الساعة هي آلة نستخدمها لقياس الوقت ومعرفته. قاس الناس الوقت لآلاف السنين بطرق مختلفة، بعضها كان بتتبع حركة الشمس باستخدام الساعة الشمسية، واستخدموا أيضًا الساعة المائية والساعة الشمعية والساعة الرملية.

يعود تاريخ النظام الزمني الحالي -الذي يستخدم نظامًا زمنيًا قائمًا على الرقم 60 أي ساعة تتزايد كلما مرّت 60 دقيقةً و60 ثانيةً- إلى 2000 سنة قبل الميلاد في بلاد سومر القديمة.

حلت الكلمة الإنكليزية «clock» مكان نظيرتها القديمة «daegmael» التي تعني «قياس اليوم». أما كلمة «clock» فقد أتت من الكلمة الفرنسية «cloche» التي تعني الجرس ودخلت اللغة قرابة القرن الرابع عشر في ذات الوقت التي بدأت فيه الساعات تغير الاتجاهات السائدة وتغزوها.

المخطط الزمني لتطور عملية ضبط الوقت

اختُرعَت الساعات الميكانيكية لأول مرة في أوروبا أوائل القرن الرابع عشر تقريبًا وكانت أداة ضبط الوقت الأساسية حتى اختراع الساعة الرقاصية عام 1656. ومع مرور الوقت اندمجت العديد من الأجزاء المركبة مع بعضها لتخرج بأدوات قياس الوقت التي نراها في يومنا الحالي.

والآن دعونا نأخذ فكرةً حول تطور هذه المكونات والثقافات التي ساعدت في تطويرها:

الساعات الشمسية والمسلات

تعد المسلات (أبراج عامودية بأربع جوانب) المصرية القديمة المشيدة قرابة عام 3500 قبل الميلاد من بين الساعات القديمة التي تعتمد على الظل في قياس الوقت. يعود تاريخ أقدم ساعة شمسية مصرية إلى قرابة عام 1500 قبل الميلاد وترجع أصولها إلى ساعات الظل التي كانت أولى الأدوات المستخدمة لقياس أجزاء اليوم.

الساعات المائية الإغريقية

اخترع الإغريق أول نموذج لساعة منبه في القرن الثالث قبل الميلاد. وقد صنعوا ساعةً مائيةً أطلقوا عليها اسم كليبسيدرا. وتكمن آلية عمل هذه الساعة في كون الماء المرتفع يضبط الوقت ويصطدم أخيرًا بعصفور ميكانيكي يطلق بدوره صفيرًا بوصفه منبهًا.

أثبت ساعات كليبسيدرا أنها عملية أكثر من الساعات الشمسية، إذ استطاع الناس استخدامها داخل المنازل وخلال الليل وحتى عندما تكون السماء غائمةً، مع أن هذه الساعات لم تكن دقيقة جدًا. وأصبحت الساعات المائية الإغريقية أكثر دقةً بعد ذلك وأُدخلَت عليها تعديلات ليكون لها واجهة بعقرب ساعة ما يجعل قراءة الوقت أكثر دقةً وملائمةً.

الساعات الشمعية

نجد أول ذكر لساعات شمعية في قصيدة صينية كُتبَت عام 520 بعد الميلاد. ووفقًا للقصيدة، فإن الشمعة المتدرجة بمعدل احتراق محسوب استخدمِت بوصفها وسيلةً لمعرفة الوقت في الليل. وقد استخدمَت شموع مماثلة في اليابان حتى أوائل القرن العاشر.

الساعات الرملية

كانت الساعات الرملية أول أداة قياس وقت قابلة لإعادة الاستخدام، وسهلة الصنع، ودقيقة للاعتماد عليها. ابتداءً من القرن الخامس عشر فصاعدً اعتُمدَت الساعات الرملية طريقةً لمعرفة الوقت في أثناء الإبحار. تتألف الساعة الرملية من زجاجتين على شكل مصباح تتصلان عموديًا برقبة ضيقة تسمح بانسياب كمية منظمة ومحسوبة من مادة ما، عادةً كانت رمالًا من الزجاجة العليا إلى السفلى. لا تزال الساعات الرملية تُستخدَم في يومنا الحالي، واستُخدمت في الماضي في الكنائس والصناعات وفي الطبخ أيضًا.

ساعات الأديرة وساعات الأبراج

كان ضبط الوقت ومعرفته في الحياة اليومية ضرورةً لا بد منها في الحياة الكنسية وخصوصًا عند الرهبان الذين يدعون للصلاة. وكان الرهبان المسيحيون أول صانعي الساعات الأوروبية في العصور الوسطى. صنعت أول ساعة مسجلة عام 996 على يد سلفسستر الثاني، الذي سيتقلد البابوية لاحقًا. وصنع رهبان لاحقون ساعات وساعات أبراج في الكنائس أكثر تطورًا؛ إذ صنع بيتر لايتفوت (راهب في القرن الرابع عشر في غلاستونبيري) واحدةً من أقدم الساعات وما تزال موجودةً وقيد الاستخدام حتى يومنا الحالي في معهد لندن للعلوم.

ساعات المعصم

في عام 1504 اخترع بيتر هيلين أول ساعة محمولة في نيرمبيرغ في ألمانيا، ولكنها لم تكن دقيقةً.

كان عالم الرياضيات والفيلسوف الفرنسي بليز باسكال (1623-1662) أول من يرتدي ساعةً على المعصم. وبخيط ربط باسكال ساعة جيبه بمعصمه.

عقرب الدقائق

في عام 1577 اخترع جوست بورغي عقرب الدقائق. كان اختراع بورغي هذا جزءًا من ساعة صنعها لعالم الفلك تايكو براهي الذي احتاج إلى ساعة دقيقة من أجل مراقبة النجوم.

الساعة الرقاصية

اخترع كريستيان هايغين الساعة ذات البندول عام 1665 ما جعل الساعات أكثر دقةً.

الساعة المنبهة الميكانيكية

اخترع الأمريكي ليفي تشين من كونكور في ولاية نيو هامشير أول ساعة منبه أمريكية عام 1787 ولكن كان جرس الرنين في ساعته يرن فقط عند الساعة الرابعة صباحًا.

في عام 1876 حاز سيث إي. توماس براءة اختراع رقم (183,725) لاختراعه ساعة منبه يمكن ضبطها على أي وقت.

التوقيت القياسي

اخترع السير سانفورد فليمنج التوقيت القياسي في عام 1878. التوقيت القياسي هو مزامنة الساعات ضمن منطقة جغرافية مع معيار زمني واحد. طُوِّر التوقيت القياسي بسبب الحاجة إلى التنبؤ بالطقس والسفر في القطار. وفي القرن العشرين قُسمَت المناطق الجغرافية بالتساوي إلى مناطق زمنية.
ساعة كوارتز

في عام 1927 كان وارين ماريسون -مهندس اتصالات وُلَد في كندا- يبحث عن معايير تردد موثوق بها في مختبرات هاتف بيل. وقد طوَّر أول ساعة كوارتز عالية الدقة تعتمد على الاهتزازات المنتظمة لبلورة الكوارتز في الدائرة الكهربائية.

ساعة بيج بن

في عام 1908 حصلت شركة ويست كلوكس على براءة اختراع لساعة منبه بيغ بن في لندن. أبرز ما يميز هذه الساعة هو خلفية الجرس التي تحيط بظهر الإطار الداخلي بالكامل وهي جزء لا يتجزأ من الإطار. توفر خلفية الجرس صوت قرع جرس منبه مدوي.

ساعة تعمل بالبطارية

تأسست شركة وارين كلوك عام 1912 وأنتجت نوعًا جديدًا من الساعات التي تشغلها البطاريات. وقبل ذلك كانت الساعات إما تفرغ أو تُشغَل بواسطة الأوزان.

ساعة ذاتية التعبئة

طوَّر المخترع السويسري جون هاروود أول ساعة ذاتية التعبئة عام 1923.

اقرأ أيضًا:

هل تمكن إعادة عقارب الساعة الى الوراء؟

هل يمكن قياس الوقت بدقة فى كل زمان و مكان ؟

ترجمة: طارق العبد

تدقيق: أسعد الأسعد

مراجعة: آية فحماوي

المصدر