في دراسة حديثة تناولت تأثير الأنماط الموسيقية المختلفة على النظام القلبي في الجسم (القلب والأوعية الدموية)، توصّل باحثون من جامعة بوخوم الألمانية إلى أن موسيقى موتسارت وشتراوس قادرة على خفض تركيزات الدهون في الدم وتنظيم معدّل نبضات القلب.

أجرى الباحثون الدراسة على عينةٍ مكونة من 120 شخصًا.

وتم تقسيم هؤلاء إلى مجموعتين، تتألف كل مجموعة من 60 شخصًا.

استمع أفراد المجموعة الأولى إلى مقاطع موسيقية بطول 25 دقيقة، وهذه المقاطع مقسمة بدورها لثلاث أنماط موسيقية، وهي الموسيقى الكلاسيكية: موتسارت، شتراوس الابن، وموسيقى البوب لفرقة آبا.

أما المجموعة الثانية من الأفراد، فقد تم تصنيفهم كمجموعة ضابطة، أي يقضي أفرادها الوقت المخصص للتجربة في صمت دون الاستماع إلى أيٍ من هذه الأنماط الموسيقية.

وقبل أن يشرع الباحثون بالتجربة، قاموا بقياس مستويات ضغط الدم ومعدل نبضات القلب إضافةً إلى تركيزات الكورتيزول لدى أفراد العينة المئة والعشرون.

وبعد الانتهاء من سماع الموسيقى الكلاسيكية لموتسارت وشتراوس الابن، فقد انخفض ضغط الدم ومعدّل نبضات القلب بشكلٍ ملحوظ لدى المشاركين، ولم يتم رصد تأثير يذكر بالنسبة لأغاني فرقة آبا.

أما عن أفراد المجموعة الثانية، فقد كان من نتيجة جلوسهم بوضعية هادئة صامتة أن انخفض ضغط الدم لديهم، ولكن بمستوى أقل بكثير مما هو الحال بالنسبة لمن استمع لموتسارت وشتراوس الابن.

أما بالنسبة لتركيزات الكورتيزول، فقد لوحظ أن جميع الأنماط الموسيقية الثلاث (موتسارت، وشتراوس، وفرقة آبا) قد سببت انخفاض هذه التركيزات لدى المشاركين.

ولعب جنس أفراد العينة دورًا في تحديد مدى هذا الانخفاض، فقد انخفضت مستويات الكورتيزول بمعدلٍ أعلى لدى الرجال مما هو لدى النساء بصورةٍ ملحوظة، وخاصةً عند سماع موسيقى شتراوس وموتسارت.

وبمقارنة نتائج المجموعة التي استمعت للموسيقى مع المجموعة الأخرى الضابطة، فقد اتضح أن للموسيقى دورٌ أكبر من الصمت أو الهدوء في هذا الصدد.