هل يحميك التدخين وشرب القهوة من الإصابة بداء باركنسون؟


الأشخاص المدخنون والمستهلكون للقهوة هم أقل عرضةً للإصابة بداء باركنسون مقارنةً بأقربائهم  الغير مداومين على استهلاك السجائر والقهوة وفقًا لدراسةٍ لأفراٍد من نفس الأُسر.

وتضيف النتائج إلى مجموعة متزايدة من الأدلة على أن المواد الموجودة في التبغ قد تحمي الدماغ ضد هذا الاضطراب العصبي التنكسي وتلقي ضوءً جديدًا على آثار القهوة على المرض.

يقول الباحثون أن الدراسة تقدم دليلًا جديدًا على أن أسباب الشلل الرعاشي (داء باركنسون) تتنوع ويؤكدون أيضًا أن الآثار الصحية السلبية للتدخين تفوق بكثيرٍ أي تأثيرٍ وقائيٍّ قد يملكه ضد هذه الأمراض العصبية التنكسية.

يؤدي مرض باركنسون، الذي يصيب عادةً الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 50 عامًا إلى فقدان التنسيق الحركي والإصابة بالخرف ويمكن أن يؤدي إلى الموت المبكر.

على مدى عقود، وجد العلماء أدلةً تشير إلى أن المدخنين أقل عرضةً للإصابة بهذا المرض بالمقارنة مع غير المدخنين. ولكن يعتقد الخبراء أن الجينات يمكن أن تؤثر على خطورة الإصابة بالشلل الرعاش، والغالبية العظمى من هذه الدراسات تتضمن مشاركين غير مرتبطين وبالتالي مختلفين وراثيًا.

للسيطرة على هذا التباين الوراثي قام “وليام سكوت” ((William Scott من جامعة ميامي في ولاية فلوريدا في الولايات المتحدة وزملاؤه بدراسة عادات شرب القهوة والتدخين لدى مرضى باركنسون وأفراد أسرهم.

الأقرباء

شملت الدراسة 356 شخصًا مصابًا بداء باركنسون و317 من أقرباء من أنسابهم، وكان جميع أقاربهم قد تجاوزوا العمر الذي أظهر فيه قريبهم المصاب بداء باركنسون أول علامات الإصابة بالمرض.

وجد الفريق أن نسبة المدخنين من مرضى داء باركنسون كانت أقل ب 40% مقارنةً بأقاربهم الأصحاء ونسبة 50% منهم كانوا مدخنين دائمين مع 10% تقريبًا منهم قاموا بالتدخين لأكثر من 30 عامًا بالمقارنة مع 15% فقط من نظائرهم الأصحاء.

بالنسبة للأقارب الأصحاء فحوالي 40% منهم استهلكوا القهوة بمعدل ثلاثة فناجين أو أكثر في اليوم الواحد طوال فترة حياتهم وعلى العكس فإن أولئك المصابين بداء باركنسون كانوا أقل بنسبة 40% من الذين صرَّحوا بهذا القدر من الاستهلاك.

إذن، لماذا يملك التدخين وشرب القهوة على وجه التحديد علاقةً عكسية مع مرض باركنسون؟ جواب هذا السؤال لايزال مبهمًا إلى حدٍ كبير.

وتتضمن إحدى الآليات المحتملة مادةً كيميائيةً منبهةً في الدماغ تسمى الدوبامين حيث أن موت الخلايا المنتجة للدوبامين في الدماغ يدفع لتطور داء باركنسون وكلٌّ من التدخين وشرب القهوة من شأنه أن يرفع مستويات هذه المادة الكيميائية.

وقد وجد العلماء أيضًا بعض الأدلة على أن المادة الموجودة في التبغ قد تزيد من مستويات الدوبامين عن طريق عرقلة إنتاج السموم التي تنتجها الخلايا المنتجة للدوبامين السامة (أرأيت كيف أن السجائر الشريرة تصد داء باركنسون؟).

ولكن يحذر سكوت من أن العلاقة بين التدخين وداء باركنسون ليست علاقة سببٍ ونتيجةٍ بسيطة. كما يقول أيضًا أن بيولوجيا أدمغة بشرٍ معينين طوّروا داء باركنسون قد تجعلهم ببساطةٍ أقل عرضةً ليكونوا مدمنين على السجائر.

مخاطر التدخين

يقول سكوت أن البحث الجديد يدعم فكرة أن هناك طرقًا متعددةً للإصابة بالشلل الرعاشي.

وترتبط مجموعةٌ متنوعةٌ من الطفرات الوراثية بداء باركنسون، وبعضٌ منها فقط قد يكون لديه نوعٌ من الارتباط بالتدخين.

على سبيل المثال فإن الطفرة الجينية المرتبطة بداء باركنسون والتي تدعى NOS2A لا تظهر أي صلة مع هذه العادات.

أبلغ المرضى الذين لديهم هذه الطفرة عن نسبة تدخينٍ ونسبة استهلاكٍ للقهوة مشابهة لأقربائهم.

يؤكد سكوت أن دراسته لا تعطي العذر لأيٍّ كان كي يبدأ بالتدخين. يقول إن المخاطر المؤكدة للتدخين كالإصابة بسرطان الرئة أو النوبة القلبية تفوق أي نوع من الحماية المحتملة التي يمكن أن يقدمها ضد داء باركنسون.


ترجمة : رغد القطلبي
تدقيق بدر الفراك
المصدر