لنفترض أنك تتحرك بسرعة 300 كم/الساعة، ولسببٍ ما قررت أن تصيب هدفًا ما، فأخرجت مسدسًا وصوبت ناحية الخلف.

في هذه الحالة أنت تصوب فى عكس اتجاه حركتك ولنفترض أنّ الرصاصة أيضًا تحركت بنفس سرعتك.

إذن، فأنت تتحرك للأمام بسرعة 300 كم/س، والرصاصة أُطلقت بنفس السّرعة فى الاتجاه المعاكس.

ماذا سيحدث للطلقة بالنسبة لك يا تُرى؟

يوجد إجابات مختلفة لهذا السؤال على حسب ظروف معينة، الجواب المختصر مع ذلك هو الآتي:

– أنت تسافر على مسار محدد بسرعة 300 كم/س، ولنفترض أنها السرعة “ص”.

– انطلقت الرصاصة فى الإتجاه المعاكس بسرعة 300 كم/س، فلنُسمها سالب ص؛ “- ص”.

– إذن فأنت تسافر بسرعة ص، وأطلقت رصاصة بسرعة – ص.

– هذا يعني أنّ – ص + ص = 0، لذلك فالرصاصة يجب أن تسقط مباشرة إلى الأسفل، هذا صحيح، بمجرد أن تضغط على الزناد ستنهار الرصاصة فى الحال.

ولكن فى الواقع المسألة أكثر تعقيدًا من هذا

أولاً؛ حتى لو تحركت الرصاصة بمعدّل 300 كم/س، فإنها تحتاج لبعض الوقت لتصل لهذه السرعة.

عندما تضغط الزناد فإن القذيفة لن تكتسب هذه السرعة فى الحال، ولكنها تحتاج لبعض الوقت لتتسارع، لذلك عندما تضغط الزناد فالرصاصة ستتسارع فى فجوة المسدس، حتى تصل لاحقًا إلى سرعة “-ص” وتلغى تأثير سرعة تحركك “ص”، لذلك ففى الواقع لن تسقط الرصاصة مباشرةً، ولكنها ستتحرك مسافة صغيرة من النقطة التى أُطلقت منها.

هذا الجواب أيضًا لا يأخذ في الاعتبار مقاومة الهواء، وبالطبع توجد مقاومة للهواء، إلى جانب أن الرصاصة سوف تدور داخل فجوة المسدس.

مقاومة الهواء والدّوران داخل تجويف المسدس سيمنعها من الإنطلاق إلى الأمام تمامًا، وسينتهى الحال بأن تبقى داخل فهوة المسدس، أى لن تسقط منه.


  • تحرير: تسنيم المنجّد