ناسا تُصدر كتاب إلكتروني مجاني عن التواصل مع الفضائيين: ممثلو مشروع (سيتي) يؤكّدون للكونغرس الأمريكي أنه مع الدعم ستكون إحتمالية اكتشاف حياة في الفضاء ممكنة جدًا في خلال الـ20 عامًا القادمة


(سيتي) (SETI) هو مشروع يتكوّن من عدة أنشطة تهدفُ إلى البحث عن حياة خارج كوكب الأرض. أنشطة سيتي تستخدم المنهج العلمي في بحثها عن “أدلة على حضارات متقدمة وتقنياتهم على الكواكب البعيدة”، باستخدام التيليسكوبات البصرية والراديويّة. بعض من أشهر مشاريعها تمّ إجرائها من قِبل جامعة هارفارد، جامعة بيركلي، ومعهد سيتي. عام 1995، توقفت الحكومة الأمريكيّة عن تمويل أنشطة (سيتي) مما اضطرّهم للتوجّه للتمويل الخاص لاستكمال بحثهم، إلى جانب تمويلات متواضعة من الحكومة. أولى مؤتمرات (سيتي) كانت في نوفمبر 1961 بحضور عالم الفلك الشهير كارل ساجان.

في بحثهم، ينظرُ علماء (سيتي) إلى المشاكل المرتبطة باكتشاف حياة فضائية – من المشاكل التي قد تواجهنا بسبب المسافات الهائلة التي قد تفصل الأرض عن الكوكب، إلى الخطوات التي يجب إتخاذها لتجنّب الصراع. لهذا، قامت (سيتي) بإصدار كتاب إلكتروني (مجاني) يتناول هذه الموضوعات. الهدف من الكتاب هو تحضيرنا “للتواصل مع حضارة فضائية، إن جاء هذا اليوم.”

يناقش الكتاب المشاكل، المخاطر، والتقدمات التي قمنا بها في سبيل التواصل مع فضائيين. هذا موضوع هام. في فيلم وثائقي عام 2010، حذّر عالم الفيزياء الشهير (ستيفن هوكينج) من أنّ الفضائيين قد يكونوا متقدمين عنّا. فكما ذكر هوكينج: “يجب علينا فقط أن ننظر إلى أنفسنا لنرى كيف يمكن لحياة ذكية أن تنمو إلى شيء لا نريد مقابلته”. كاتب الكتاب هو (دوجلاس فاكوخ)، أحد المسؤولين بـ(سيتي). [رابط الكتاب في آخر المقالة]

يأتي هذا مع مقابلة ممثلَين من مركز (سيتي) البحثي في جامعة كاليفورنيا -دان ويرثايمر وسيث شوستاك- مع الكونغرس الأمريكي لتأمين المزيد من التّمويل للبحث عن الحياة خارج الأرض.

“في آخر 50 عام، كثرت الأدلة على أنّ المكوناات والظروف التي نعتقد أنها ضرورية للحياة، شائعة، بل وربما واسعة الانتشار في مجرتنا.” يقول ويرثايمر في شهادته المكتوبة. وأضاف: “قد يكون هنالك أيضًا حياة فضائية في مجموعتنا الشمسية، ربما على قمر للمشترى أو زحل. أوروبا، أحد أقمار زحل، يُعتقد أنه يحتوي محيط مياه سائلة تحت سطحه الثلجي، قد تكون بيئة جيدة للحياة كما نعرفها.”

وقد أكّد الاثنان على أنه رغم “عدم وجود أدلة على وجود حياة خارج الأرض” إلا أنّ العدد الهائل للكواكب – “حوالي 1 تريليون في درب التبانة؛ عدد كواكب أكثر ثلاث مرات من النجوم” – يرجح أن الكون “يعج بالحباة البدائية”.

أشار ويرثايمر وشوستاك إلى أن الأرض نفسها ترسل إشارات تلفزيونية وراديوية إلى الكون في آخر 85 عام (النجوم القريبة بدأت في تلقي حلقات من برنامج “The Simpsons”) ولكن هذا زمن لحظي مقارنةً بالـ4 مليار عام، تاريخ الحياة على الأرض.

حذر ويرثايمر الكونجرس إلى أن الولايات المتحدة في خطر أن يتم التفوّق عليها من دول أخرى، مثل الصين التي تقوم الآن بتطوير تيليسكوب راديوي بقُطر 500 متر، إلى جانب مشاريع أخرى “قد تكون قريبًا أبرز مراصد (سيتي) عالميًا.”


حمل الكتاب من هنا