وصل مؤخرًا وبشكل رسمي الفيروس الأفريقي المعروف باسم “تشيكونغوانيا” إلى الأمريكتين ويتابع انتشاره في منطقة البحر الكاريبي عن طريق البعوض. تمّ رصد 200 حالة من الإصابة بالفيروس في ما بين بداية شهر ديسمبر إلى منتصف شهر يناير، ولكن خلال الاسبوع الثالث من شهر يناير وحده تمّ التبليغ عن 498 حالة جديدة مؤكدة؛ أي ما يعادل 700 حالة خلال شهرين.

عُرف الفيروس بإنتشاره السريع حيث وصل إلى “مستويات وبائية” مسببًا “نسبة إصابات ومعاناة كبيرة” بحسب وصف منظمة الصحة العالمية (WHO). انتشر الفيروس في أكثر من 40 بلدًا بعد أن ظهر في تانزانيا في أوائل الخمسينيات. يعود اسم الفايروس “Chikungunya – تشيكونغوانيا” إلى اللغة الماكوندية وهي اللغة التي يستخدمها جزء من سكان تانزانيا حيث يشير معنى الاسم إلى “الإنحناء” إشارةً إلى أحد أعراض المرض وهو إنحناء الظهر.

على الرغم من أنّ هذا المرض ليس قاتلاً- مع انه تم تسجيل حالة وفاة بنسبة 1 من كل 1000 حالة (عادةً بين الأشخاص المصابين بضعف المناعة وكبار السن)- إلا أنك بكل الأحوال لن ترغب بأن تصاب به, حيث من المعروف أنه يسبب وهنا شديدًا وأعراضه ممكن أن تستمر لأسابيع ونادرًا ما تستمر لأشهر أو سنوات. وفقًا لمنظمة الصّحة العالمية فإن أعراضه تكون على شكل حمى، صداع، آلام عضلات ومفاصل، غثيان، الوهن والطفح الجلدي، ولم يتمّ التوصل بعد إلى علاج او لقاح ضد الفيروس.

لتفادي الإصابة بالفيروس فإن مراكز مكافحة الأمرض والوقاية منها تنصح بإستخدام بعض المواد الطاردة للحشرات التي تستخدم على جلد الإنسان لتفادي لسعات الحشرات خاصة في المناطق حيث تمّ توثيق حالات إصابة بهذا الفيروس مثل سانت مارتن، المارتينيك، غوادلوب، سانت بارتيليمي وجزر فيرجن البريطانية. يتخوف المسؤولون من انتشار الفيروس في جميع أنحاء منطقة البحر الكاريبي وصولاً إلى الولايات المتحدة.

يُعتبر فيروس “تشيكونغوانيا” من أحدث الفيروسات التي تسببها الحشرات المفصلية في أميركا. من الأمثلة الشهيرة الأخرى فيروس غرب النيل و حمى الضنك. ينتشر كلاً من فيروس حمى الضنك وفيروس “شيكونغونيا” عن طريق بعوضة تُسمى “الزاعجة المصرية” أو بعوضة الحمّى الصفراء. كلا المرضين يتشابهان بالأعراض مما يجعل الكشف عن فيروس “تشيكونغوانيا” أمرًا صعبًا.


 

المصدر