أجرى باحثون من جامعة جونز هوبكنز عشرات الحوارات مع مجموعةٍ من 70 رجلًا منهم مغايرين ومثليين جنسين من أصولٍ إسبانية وكذلك إفريقيين وأمريكيين، وتتراوح أعمارهم بين 15 و24 سنة.

وأبلغ الباحثون أن الفهم الجيد للسياق وظروف تنشئة الرجال سيسمح لمقدمي الرعاية الصحية بتحسين الرعاية الصحية الجنسية والإنجابية.

في تقريرٍ لبحثٍ نُشر يوم 6 يناير بمجلة adolescent health، يقول الباحثون أن هذه الجلسات تبين أهمية تأثير البيئة الاجتماعية لهؤلاء الرجال في استعمالهم لمثل هذه الرعاية الصحية، بما في ذلك دور التجارب الشخصية والعلاقات الاجتماعية مع العائلة، الأقران ومقدمي الرعاية الصحية.

على سبيل المثال، الخوف من اختبار الأمراض المنقولة جنسيا، اختبار الحصول على الرعاية الصحية، وقلة الرسائل الواضحة بخصوص الغاية من الحصول على الرعاية الصحية والإنجابية التي تتلقاها النساء.

كل هذه الأمثلة اعتبرت بمثابة عوائق لهذه الرعاية في صفوف الرجال الشباب.

أجريت الجلسات في فترة ما بين أبريل 2013 وماي 2014 وكانت من تأطير موظفين مدربين على الاختلاف الاثني والعرقي.

يقول الأستاذ أريك مارسيل، دكتوراه في الطب وماجستير في الصحة العمومية، وأستاذ مشارك في طب الأطفال بكلية الطب بجامعة هوبكنز وهو الكاتب الأول للدراسة: «هذه الدراسة بينت كيف أن نظام الرعاية الصحية لا يُمَكِّن من خدمة الصحة الجنسية والإنجابية للرجال لأنه غالبًا ما يعتبر مجالًا خاصًّا بالنساء».

وأضاف: «قليلٌ من الرجال تلقوا رعايةً جنسيةً وإنجابية وذلك لأن عددًا قليلًا من الإرشادات السريرية قد حددت طبيعة الرعاية التي يجب على المقدمين توفيرها لهذه العينة من السكان، كما أن جهود الصحة العامة التي ركزت على إشراك هذه الفئة من السكان في الرعاية الجنسية والإنجابية باتت ضعيفة».

في محاولةٍ لتوثيق تصورات الشباب الذكور حول استخدام الصحة الجنسية والإنجابية، أجرى مارسيل وفريقه مناقشاتٍ لمدة 60 إلى 90 دقيقة مع 70 رجلًا وكان % 66 (46 من 70) من المشاركين من الأمريكيين الأفارقة، و %34 المتبقية من أصلٍ إسباني. %84 قالوا إنهم ذوو توجهٍ جنسي مغاير و %16 كانوا مثليين.

وقد وظف فريق العمل مشاركين من 8 مرافق اجتماعية مثل مراكز الترفيه، منظمات عقائدية ومنظمات المثليين في جميع أنحاء بالتيمور. وقد أجريت الجلسات باللغة الإنجليزية مع 8 مجموعات وباللغة الإسبانية مع 4 مجموعات.

ويقول فريق البحث أن نتائج الاستبيان الذاتي الذي ملأه المشاركون في غضون 5 دقائق قبل بدء العمل مع المجموعات قد بينت أن أكثر من نصف المشاركين كان لديهم مصدر رعايةٍ صحيةٍ منتظمٍ وكذلك تأمينٌ صحي.

في العام الماضي، أغلبية المشاركين 47 من 70 قالوا إنهم أجروا فحصًا بدنيا، 35 قالوا إنهم أجروا اختبار فيروس نقص المناعة المكتسبة و27 أجروا اختبار الأمراض المنقولة جنسيا.

خلال الجلسات، تقاسم بعض الشباب الاعتقاد بأن استخدام الواقي يقيهم من الأمراض المنقولة جنسيا وأنهم لا يرون فائدةً لإجراء الاختبار، في حين قرر شباب آخرون القيام بالاختبار وفق ميثاق ذاتيٍّ فيما يتعلق بالسلوكيات المحفوفة بالمخاطر، وقال الكثيرون أنهم لا يرون أي داعي للحصول على الرعاية في حال غياب الأعراض، وأنهم يخشون النتيجة الإيجابية لاختبار الأمراض المنقولة جنسيًّا.

وأضاف هؤلاء الرجال أنهم يريدون أناسا في حياتهم لمناقشة صحتهم الجنسية والإنجابية وذكروا أن أمهاتهم ومقدمي الرعاية هم بمثابة مصادر مهمة لتقديم المعلومات حول الصحة الجنسية. في حين أن بعض الرجال الشباب، خاصةً المراهقين لم يعلموا أين يتجهون للحصول على الرعاية الصحية الجنسية، واعتمدوا على أصدقائهم.

كما ناقش بعض المشاركين أيضا احتياجهم إلى قدرٍ أكبر من الثقة في النفس عند طرح والإجابة عن أسئلةٍ متعلقةٍ بالصحة بشكلٍ عام والصحة الجنسية بشكلٍ خاص.

كما بينت الدراسة أن المشاركين الذكور ذوي التوجه الجنسي المغاير يفضلون مقدمة الرعاية أنثى إذا ما كان لديهم خيار، المشاركون الإسبان فضلوا مقدمين متحدثين باللغة الإسبانية، وأفاد المشاركون المثليون أنهم لا يريدون أن يحكم عليهم مقدمو الرعاية الصحية على أساس ميولهم الجنسي.

من ناحيةٍ أخرى، فإن أوقات الانتظار الطويلة في العيادات، والتكاليف والمخاوف بشأن الخصوصية هي أيضًا موانع لطلب الرعاية الصحية والجنسية والإنجابية، بالإضافة إلى وصمة العار من أن يُشاهَدوا في بعض العيادات كعيادات الأمراض المنقولة جنسيا.

«إضافةً إلى بعض الأدلة القليلة، تبين الدراسة أنه ليس هناك عاملٌ محددٌ مسؤولٌ عن عدم مشاركة الشباب في استعمال الرعاية الصحية الجنسية والإنجابية، نحتاج إلى التفكير في العمل على عدة مستويات عوض التركيز على مستوى معين وفردي، الشيء الذي يؤدي إلى الإلقاء بلومٍ غير مبررٍ على الفرد» يضيف مارسيل.

وأضاف مارسيل أن الدراسة القادمة ستركز على برنامجٍ جديٍّ oremProject connect balti والذي سيساعد العاملين بالمؤسسات الاجتماعية عوض الاقتصارعلى التكلم مع الرجال الشباب عن الرعاية الجنسية والإنجابية وكيفية الحصول عليها.


  • ترجمة: زينب الشقيري
  • تدقيق بدر الفراك

المصدر