضغطي

تتأذى الأنسجة المجاورة للأجواف الهوائية الموجودة في الجسم، كالجيوب الأنفية والأذنين وجذور الأسنان والرئتين، إذا لم يستطع الجسم الموازنة بين الضغط داخله وضغط الماء المحيط، وتُسمى هذه الإصابة «الرضح الضغطي».

عند الغوص إلى أسفل يزداد ضغط الماء، ويقل حجم الهواء الموجود في الجسم، ما قد يسبب ألمًا في الجيوب الأنفية وتمزق طبلة الأذن، وعند الصعود إلى أعلى سيتناقص ضغط الماء ويتمدد الهواء داخل الرئتين، ما قد يسبب تمزق الحويصلات الهوائية في الرئتين وصعوبةً في التنفس.

حال دخول فقاعات هوائية إلى شريان، ستسبب انسدادًا فيه قد يؤثر في أعضاء الجسم، ويُسمى هذا الانسداد «الانصمام الغازي الشرياني»، وتبعًا لمكان وجود الفقاعات، قد تحدث نوبة قلبية أو سكتة دماغية.

مرض تخفيف الضغط «داء الغوص»

يُسمى أيضًا «التحنّي»، ويحدث عندما يصعد الغواص من أسفل إلى أعلى بسرعة كبيرة.

يتنفس الغواصون الهواء المضغوط المحتوي على النيتروجين، وعندما يزداد الضغط تحت الماء، يتغلغل هذا الغاز داخل أنسجة الجسم، دون أن يسبب أي مشكلة ما دام الغواص تحت الماء، وعند صعوده تجاه السطح بكيفية صحيحة وآمنة يغادر النيتروجين الجسم عبر الرئتين ببطء وأمان، أما إذا صعد الغواص بسرعة كبيرة فسيشكل النيتروجين فقاعات داخل الجسم، قد تسبب ضررًا للأنسجة والأعصاب، وفي الحالات الشديدة قد تؤدي إلى الشلل أو الموت، إذا وصلت هذه الفقاعات إلى الدماغ.

التخدر بالنيتروجين

يسبب الغوص العميق زيادة كمية النيتروجين المتشكلة في الدماغ، ما يسبب تشوشًا وشعورًا بالثمالة، وقد يجعل الغواص يتصرف بطيش، وقد ينزع منظم الغوص -قطعة من المعدات التي تمكنه من التنفس تحت الماء- ظنًا منه أن باستطاعته التنفس تحت الماء. ويحدث التخدر بالنيتروجين عادةً عند الغوص لعمق 100 قدم أو أكثر.

أعراض إصابات الغوص

قد تظهر أعراض إصابات الغوص في جميع أجزاء الجسم، بعضها خفيف وبعضها الآخر أخطر ويتطلب علاجًا فوريًا.

تتضمن الأعراض الخفيفة:

  •  ألم في الأذنين أو الجيوب الأنفية أو الأسنان.
  •  حكة.
  •  ألم في المفاصل.
  •  تعب شديد.

تتضمن الأعراض الحادة:

  •  خدر ووخز في الذراعين والقدمين.
  •  الدوار.
  •  صعوبة في التنفس.
  •  الترنح واضطرابات المشي الأخرى.
  •  اضطراب الرؤية.
  •  التشويش.
  •  ألم في الصدر.
  •  الإغماء.

تظهر الأعراض عادةً بعد بلوغ السطح مباشرةً، وأحيانًا لا تظهر إلا بعد بضع ساعات، خصوصًا عند السفر بالطائرة بعد الغوص بوقت وجيز.

كيف تُعالج إصابات الغوص؟

العلاج الرئيسي لتخفيف الضغط هو قضاء وقت داخل غرفة الضغط العالي، حيث يُعرّض المصاب لضغط هواء متزايد، مشابه للضغط تحت الماء، ثم يُخفف الضغط ببطءٍ مماثل لعملية الخروج الصحيح المتدرج من الماء تجاه السطح، ويكون هذا النوع من العلاج فعالًا إذا استُخدم بأسرع وقت ممكن بعد الإصابة.

يحصل معظم الغواصين المصابين بتخفيف الضغط على الأكسجين فور ظهور الأعراض.

في حالة الإصابة بالرضح الضغطي، يعتمد العلاج على موضع الإصابة، فعند إصابة غشاء الطبل، يُعطى المصاب المضادات الحيوية حتى يُشفى الغشاء المتضرر، وقد يُعطى مضادات الالتهاب اللاستيرويدية أو الكورتيكوسترويدات لتخفيف التورم في المفاصل والأنسجة.

أما التخدر بالنيتروجين فيشفى عادةً تلقائيًا بعد الوصول إلى السطح.

كيف نتلافى إصابات الغوص؟

للوقاية من إصابات الغوص، يجب التحقق من الحصول على التدريب الكافي وامتلاك الصحة الجيدة للقيام بذلك. يُدرس في حصص الغوص كيفية تنظيف الأذنين لمنع حدوث الإصابة عند الغوص، ويوضح المدربون كيفية استخدام جداول الغوص، وتحديد السرعة المناسبة للصعود، وعدد مرات التوقف الواجبة خلال الصعود.

يزيد السفر بالطائرة بعد ممارسة الغوص بوقت وجيز خطر الإصابة بتخفيف الضغط، وتعتمد فترة الانتظار قبل السفر بالطائرة على الفارق الزمني بين آخر عملية غوص وموعد الطيران، وعلى عدد مرات الغوص خلال وقت معين. لمعرفة ذلك يجب اتباع تعليمات دليل الغوص.

يجب الانتظار مدة 18 ساعة على الأقل عند الغوص عدة مرات في اليوم، أو عند الغوص عدة أيام.

اقرأ أيضًا:

اثنتا عشرة طريقة لإخراج الماء من الأذنين

ما أسباب فقدان السمع الأكثر شيوعًا؟

ترجمة: زياد جمال

تدقيق: لبنى حمزة

المصدر