دواء ألزهايمر يُظهر فوائد مذهلة لبعض الأطفال المصابين بالتوحد

23 ديسمبر 2025
14 مشاهدة
0 اعجاب

 

دواء ألزهايمر يُظهر فوائد مذهلة لبعض الأطفال المصابين بالتوحد


 

دواء لمرض ألزهايمر يظهر فوائد مذهلة لبعض الأطفال المصابين بالتوحد

 

قد يساعد دواء يُستخدم لإبطاء مرض ألزهايمر في تحسين السلوكيات الاجتماعية لدى بعض الأطفال المصابين باضطراب التوحد.

 

تشير نتائج تجربة سريرية صغيرة واعدة، وإن لم تكن قاطعة بعد، إلى أن مجموعة فرعية محددة من الشباب المصابين باضطراب التوحد قد أظهرت نتائج إيجابية من تناول دواء ميمانتين، مع أن الدراسات السابقة لم تجد فوائد واضحة.

 

ميمانتين الذي يُباع أحيانًا تحت الاسم التجاري ناميندا، هو دواء فموي يحجب مستقبلات الغلوتامات في الدماغ، وهي ناقل عصبي يمكن أن يكون سامًا بكميات كبيرة. يمكن أن يساعد تقليل الغلوتامات في جميع أنحاء الدماغ على إبطاء تقدم الأمراض التنكسية العصبية.

 

منطقة الدماغ الغنية تحديدًا بمستقبلات الغلوتامات هي القشرة الحزامية الأمامية، التي تساهم في السلوك الاجتماعي والوعي العاطفي.

 

تشير بعض الأدلة إلى أن مستويات الغلوتامات يمكن أن تكون غير متوازنة في القشرة الحزامية الأمامية لدى الأفراد المصابين باضطراب التوحد، ما قد يفسر السلوكيات والأعراض المتعلقة بالتواصل والتفاعلات الاجتماعية.

 

إلا أنه، في عام 2017، وجدت تجربة سريرية أن تناول ميمانتين لم يُحقق فائدة كبيرة في الاستجابة الاجتماعية للأطفال المصابين باضطراب التوحد.

 

والآن، قاد باحثون في مستشفى ماساتشوستس العام وجامعة هارفارد تجربة سريرية جديدة لمتابعة تلك النتائج، وتقييم تأثير الدواء بجرعات أعلى وفي مجموعة فرعية أكثر تحديدًا من الأطفال.

 

شملت تجربتهم العشوائية 33 شابًا دون إعاقة ذهنية، تتراوح أعمارهم بين 8 و17 عامًا، وكان معظمهم من الذكور. تناول نصف المجموعة 20 ملليغرامًا من ميمانتين يوميًا لمدة 12 أسبوعًا، بينما تناول النصف الآخر دواءً وهميًا (دواء خال من المادة الفعالة).

 

كان أفضل المستجيبين للعلاج بميمانتين هم الأفراد الذين أظهروا مستويات مرتفعة بدرجة غير طبيعية من الغلوتامات في القشرة الحزامية الأمامية.

 

أبلغ مقدمي الرعاية البالغين عن تحسين ميمانتين للتواصل والتفاعل والانخراط بين هؤلاء الأطفال مع الآخرين مقارنة بالدواء الوهمي.

 

ومع أن النتائج واعدة، يوصي مؤلفو الدراسة بالحاجة إلى تجارب سريرية أكبر قبل التوصل إلى استنتاجات قاطعة.

 

حتى إذا تبين أن ميمانتين يحسن حياة الأطفال المصابين باضطراب التوحد، فقد يفيد ذلك بعض الأفراد فقط.

 

وقد أظهر ما يزيد قليلاً عن النصف من بين جميع المشاركين في التجربة السريرية الحديثة، مستويات مرتفعة بدرجة غير طبيعية من الغلوتامات في القشرة الحزامية الأمامية، وربما أغفلت التجارب السابقة، مثل تلك التي أجريت في عام 2017، هذه النتيجة المهمة لأنها لم تركز على مجموعات فرعية من اضطراب التوحد.

 

إذ يوجد اضطراب التوحد على شكل طيف، ويشمل مجموعة واسعة من الحالات، مع تباينات كبيرة في الأعراض والشدّة، متأثرًا بالتفاعل المعقد بين العوامل الوراثية والبيئية.

 

لذا، من المحتمل جدًا ألا يكون هناك سببًا واحدًا وراء هذا الاضطراب، ما يعني أنه من غير المرجح أن يكون هناك علاجًا واحدًا فعالاً أو ضروريًا للجميع.

 

مع ذلك، يظن الباحثون وراء التجربة السريرية الحديثة أن الميمانتين له القدرة على تحسين النتائج في نسبة كبيرة من المرضى، مع تقليل التعرض غير الضروري إلى أدنى حد لأولئك الذين قد لا يستفيدون.

 

 

 



المصادر:


الكاتب

علاء الشحت

علاء الشحت
ترجمة

علاء الشحت

علاء الشحت
مراجعة

باسل حميدي

باسل حميدي
تدقيق

إيمان جابر

إيمان جابر



مقالات مختارة

إقرأ المزيد

لا يوجد مقالات مرتبطة