تقترح دراسة جديدة أن البحث الهادف إلى اكتشاف كيف ينسى الناس حرّض دون قصدٍ ذاكرةً أفضل بين المشاركين. أُجريت الدراسة أول مرة عام 2012 لاكتشاف دور القشرة الوحشية الظهرية للفص الجبهي DLPFC في النسيان الطوعي وأثبتت بنجاح أن DLPFC يتحكم بالنسيان.

أظهر تحليل جديد مؤخرًا أن التنبيه المتكرر والصحيح لهذا الجزء من الدماغ بواسطة التحريض المغناطيسي أثناء تعلّم مادة جديدة يساعدنا على تذكرها.
يقول عالم علم الأعصاب الإدراكي سيمون هانسلماير: «فوجئنا عندما رأينا هذه التأثيرات في أول دراسة صُممت لتحرّي أمر مختلف».

للتحقق من صحة النتائج، أجرى الباحثون تجربة ثانية عرضوا فيها قائمتين من 10 كلمات على 24 شخصًا من البالغين الأصحاء وطلبوا منهم حفظها إذ عُرضت القائمتان بشكل منفصل اثنتي عشرة مرة.

وبعد محاولة تشتيت انتباه المشاركين مدةً قصيرة، طُلب من المجموعة تذكر كل الكلمات الموجودة في القائمتين اللتين عُرضتا للتو.

تلقت نصف المجموعة أثناء عرض الكلمات تحريضًا مغناطيسيًا بطيئًا متكررًا بشدة 1 هيرتز عبر الجمجمة rTMS إلى قشرة الفص الجبهي، بينما تلقى النصف الآخر التحريض نفسه ولكن عبر الجمجمة إلى أعلى الرأس.

مقارنةً مع المشاركين في مجموعة الضبط، كان لدى أولئك الذين تلقوا تحريضًا مغناطيسيًا للقشرة الوحشية الظهرية للفص الجبهي DLPFC قدرةٌ أفضل على التذكر.

لا يبدو أن التحريض يساعد المشاركين على تذكر ترتيب الكلمات لكنه يساعدهم على تذكر كل كلمة على حدى.

شملت الدراسة الجديدة 24 شخصًا من الأصحاء البالغين ما يعني أن النتائج يجب أن تؤخذ بشيء من التحفظ ولا يمكن اعتبارها كافية.

لا تؤكد الدراسة نتائج دراسة عام 2014 فقط بل تتماشى أيضًا مع دراسات مشابهة لاكتشاف قشرة الفص الجبهي الأمامي ودورها في تشكيل الذاكرة.

أظهرت الدراسات السابقة التي حفزت DLPFC انخفاضًا في أداء الذاكرة، لكن التحريض المغناطيسي البطيء المتكرر عبر الجمجمة rTMS مختلف، إذ يؤدي هذا النوع البطيء من التحريض تأثيرًا مثبطًا على معظم القشرة لا تأثيرًا مثيرًا.

بالنسبة للذين يعانون الاكتئاب تُعدّ الطبيعة المثبطة للتحريض المغناطيسي البطيء المتكرر عبر الجمجمة rTMS علاجًا جديدًا واعدًا لتهدئة العقل.

قد تنتقل هذه التأثيرات المثبطة إلى خارج القشرة الوحشية الظهرية للفص الجبهي DLPFC إلى منطقة وثيقة الارتباط بها تُسمى القشرة الجدارية.

يشارك هذا الجزء من الدماغ في الانتباه والإدراك وتشير دراسات تصوير الدماغ إلى تحسّن تركيزنا وذاكرتنا عندما ينخفض نشاط هذا الجزء من الدماغ.

قاس العلماء خلال دراسة عام 2012 انخفاض النشاط الكهربائي في المنطقة الجدارية عند الأشخاص الخاضعين لتحريض الدماغ.

يقول عالم الأعصاب في جامعة جلاسكو ميرسيافان دير بلاس: «إن التنبيه الجبهي يؤثر على نطاق أوسع ويساعد على تطوير تشكل الذاكرة عن طريق تثبيط المناطق الجدارية، إنها تأثيرات معقدة لكن مثيرة للاهتمام وتحتاج تجارب أوسع لفهم مبدأها العصبي».

يجب تكرار النتائج بين مجموعات أكبر قبل التأكد من مدى انتشار هذه التأثيرات.

ظهر تحفيز الدماغ غير الباضع مؤخرًا كعلاج واعد لفقدان الذاكرة المرتبط بالعمر والحالات العصبية الأخرى.

ما يزال علماء الأعصاب يحاولون معرفة أجزاء الدماغ الواجب تحفيزها وكيفية الحصول على تأثيرات أفضل.

مثلًا: وجدت دراسة لتصوير الدماغ عام 2019 أن عدة جلسات من التحريض المغناطيسي عالي التردد للحصين تؤدي إلى تحسين السمات العصبية لفقدان الذاكرة المرتبط بالعمر، وفي الوقت نفسه تحسين السمات السلوكية لفقدان الذاكرة بين كبار السن.

وجدت دراسة أخرى عام 2014 استهدفت الجانب الأيمن لا الأيسر من DLPFC أن التحريض المغناطيسي أثناء عملية ترميز تشفير الذاكرة يؤدي إلى تحسين أدائها.

نحتاج إلى المزيد من البحوث لتمييز تأثيرات التحريض المغناطيسي المعقدة على الذاكرة، لكن تُعد عملية إعادة تحليل البيانات السابقة وتكرار تلك النتائج خطوة مهمة لاكتشاف المزيد.

اقرأ أيضًا:

تجربة تحفيز الدماغ تساعد على تخفيف الاكتئاب

يمكن للمجالات المغناطيسية التحكم عن بعد بأدمغة الفئران

ترجمة: قيصر عازار

تدقيق: نايا بطّاح

المصدر