تعافي طبقة الأوزون


يبدو وأن الإتفاق العالمي للإيقاف التدريجي لإستخدام الكيماويات الضارة بطبقة الأوزون بالفعل يعمل. كَشَف تقريرٌ جديد أن المواد التي تستنزف الأوزون في الجو قد إنخفضت بنسبة 10 إلى 15% وأن طبقة الأوزون تزداد سُمكاً بشكلٍ عام.

السبب هو أن البلدان قد أوفت بإلتزامات تمت تحت بروتوكول مونتريال وعهود مشابهة لتقليل إستخدام الكلوروفلوروكربون CFC والهالونات، طبقاً للتقييم الجديد المنشور من قِبَل البرنامج البيئي للأمم المتحدة UNEP ومنظمة الأحوال الجوية العالمية WMO، وقد شارك في التقرير حوالي 300 عالِم.

الأوزون هو طبقة رقيقة من الغاز في طبقة الستراتوسفير الجوية، وهي تحمي الأرض من الآشعة فوق البنفسجية، التي قد تسبب سرطان الجلد وتلف في الأعين وأشكال أخرى لتدهور الصحة للحياة الحيوانية والنباتية سواء.

2014_09-NASA-OZONE

كانت الكلوروفلوروكربونات والهالونات شائعة في الثلاجات ورغوة مكافحة النيران وعُلَب الرشّ الصفيحية، لكن منذ سبعينيات القرن الماضي وما بعدها تراكمت الأدلة على أن الإشعاع فوق البنفسجي قد فكَّكَ المركبات الموجودة في منتصف طبقة الستراتوسفير (التي تقع على إرتفاع 6 أميال فوق سطح الأرض)، مما نتج عنه إنطلاق ذرات الكلورين والبرومين اللتان تفكّكان جزيئات الأوزون (O3). تقدّر منظمة حماية البيئة الأمريكية أنه يمكن لذرة كلورين واحدة أن تمزّق ما يزيد عن 100،000 جزيء أوزون.

بعد أن تم تطبيق بروتوكول مونتريال في عام 1989 بدأت الدول في الحد من تصنيع وإستخدام المواد التي تدمر الأوزون. كانت هناك علامات في ال10 أو 15 سنة المنقضية أن “عَمود الأوزون” يزداد سُمكاً في بعض الأماكن مما يقترح أن قرار المنع يعمل. يقدّر التقرير الجديد أنه بحلول عام 2050 ستعود طبقة الأوزون في القطب الشمالي وعلى مدى خطوط عرض أخرى إلى ما كانت عليه تقريباً في عام 1980. بسبب أن الظروف الجوية الطبيعية تتسبب في تركُّز الملوثات فوق قطبيّ الأرض فسيحتاج ثقب الأوزون الموسمي القابع فوق قارة أنتارتيكا (الذي تسبب في تغيرات في مناخ فصل الصيف الخاص بنصف الكرة الجنوبي) لمدة أطول كي يتعافى.

من ضمن فوائد تقليل الـCFC الجانبية هو أنه يمكنه الحَدّ من تسارع الإحتباس الحراري بما أن غازات الـCFC هي من الغازات الدفيئة شديدة القوة. يقدّر التقييم في عام 2010 أن إنخفاض إنبعاثات مستنفزات الأوزون تسبب في منع حوالي 10 جيجاطن من ثاني أكسيد الكربون من دخول الجو، “وهو حوالي خمسة أضعاف كمية الإنبعاثات المُراد تقليلها سنوياً” للأعوام من 2008 حتى 2012 تحت المعاهدة المناخية الخاصة ببروتوكول كيوتو.

هنالك أيضاً بعض التحذيرات في التقرير حيث أن بعض المركبات التي تستخدم بدلاً من مستنفزات الأوزون (كالهيدروفلوروكربونات HFC) هي غازات دفيئة قوية. إن إزداد إستخدامهم كما هو متوقع سيشاركوا بنسبة كبيرة في رفع حرارة سطح الكوكب.

تظَلُّ أيضاً مستويات رباعي كلوريد الكربون (CCl4) مرتفعةً بصورةٍ غير متوقعة بالرغم من أن المادة تم حظرها تحت بروتوكول مونتريال. أقرّ أعضاء المعاهدة عدم وجود أي إنبعاثات جديدة للـCCl4 الذي تم إستخدامه في مكافحة الحرائق والتنظيف الجاف (الدراي كلين) بين عامي 2007 و2012. تُرْجِع وكالة ناسا المستويات المرتفعة إلى “تسريبات صناعية غير معروفة، إنبعاثات كثيفة من مواقع ملوثة، أو مصادر غير معروفة لغاز الـCCl4”.

يُحذَر تقييم الأمم المتحدة أيضاً من أن الخيارات المُتاحة لإيقاف الدمار المستقبلي لطبقة الأوزون هي في تناقصٍ مستمر حيث أصبحت الحلول المباشرة تنفذ، وتراوحت تلك الحلول ما بين إنهاء إنتاج المركبات الضارة بالأوزون إلى تدمير “جبهات” الكيماويات المدمرة والإنتقال إلى إستخدام أجهزة لا تحتوي على غازات الـCFC. من المفترض أننا سنكون في حاجة إلى المزيد من الإبداع من قِبَل البشر لإستكمال التقدُّم -عن طريق الإتيان بكيماويات وتقنيات جديدة وآمنة- بالإضافة إلى عدم تكرار أخطاء الماضي.


جون فؤاد

المصدر