صُنع أول فلم ثلاثي الأبعاد (The power of love) في العام 1922.

ومنذ ذلك الحين، يزداد استعمال تلك التقنية بشكلٍ ملحوظ.

من المؤكد أنك من المعجبين والمذهولين بهذه التقنية سواء شاهدتها على شاشة السينما أو على شاشة التلفاز في بيتك، ولكنك ستندهش من مدى بساطة عملها.

لنشرح تلك التقنية علينا أولاً أن نشرح فكرة «الرؤية بعدستين».

يولد أغلب البشر بعينين اثنتين، يشكلان نظامًا مذهلاً للرؤية بعدستين.

فمثلاً، يمكننا تحديد موقع الأجسام التي تبعد حتى 6-7 امتار عنا بدقة.

إذا أغلقت إحدى عينيك، ستتمكن من تحديد موقع الأجسام نفسها، ولكن بدقة أقل، وستأخذ منك العملية وقتاً أطول.

حتى ترى الفرق، يمكنك الطلب من أحد أصدقائك أن يرمي لك كرة، وحاول التقاطها وأنت مُغلق أحد عينيك، ستجد أن التقاط الكرة أصعب بشكل ملحوظ من التقاطها وكلتا عينتيك مفتوحتين.

تعتمد تقنية الرؤية بعدستين على أن العينين بعيدتان عن بعضهما بمقدار 5 سم مما يمكنهما من رؤية العالم بزاوية مختلفة قليلاً، وهذا يمكّن الدماغ من حساب المسافة.

ولكن، لماذا نلبس النظارات ثلاثية الأبعاد في السينما؟

السبب هو أن هذه النظارات توصل صوراً مختلفة لكل عين.

تعرض الشاشة صورتين، وتمكّن كل عدسة من النظارة صورة واحدة فقط من النفاذ إلى العين، مما يسبب وصول صورة مختلفة لكل عين.

هناك طريقتان للوصول إلى هذه النتيجة، وهما:

1. طريقة النظارات الحمراء والزرقاء: تعرض الشاشة صورة باللون الأحمر وصورة باللون الأزرق (أو الأخضر)، وتمكن كل عدسة صورة واحدة من النفاذ إلى العين، ويتولى دماغك باقي المهمة.

على الرغم من انتشار هذه الطريقة، إلا أنها لا تمكننا من مشاهدة أفلام ملونة ولذلك هي رديئة الجودة مقارنة بطريقة الأقطاب.

2. طريقة الأقطاب: يتم عرض صورتين مختلفتين عن طريق جهازي عرض، وتدخل كل صورة إلى العدسة المناسبة لها.

هناك بعض الطرق الأكثر تعقيدًا من هذه.

على سبيل المثال، في أحد الطرق يتم عرض صورتين واحدة تلو الأخرى، ويضع المشاهد نظارات LED خاصة تقوم بحجب الصورة عن عين واحدة بالتناوب بين العينين.

تسمح هذه الطريقة بمشاهدة الصور ثلاثية الأبعاد على تلفاز عادي، لكنها تحتاج معدات خاصة غالية الثمن.


ترجمة: محمد غيث الحلواني
تدقيق: وائل مكرم
تحرير:عيسى هزيم
المصدر