كيف لك أن تغرق وأنت خارج الماء؟ تعرّف على الغرق الجاف أو الثانوي


إذا كنت مثل معظم الآباء والأمهات، فربما تعتقد أن بمجرّد انتهاء طفلك من السباحة فإن خطر الغرق قد تلاشى، ولكن الغرق الجاف والغرق الثانوي يمكن أن يحدثا بعد ساعات من سحبه ونقله إلى مكان آخر. وهناك خطوات يمكن اتخاذها للحفاظ على سلامة طفلك.

يمكن أن تحدث هذه الأنواع من الغرق عندما يستنشق طفلك الماء إلى رئتيه. وفي بعض الأحيان يحدث ذلك عندما يكافح أثناء السباحة. ولكن يمكن أن يكون نتيجة لشيء بسيط مثل دخول الماء إلى فمه أو تعرّضه للغرق.

يمكن أن تحدث هذه الحالات للبالغين، ولكنها أكثر شيوعًا في الأطفال وذلك بسبب صغر حجمهم. يقول رايموند بيتيتي (Raymond Pitetti) الطبيب والمدير الطبي المساعد لقسم الطوارئ في مستشفى الأطفال في بيتسبرغ.

في حالة الغرق الجاف لا يصل الماء أبدًا إلى الرئتين، ولكن بدلًا من ذلك يتسبب التنفس في الماء في حدوث تشنّج الأحبال الصوتية لطفلك وإغلاقها، بعد أن غادر بالفعل حوض السباحة أو المحيط أو البحيرة. وهذا يتسبب بإغلاق مجرى التنفس مما يؤدي إلى صعوبة التنفس.

يحدث الغرق الثانوي بشكل مختلف قليلًا. تُفتح الشعب الهوائية لطفلك مما يجعل الماء يتراكم في رئتيه ويتسبب بحدوث حالة تسمّى وذمة رئوية (pulmonary edema). وتؤدي إلى صعوبة التنفس أيضًا.

يقول بيتيتي: «عادة ما يحدث الغرق الجاف بعد وقوع أي حادث في الماء. والغرق الثانوي يبدأ عادة في وقت لاحق؛ في غضون 1-24 ساعة من الحادث».

كلا الحدثين نادر الحدوث، فهما يشكلان ما نسبته 1%-2% فقط من حوادث الغرق. كما يقول جيمس اورلوسكي ((James Orlowski طبيب متخصص في طب الأطفال في مستشفى فلوريدا تامبا.

الأعراض:

الغرق الجاف والغرق الثانوي لديهما نفس الأعراض وتشمل:
• السعال.
• ألم في الصدر.
• صعوبة التنفس.
• الشعور بالتعب الشديد.
• وقد يعاني طفلك من بعض التغييرات السلوكية مثل التهيّج أو انخفاض في مستويات الطاقة، مما قد يعني عدم حصول الدماغ على الأكسجين الكافي.
ماذا تفعل عند حدوث ذلك؟

إذا كان يعاني طفلك من بعض أعراض الغرق الجاف أوالغرق الثانوي؛ فعليك الحصول على المساعدة الطبية. على الرغم من أن هذه الأعراض سوف تختفي من تلقاء نفسها ولكن من المهم الحصول على المساعدة الطبية.

يقول مارك ريتر (Mark Reiter) وهو طبيب ورئيس الأكاديمية الأمريكية لطب الطوارئ: «إن المسار الأكثر احتمالًا هو أن الأعراض خفيفة نسبيًا وتتحسن بمرور الوقت».

وحدوث أي مشكلة وتطوّرها يمكن علاجها عادة عن طريق الحصول على مساعدة طبية على الفور. مهمتك هي مراقبة طفلك عن كثب لمدة 24 ساعة بعد مواجهة طفلك لمشاكل في الماء.

إذا لم تختفِ الأعراض أو ازدادت سوءًا فعليك أخذ طفلك إلى غرفة الطوارئ وليس عيادة الطبيب الخاص بك.

ويقول بيتيتي: «سوف يحتاج طفلك إلى أشعة سينية للصدر وحقن وريدي، ويبقى تحت الملاحظة لفترة معينة. ولا يمكن القيام بذلك في عيادة الطبيب».

وبسبب عدم وجود أدوية للغرق الجاف والغرق الثانوي، قد يحصل طفلك على “الرعاية الداعمة” في المستشفى. هذا يعني التحقق من أن الشعب الهوائية نظيفة ورصد مستويات الأكسجين لدى الطفل. وإذا كان لديه صعوبة شديدة في التنفس؛ قد يحتاج إلى استخدام أنبوب التنفس بشكل مؤقت.

الوقاية:

أهم شيء يجب على الوالدين القيام به وليس له علاقة بالأطباء أو غرفة الطوارئ وكل ما له علاقة بذلك؛ ألا وهو منع الغرق في المقام الأول. وأضاف ريتر: «إن الأمان حول المياه هو أهم شيء».
عليك اتباع هذه النصائح لحماية طفلك:

• احرص دائمًا على مراقبة طفلك عن كثب عندما يكون في الماء أو حوله.
• السماح له بالسباحة فقط في المناطق التي يتواجد فيها المنقذين.
• لا تسمح له بالسباحة لوحده.
• سجّل نفسك وأطفالك في فصول السلامة المائية. حيث توجد البرامج التي تُقدّم الأطفال من 6 أشهر إلى 3 سنوات من العمر إلى الماء.
وإذا كان لديك بركة في منزلك فتأكد أنها مسيجة تمامًا.

يقول مايك جيتلمان (Mike Gittelman) المدير العام لمركز الإصابات الشاملة للأطفال في مستشفى سينسيناتي للأطفال: «إن المراهقين أكثر عرضة لحوادث الغرق التي ترتبط بالمخدرات والكحول، لذلك يجب عليك تعليم أطفالك عن هذه المخاطر».

لا تتهاون في المراقبة بسبب أن المياه ليست عميقة؛ فالغرق يمكن أن يحدث في أي نوع من المياه: أحواض الاستحمام وأحواض المرحاض والبرك أو البرك البلاستيكية الصغيرة.


ترجمة: آية عبد العزيز
تدقيق: دانه أبو فرحة
المصدر