البرازيل تخطط لإطلاق حشود بعوض معدلة جينيًا لمحاربة مرض الضنك:


سوف يتمّ لأول مرة تربية البعوض المعدل جينيًا على نطاق تجاري، في محاولة للتخلص نهائيًا من حمى الضنك في البرازيل. لكنه ليس واضحًا مقدار كفاءة هذه الخطوة.

سوف تقوم شركة oxitec للتكنولوجيا الحيوية في بريطانيا بافتتاح مصنع في كامبيناس بالبرازيل لتربية ملايين من البعوض المعدلة جينيًا. فور إطلاقه، سيتزاوج ذلك البعوض المعدل جينيًا مع إناث برية سوف يموت نسلها قبل البلوغ. سوف يؤدي ذلك إلى تقليل عدد بعوض Aedes aegypti الحامل للضنك. في إبريل، وافقت Brazil’s National Technical Commission for Biosecurity (CTNBio) على هذا الاستخدام التجاري.

قد يكون ذاك البعوض هو الخطوة الهامة القادة في التحكم في الضنك، الذي يصيب 50 مليون شخص كل عام، بالإضافة إلى تضاعف إنتشار الضنك 30 مرة في الخمسين عامًا المنقضية فقط. لا يوجد لقاح أو دواء وقائي، لذا كل ما يمكننا فعله هو رش المبيدات الحشرية على نطاق واسع لمحاولة قتل البعوض الحامل للضنك.

ولاية باهيا البرازيلية هي أحد أكثر الأماكن المتأثرة بالضنك. في تلك الولاية تم إعلان حالة التأهب منذ شهر فبراير في 10% من المناطق الريفية. تخطط شركة oxitec لإطلاق الملايين من البعوض المعدل جينيًا في بلدة جاكوبينا بولاية باهيا ككجزء من برنامجها البحثي الموسع. سوف يتم ذلك إطلاق بعوضي أكبر نطاقًا في حالة موافقة وكالة مراقبة الصحة البرازيلية، وهو المتوقع حدوثه.

علامة إستفهام

لكن حتى الآن لم يتأكد أحد من أن الحشرات سوف تنجح. قامت مارجريت كابورو في جامعة ساو باولو بدراسة آثار إطلاق تجريبي في جاكوبينا العام الماضي. وتخطط كابورو لإصدار بحثها هذا الشهر.

تزعم كابورو بأن بياناتها توضح أن عدد بويضات البعوض في جاكوبينا تقلص بنسبة مبهرة، ألا وهي 92%. وبالرغم من ذلك فإن هذا لم يحد من أزمة الضنك.
تعتقد كابورو أن ذلك يعود لأن الدراسة كانت صغيرة جدًا وأنه لن يمكن التأكد من عمل البعوض المعدل جينيًا إلا بعض دراسة بيئية شاملة كالتي ستحدث هذا العام.
“في كل محاولة جربناها تم توضيح سيطرة ممتازة على بعوضة الضنك في البيئة الريفية” تقول هادين باري من oxitec. والآن كل مايقومون بفعله هو قياس النجاح بالنسبة لأعداد البعوض اللازمة.

سابقة خطيرة

قامت CTNBio بسابقةٍ خطيرةٍ حين وافقت على الاستعمال التجاري للبعوض بدون إتمام دراسة بيئية شاملة سابقة، كما يزعم كُلًا عالم الزراعة ليوناردو ميلجاريجو الذي يعمل في وزارة التطوير الزراعي البرازيلية، وعالم البيئة أنتونيو إناسيو أندريولي من الجامعة الإقليمية الشمال غربية في ريو جراند دو سول بالبرازيل.

قام الاثنان بتوضيح ذلك في بحث تقني تم تقديمه قبل السماح بمشروع البعوض المعدل جينيًا. كان اعتراضهما هو أنه لا يجب السماح بالاستخدام التجاري لتلك التقنية قبل تقييمها الشامل.

على المسار الطويل، فإن مشروع البعوض المعدل جينيًا قد تعوقه تكلفته العالية، كما يزعم ثوماس أوناسش من جامعة ساوث فلوريدا في تامبا. “التقنية تعتمد على الذكور العقيمة الذين -تباعًا لتعريفهم- لا يستطيعون إمرار صفاتهم المعدلة جينيًا” لذا يعتقد أوناسش أنه سيكون من الضروري إطلاق كميات ضخمة من البعوض سنة تلو الأخرى، مما سيكلف ملايين الدولارات.


المصدر

موضوع ذا صلة:-

كيف سيكون العالم بدون بعوض؟


اعداد: عمرو خالد