الحداب Kyphosis
أسبابه، علاجه وسبل الوقاية منه


الحُدَاب هو عبارة عن انحناء في العمود الفقري يُسبب تقوس غير طبيعي في الجزء العلوي من الظهر، حيث يملك الإنسان الطبيعي درجة معينة من الانحناء في عموده الفقري ولكن التقوس بدرجة تزيد عن 45 درجة يعتبر شاذًا (زائدًا).

أحيانًا لا يكون للحُدَاب أعراضًا سوى المظهر غير الطبيعي للظهر، في حين تسبب بعض الحالات ألمًا وتيبسًا في الظهر، مضضًا وإيلامًا في العمود الفقري، مترافقًا مع التعب والإجهاد.

وإذا كان الحداب شديدًا فإنّ الأعراض تزداد سوءًا مع الوقت بالإضافة إلى الشكوى من صعوبة في التنفس تناول الطعام.

 

ما هي أسباب الحُدَاب:

يحصل في الحُدَاب انحناء وتقعر للجزء المتوسط من العمود الفقري (الفقرات الصدرية) بشكل أكبر من الطبيعي وهذا ما ينتج عن عدة أسباب تتضمن:

  • وضعيات الجسم الخاطئة (الحُدَاب الوضعي):

التراخي أثناء الجلوس والاتكاء على الكرسي، كذلك يؤدي حمل الأكياس الثقيلة إلى تمدد العضلات والأربطة الداعمة مما يزيد من انحناء العمود الفقري.

  • التشكل الشاذ للفقرات(حُدابَ شورمان):

يؤدي تطور الفقرات بشكل غير صحيح إلى توضعها الخاطئ.

  • النمو الشاذ للعمود الفقري في الرحم (الحُدَاب الخلقي):

حدوث خلل كالتحام فقرتان أو أكثر أثناء تطور العمود الفقري.

 

 

أيضًا هناك بعض الحالات التي تسبب الحُدَاب مثل: التقدم في العمر حيث يصبح انحناء العمود الفقري و تقوسه أكثر احتمالًا، هشاشة العظام (Osteoporosis)، الفقار (Spondylosis)، السنسنة المشقوقة (Spina Bifida) ، مرض باجيت (Paget’s disease)، الورم العصبي الليفي (Neurofibromatosis) ، الضمور العضلي (Muscular dystrophy)، السل (Tuberculosis)، السرطان وأيضًا كنتيجة لإصابات العمود الفقري.

علاج الحُدَاب:

أغلب حالات الحُدَاب لا تستدعي العلاج، حيث يُصحّح الحداب الوضعي بتحسين وضعيات الجسم، ويكفي في حالات الحداب الطفيف إلى المتوسط تناول مسكنات الألم لتخفيف ألم الظهر إلى جانب ممارسة الرياضة المناسبة لتقوية العضلات بالإضافة للعلاج الفيزيائي، ويعالج الأطفال باستخدام طرق غير جراحية كالكتاف أو الدعامة (Bracing)، ومن النادر أن يحتاج الحُدَاب إلى عمل جراحي إلا في بعض الحالات الشديدة التي تستدعي تصحيح انحناء العمود الفقري مثل الحُدابَ الخلقي.

 

 

تؤثر هذه الحالة على مشاعر الأطفال كونها تسبب اختلافًا في مظهرهم أمام العيان ولاسيما عند الاضطرار لوضع الكتاف أو الدعامة على ظهرهم، حيث تؤدي إلى انسحاب بعضهم من المجتمع في حين يمتنع البعض الآخر عن ممارسة النشاطات التي تظهر حالتهم بوضوح.

وللأسف لا يوجد حلول سهلة لهذه المشكلة ولكن قد ينفع في بعض الأحيان طمأنة الطفل بأنّه سيتحسن مع الوقت.

المضاعفات:

تحدث فقط في الحالات الشديدة جدًّا والتي تتضمن:

ألم متواصل وغير مسيطر عليه بالأدوية، صعوبة في التنفس بسبب ضغط العمود الفقري على الرئتين والمجاري التنفسية، تعرض العصب العابر في العمود الفقري أحيانًا للانضغاط أو الانقراص مما يؤدي إلى عرقلة مرور السيالة العصبية (الإشارة العصبية) مسببًا التنميل أو الضعف في الذراعين والساقين، مشاكل في التوازن، وفقدان التحكم بإفراغ المثانة والأمعاء.

 

 

وتعتبر هذه المضاعفات خطيرة وتستدعي المعالجة الفورية وقد ينصح بإجراء عمل جراحي.

هل الوقاية من الحُدَاب ممكنة؟

يمكن الوقاية من الحداب الوضعي من خلال الانتباه إلى وضعية الجسم والظهر، تشجيع الأطفال على عدم التراخي، اتخاذ وضعية صحيحة “ضرورة الاستقامة” في أثناء الجلوس وإسناد الظهر، تجنب حمل الحقائب المدرسية الثقيلة، ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم لتقوية الظهر والحفاظ على مرونته.

وتعد السباحة، الركض، المشي، اليوغا والبيلاتيس (Pilates من أفضل أنواع الأنشطة الرياضية للوقاية من مشاكل الظهر).


ترجمة: ساندرا نصور
تدقيق: داليا المتني

المصدر