دراسة مختصرة لمسميات الجسيمات الفيزيائية


كيف سُمّي البروتون والفوتون وباقي الجسيمات:

قام الفيزيائيين على مدار السنين بإعطاء أسماء لأصغر مكونات الكون،
وقد نما عدد من هذه الجسيمات جنبًا إلى جنب مع تقدم علم الفيزياء. وتسمية الجسيم ليست عملية مريحة؛ فهو يمثل قفزة إلى الأمام في فهمنا للعالم من حولنا.
وعلم تسمية الجسيمات الفيزيائية يحتوي على القصة التي تربط هذه الاسماء -التي قد يكون بعضها غريبًا- بسلسلة من الأفكار والتجارب العلمية.
لذا، نقدم دليلًا مفصلًا لعلم الجسيمات الفيزيائية المُكتشفة أو التي ستُكتشف في المستقبل.

الجسيمات المكتشفة

الأيونات- ion:

قام بتسميته: ويليام ويول سنة 1834.

الأيونات هي ذرات أو جسيمات مشحونة، وقد صيغ مصطلح (أيون) بواسطة عالم الرياضيات وليام ويجيد الذي عاش في القرن التاسع عشر، وقد طوره مايكل فاراداي، الذي حقق اكتشافات هامة في مجال الكهرومغناطيسية. (أيون) يأتي من الكلمة اليونانية آيناي”ienai”، وتعني »الذهاب»، لوصف تجاذٌب الجسيمات، أو الميل إلى التحرك نحو الشحنات المعاكسة.
و الجزء الأخير من كلمة أيون “on” تظهر في أسماء العديد من الجسيمات .

فيرميون – fermion:

قام بتسميته: بول ديراك 1954.

الفيرميون – الذي يتكون من بروتون وإلكترون – قد سُمي من قبل الفيزيائي إنريكو فيرمي، طوّر فيرمي الصيغ الإحصائية التي احتوت الفيرميونات، والجسيمات المتبعة مبدأ الاستبعاد الذي ينص على أن بعض الجسيمات لا يمكن أن تحتل نفس المساحة الكمومية.

ليبتون – lepton:

قام بتسميته : كريستيان مولر وإبراهام بآيس سنة 1947.

الليبتونات هي فئة من الجسيمات التي تشمل الإلكترون، والميون muon والتاو tau والنيوترينو neutrinos. وقد اقترح اسم “ليبتون” كاسم بديل للنيكليون nucleon ، وهو مُسمى للجسيمات التي تشكل النواة الذرية، وفقًا للسيرة الذاتية لإبراهام بآيس.

وكان أول الليبتونات المعروفة هو الإلكترون وهو أخف بكثير من النيكليون. وجذور كلمة ليبتون ترجع إلى الكلمة اليونانية “اللبتوس”، والتي تعني (صغيرة، طفيفة، نحيلة، حساسة، خفية)، ويأتي أصل الجزء الأول من الكلمة lep، والذي يعني «قشرة» و«حلاقه صغيرة». إن جذور هذه الكلمة مشتركة مع كلمة «الجذام»، والذي سٌمي بهذا لأنه مرض يسبب الضعف.
و في سنة 1920، اقترح الكيميائيين اسم ليبتون لجميع الإلكترونات والذرات والأيونات والجسيمات، لكنها تسمية لم تستمر.

الإلكترون (كهربائي) – electron:

قام بتسميته : جورج ستوني سنة 1891.

الإلكترونات هي ليبتونات ذات شحنة سالبة تدور حول نواة الذرة، وفي أواخر القرن التاسع عشر طوّر الفيزيائي جورج ستوني مصطلح الإلكترون لوصف ما أطلق عليه في رسالة «إنها الوحدة الاساسية الأكثر أهمية للكهرباء«

كلمة (كهربائية) استخدمت لأول مرة في أوائل القرن 17 لوصف المواد التي لديها قوة جذب. كلمة (الكهربائية- Electric) نفسها مشتقة من كلمة electricus في اللغة اللاتينية الجديدة، والتي كانت تستخدم سنة 1600 لوصف الجاذبية المغناطيسية للعنبر عند فركه. وقد أٌخذت Electricus من الكلمة اللاتينية )الكهرباء electrum)، و المشتقة من (إلكترون electron) في اللغة اليونانية، وكلاهما يشير على وجه التحديد إلى مادة العنبر.

الميوون ميو ميسون (الإنكماش) – muon (contraction):

قام بتسميته : كارل أندرسون وسيث نيدرماير سنة 1938.

الميونات أعضاء في عائلة الليبتون ويتصرفون مثل الإلكترونات لكنهم أثقل في الوزن،
الميون كان يسمى في الأصل “مسوترون mesotron “، المشتقة من الكلمة اليونانية ميسوس mesos، والتي تعني الوسط أو المتوسط، وفقًا لرسالة نشرت في مجلة الطبيعة Nature، وذلك لأن كتلته كانت تعتبر في الوسط بين الإلكترون والبروتون.

وعلى الرغم من ذلك، اكتُشف المزيد من الجسيمات ذات كتلة تقع بين كتلة الإلكترونات والبروتونات، وأصبح ميون مصطلحًا عامًا لوصفها، وفقًا لمقال نُشر في مجلة الهندسة والعلوم الشهرية. وفي سنة 1949 تمّت إعادة تسمية الجسيمات الأولية (ميو ميسون)، نسبة إلى حرف اللغة اليونانية مو mu (µ).

و في وقت لاحق، اكتشف العلماء الاختلافات بين ميو ميسون وباقي الجسيمات ذات الكتلة المتوسطة، والتي أدت إلى إعادة تصنيف ميو ميسون على أنها ليبتون واختصار اسمها ميون .

 

تاو ترايتون– :tau triton

قام بتسميته : مارتن بيرل سنة 1975.

يُعرف أيضًا باسم (الجسيم تاو)، (تاو ليبتون)، وحتى (تاوان)، و قد أصبح هذا الجسيم الثالث المشحون من عائلة الليبتونات –بعد إلكترون وميون — عندما اكتشف في 1975، لأنه كان ثالث جٌسيم يكتشف، أُعطي الرمز تاو (τ) المقابلة لترايتون في اللغة اليونانية، وهذا يعني “الثالث”.

 

النيوترينو (نيترو الصغير) – neutrino:

قام بتسميته : أنريكو فيرمي سنة 1933.

في عام 1930، كان الفيزيائي وولفغانغ باولي يدرس مشكلة الطاقة المفقودة في نوع من اضمحلال الجسيمات، واقترح أن هذه الطاقة تُفقد عن طريق جسيم محايد لا يمكن للعلماء الكشف عنه. وسُمي (النيوترون)، وهو مزيج من جذور كلمة (محايد- neutral )، التي تأتي من الكلمة اللاتينيةneuter ومعناها (مخنث) مع إضافة حرفي النهاية (- ون on).

لكن في عام 1932، تم اكتشاف جسيم محايد آخر وسمي أيضًا النيوترون، هذا النيوترون كان ثقيلًا وموجودًا في داخل نواة الذرة إلى أن اكتشف الفيزيائي إنريكو فيرمي في عام 1933 الجسيم الأصلي الذي كان يصفه باولي، لتمييزه عن النيوترون الثاني، الذي كان ذا كتلة أكبر ، فأضاف إلى اسم الجسيم الذي وصفه باولي حروف “-ino” والتي تشير في الإيطالية إلى الشيء الخفيف والصغير.

النيوترينو يأتي في ثلاث نكهات التي تتوافق مع الأجسام المشحونة في نفس مجموعة الليبتون : الإلكترون والميون والتاو.

كوارك – :quark

قام بتسميته : موراي جلمان سنة 1963.

الكواركات هي جسيمات أولية التي تشكل الهيدرونات مثل البروتونات والنيوترونات، بالإضافة إلى بعض الجسيمات وحالات المادة الأكثر غرابة مثل كوارك- جلون بلازما. واقترح وجودها موراي جيل مان وجورج زويغ في وقت واحد وأراد جورج أن نسميها “الأسات aces”، واكتشف أنواع مختلفة من الكواركات خلال القرن 20 من قبل فرق مختلفة من الفيزيائيين.

فقد اكتشف الفيزيائيين ستة أنواع من الكواركات (فوقup-، وأسفل – down، والغريب- strange، والساحر-charm، والأعلى- top ، والأدنى- bottom) .

الكوارك فوق up-، وأسفل- down: سمى جالمان هذه الكواركات سنة 1964 بهذه الاسماء نظرًا لدورانهم إلى فوق وإلى أسفل والدوران هو خاصية كمية للجسيمات لها علاقة بالقوة النووية القوية.

الكوارك الغريب- strange: تمت ملاحظته قبل وضع المفهوم العام للكواركات. فهو العنصر الأساسي في تكوين جسيمات مركبة تدعى كيون – kaons. و قد اعتبرت هذه الجسيمات غريبة لأن فترة حياتها طويلة بشكل غير معتاد في باقي الجسيمات وذلك بسبب أن جزء من تحلل هذه الجسيمات يتم عبر القوة النووية الضعيفة. وقد سمى جالمان هذه الجسيمات بالكواركات الغريبة strange quarks- في سنة 1964.

الكوارك الساحر- charm: افترض وجود هذا الكوارك الفيزيائيان شيلدون غلاشو وجيمس بجوركن في ورقة بحثية نشروها سنة 1964 و قد أوضحا في مقالة منشورة في جريدة النيويورك تايمز أنهم أطلقوا عليه الكوارك الساحر لأنهم كانوا مبهورين بالتناظر الذي أضافه لعلم الجسيمات ما دون الذرية. وكلمة Charm) ) تعني الجودة المُرضية، وهي مشتقة من الكلمة اللاتينية ( (carmen، والتي تعني آية أو أغنية أو تعويذة.

الكواركات الأعلىtop- والأدنى- bottom: افترض وجود هذان الكواركان الفيزيائيان ماكوتو كوباياشي وتوشيهايد ماسكاوا سنة 1973 لكنهم لم يعطوهما أسماء. فأطلق عليهم العديد من العلماء بشكل غير رسمي (الحقيقة والجمال – truth and beauty ).

و في سنة 1975 أعطى لهم الفيزيائي هاييم هاراري أسماء (الأعلى والأدنى) في ورقته البحثية التي نشرت في نفس العام. ليكون لهم نفس حروف البداية من كلمتي (truth and beauty) حرف ال t وحرف ال b .

 

الفوتونات- :photon

لم يُعرف من أطلق عليها هذا الاسم.

ويطلق عليها في بعض الأحيان جسيمات الضوء. على الرغم من أن مفهوم جسيمات الضوء -والذي يتعارض مع موجة الضوء كان موجود لأكثر من عقدين عن طريق الورقة العلمية لآينشتاين عن التاثير الضوئي التي نشرت في عام 1905، ولم يكن هناك اسم متفق عليه لهذه الظاهرة وفقًا لورقة بحثية لمؤرخ العلم هيلج كراغ. وأصبح مصطلح (فوتون) مقبولًا في عام 1927 بعد أن فاز أرثر كومبتون بجائزة نوبل لاكتشاف تشتت كومبتون – Compton scattering، وهي ظاهرة أظهرت بشكل لا جدال فيه أن الضوء تم حسابه كميًا.

الأصول الحديثة لفكرة أن الضوء يتكون من جسيمات يعود تاريخها إلى 1901، عندما كتب الفيزيائي ماكس بلانك عن )حزم من الطاقة( تسمى كونتاquanta- ، من كلمة الكم quantum- اللاتينية، والتي تعني ما هي الكمية؟ .

وقد تبنى ألبرت آينشتاين هذا المفهوم، الذي أشار إلى حزم الموجات من الضوء بوصفها (الكم الخفيف).

الاستخدام الأول المعروف لكلمة (فوتون) كان من قبل الفيزيائي والطبيب النفساني ليونارد ترولاند، الذي استخدمها في 1916 لوصف وحدة الإضاءة لشبكية العين. كلمة فوتون مشتقة من الكلمة اليونانية phosالتي تعني (ضوء)، من كلمة (تألق to- shine ).

وبعد خمس سنوات، استخدم الفيزيائي الإيرلندي جون جولي الكلمة لوصف وحدة الإحساس بالضوء التي تُنشئها القشرة الدماغية في محاولته لوضع نظرية الكم من الرؤية.
في سنة 1924 ، استخدم علماء الكيمياء الحيوية الفرنسيين كلمة فوتون، وفي 1926 ، التقط علماء الفيزياء الفرنسيين الكلمة منهم. ولكن الكلمة لم تنتشر في مجتمع الفيزياء إلا بعد مضي بضعة أشهر، عندما بدأ عالم الكيمياء الفيزيائية الأمريكي جيلبرت لويس – الشهير باكتشافه الرابطة التساهمية (رابطة كيميائية)- باستخدام الكلمة.

و كما هو موضح في كتاب (التقدم في البصريات)، مفهوم لويس عن الفوتون يختلف اختلافًا جوهريًا عن مفهوم آينشتاين، وعلى الرغم من أن جيلبرت قال بشكل غير صحيح أن عدد الفوتونات كانت ذات كمية ثابتة ، إلى أن علق هذا المفهوم للفوتون، واستخدم منذ ذلك الحين.

بوزون – :boson

قام بتسميته: بول ديراك سنة 1945.

سمي البوزون باسم الفيزيائي ساتيندرا ناس بوزو مع ألبرت آينشتاين، وقد وضع بوز نظرية تشرح هذا النوع من الجسيمات، والتي كانت تدور بشكل كامل، وبالتالي لم تُطع مبدأ الاستبعاد للعالم بولي. ولأن البوزون لا يطيع مبدأ الاستبعاد فإنها يمكن أن تكون موجودة فوق بعضها البعض، أو في وضع متراكب. وعمل بوز على وضع نظرية للبوزونات، وهي فئة تشمل ناقلات القوة مثل الفوتونات والغلونات، وهو جزء لا يتجزأ من النموذج القياسي.

بوزون هيغ – : Higgs boson

لم يُعرف من أطلق عليه هذا الاسم.

بوزون هيغز هو جسيم مرتبط بالحقل الذي يعطي بعض الجسيمات الأولية كتلتها، وسمي (هيغز) تكريمًا لعالم الفيزياء النظرية البريطاني بيتر هيغز، الذي تنبأ وجودها في 1964.
وعلى الرغم من ذلك، لم يكن هيغز هو العالم الوحيد الذي ساهم في نظرية الجسيم هيغز. فبعض العلماء الآخرين شاركوا الفضل في التنبؤ به ومنهم روبرت بروت، فرانسوا إنجيليرت، فيليب أندرسون، جيرالد غورالنك، كارل هاغن، توم كيبل وجيرارد تيهوفت.

ولذلك سُمي الجسيم أيضًا بجسيم بروت انجيليرت هيغز، وجسيم أندرسون هيغز، و (جسيم بروت هيغز غورالنك هاغن كيبل) أو (ابيغاو ABEGHHK’tH)
وفقًا لمقالة في مجلة الطبيعة Nature، قُلصت هذه القائمة الواسعة من الأسماء عن طريق النظريين مثل بنيامين لي، الذي أشار إليه باسم “هيغز”، وبواسطة ستيفن وينبرغ، الذي (عن طريق الخطأ) استخدم اسم هيغز في ورقته البحثية التي قدمت النظرية الأولى لشرح لماذا بعض الجسيمات لها كتلة.

في محاولة لدفع الدعم الشعبي للبحث عن بوزون هيغز، قام الفيزيائي ليون ليدرمان بإعطائه لقب (جسيم الإله). بينما هيغز نفسه غالبًا ما يشير إليه ببوزون العددي أو ما يسمى جسيمات هيجز.

البوزون الضعيف – W boson:

قام بتسميته : تي دي لي و سي أن يونج سنة 1960.

تم التنبؤ بوجود البوزون الضعيف و سُمي لأول مرة في ورقة بحثية نشرت في 1960. وعلى الأرجح أن البوزون الضعيف أخذ اسمه من اسم القوة النووية الضعيفة، ودعيت بذلك لأن تأثير قوتها على مسافة معينة أضعف بكثير من القوة النووية القوية والقوة الكهرومغناطيسية. كلمة ضعيفة يأتي من اللغة النوردية القديمة (veikr – ضعيف) مع أصول محتملة من كلمة weik بمعنى (أن ينحني، ريح).

زد بوزون – : Z boson

قام بتسميته: شيلدون جلاشو سنة 1961.

البوزون الضعيف و زد بوزون هم وسطاء للقوة النووية الضعيفة لكن على عكس البوزون الضعيف فإن البوزون زد غير مشحون، لذلك التبادلات في بوزون زد يطلق عليها تفاعلات التيار المتعادل – neutral current interactions.

عندما قام شيلدون جلاشو بوضع النظرية الخاصة ببوزون زد في ورقة بحثية سنة 1961 لم يضع شرح لها، لذلك بعض الآراء ترى أن حرف زد Z يشير إلى zero – صفر؛ لأن التيار المتعادل ليس له شحنة. وكلمة zero لها أصول إيطالية والتي تأتي من الكلمة اللاتينية zephirum. والتي وضعها عالم الرياضيات الإيطالي ليوناردو فيبوناتشي والتي معناها zero – صفر (لا شيء) وكلمة صفر في الغالب هي ترجمة للكلمة السنسكريتية sunya-m والتي معناها (المكان الفارغ – الصحراء).

جلويون – gluon:

قام بتسميته : ميوري جالمان سنة 1962.

الجلوونات هي وسطاء للقوة النووية القوية وهو ما يجعل نواة الذرة متماسكة، ويمكن تصور التفاعلات التي تتم خلال القوة النووية القوية على أنها تبادل جلويونات.

و تم تسمية الجلويون بهذا الاسم نظرًا لخصائصه التي تشبة اللاصق فهي تمسك جميع مكونات نواة الذرة معًا فكلمة “gluon” تأتي من الكلمة الفرنسية “glu” والتي أصلها في اللاتينية كلمة “gluten” بمعنى (يلصق- (to glue، و تأتي أيضًا منها كلمة جلوتين وهو المادة النيتروجينية الموجودة في البقوليات.

هادرون -: hadron

قام بتسميته: ليف أكون سنة 1962.

صيغ مصطلح (هادرون) في المؤتمر الدولي لفيزياء الطاقة العالية سنة 1962 للإشارة إلى جسيمات الشريكة للبتونات على أنها أثقل وزنًا،
كلمة هادرون تأتي من الكلمة اليونانية hadros، والتي تعني (سميكة، ضخمة، كبيرة جدًا). واكتشف في وقت لاحق أن الهادرونات هي جسيمات مركبة مكونة من كواركات محاطة بسحابة من الجلويونات.

باريون – :baryon

قام بتسميته : إبراهام بايس سنة 1953.

الباريونات هي نوع من الهادرونات والتي تتكون من ثلاثة كواركات متماسكة معًا بواسطة جلويونات. البروتونات والنيوترونات، التي تشكل نواة الذرات، هي باريونات.

ظهر استخدام كلمة (باريون) في عام 1953، عندما قام الفيزيائي إبراهام بايس باستخدامها في مقاله كاسم للنيوكليونات والجسيمات الثقيلة الأخرى، وأصل الكلمة يأتي من الكلمة اليونانية barys بمعنى ثقيل.

البروتون – proton:

قام بتسميته : أرنست راذرفورد سنة 1920.

البروتون هو واحد من المكونات الثلاثة المكونة للذرة، جنبًا إلى جنب مع النيوترونات والإلكترونات.

ووفقًا لمقال نشر في المجلة الأمريكية للفيزياء، اقترح الفيزيائي أرنست راذرفورد اسم بروتون تكريمًا للعالم ويليام بروت الذي عاش في القرن 19، ففي عام 1816 اقترح بروت أن يُطلق على ذرة الهيدروجين اسم (بروتيلي) المشتق من الكلمة اليونانية بروتوس – protos بمعنى (الأول) وكلمة هويلي- húlē بمعني (مادة). و بروت يعتقد أن الهيدروجين هو الذرة المكونة لجميع العناصر.
وقد ثبت في وقت لاحق خطأ بروت، ولكن راذرفورد اقترح تسمية الجسيمات التي اكتشفها إما بروتون proton – على اسم الجسيمات الافتراضية التي اقترحها بروت – أو بروتون prouton – على اسم بروت نفسه. وفي نهاية المطاف استقر راذرفورد وباقي العلماء على اسم بروتون proton ، التي تأتي جذور الكلمة من كلمة بروتوس “protos” في اللغة اليونانية.

النيوترون (متعادل) – neutron:

لم يُعرف من أطلق عليه هذا الاسم.

النيوترونات هي جسيمات مكونة من كواركات (فوق وأسفل). ووفقًا لخطاب منشور في مجلة الطبيعة Nature فإنه غير معروف إن كان الفيزيائي وليام هاكينز أم الفيزيائي أرنست راذرفورد هو أول من أشار لجسيم النيكليون المتعادل الشحنة الكهربائية باسم نيوترون. لكن المعروف أن الاثنان قد وصلوا لنفس التسمية لنفس الجزيء في سنة 1921، حيث قام الاثنان بإطلاق الاسم بناءً على الشحنة الكهربائية المتعادلة للجزيء فلذلك اسمه يأتي من كلمة(neutral- متعادل).

ميسون – meson:

قام بتسميته: هومي جي بهابها سنة 1939.

الميسون هو جزيء مكون من الكوارك و مضاد الكوارك،
كان يشار إلى الميسونات على أنها الإلكترونات الثقيلة، حيث أن كتلتها أكبر من الإلكترون ولكنها أقل من البروتون أو باسم ( U-particles _ جسيمات – يو ) وحرف ال U يأتي من كلمة “unknown” بمعنى غير معروف حيث أن طبيعتها لم تكن معروفة أو باسم (Yukawa particles – جسيمات يوكاوا) على اسم الفيزيائي هيديكي يوكاوا لأنه أول من افترض وجودها في سنة 1935، وفي الماضي أيضًا كان هناك خلط ما بين الميسون والبوزون فكان يستخدم اسم ميسون للإشارة إلى البوزون.

وعندما قام كارل أندرسون وسيث نيدرمير باكتشاف الجزيء اقترحوا تسميته mesotron، والتي تأتي من الكلمة اليونانية “mesos” والتي تعني “middle” بمعنى (وسط) نظرًا لكتلته المتوسطة بين البروتون والإلكترون . لكن الفيزيائي هومي جي بهابها الذي يعتبر أب لفيزياء الجسيمات في الهند كان قد اقترح اسم أسهل وهو – mesonميسون في مقالة نُشرت له سنة 1939.
العديد من الميسونات مثل كيون – kaons وبيون – pions هي مجرد اختصار لاسم الميسون والحرف المميز له مثل (K_meson، Pi_meson – ك ميسون و باي ميسون)

المادة المضادة – :Antimatter

لم يُعرف من أطلق عليها هذا الاسم.

لكل جزيء في المادة جزيء مقابل له في المادة المضادة. و يكون لهم نفس الكتلة لكنهم يختلفون في الشحنة الكهربائية والدوران، عندما يقابل جزيء المادة الجزيء المقابل والمضاد له فإنهم يدمروا بعضهم بعضًا.

سنة 1928 قام الفيزيائي بول ديراك بافتراض وجود جسيم مضاد للإلكترون وأطلق عليه ( anti-electron- مضاد الإلكترون) ليصبح بذلك أول جسيم افتراضي وُجد في المادة المضادة وعلى الرغم من ذلك عندما اكتشف كارل أندرسون الجزيء قام بتسميته ( بوزيترون- positron ) لأن شحنته موجبة تأتي من كلمة موجب الشحنة “positive” ( وحاول مجموعة من العلماء سنة 1948 تغيير اسم البوزيترون إلى positon والإلكترون إلى negaton لكن لم تكلل جهودهم بالنجاح)

و في سنة 1937 استُخدم المقطع “anti-” الذي اقترحه ديراك لتسمية جسيمات شبيهه بالبوزيترون
المرجع الأول للمادة المضادة الحديثة كان قبل سنة 1948 وقد يكون سبب ذلك العدد القليل المُكتشف من الجسيمات سواء في المادة أو المادة المضادة في ذلك الوقت،
لكن أول استخدام لمصطلح المادة المضادة كان سنة 1898 كجزء من خطاب نُشر في مجلة Nature يقترح وجود مادة لها جاذبية سلبية-negative gravity.
إن البادئة “anti-“ نشأت من اللغة اليونانية ويعني ) ضد، معارض، مقابل، بدلًا من( و كلمة matter التي تعني مادة لها وجود تأتي من الكلمة materie في القرن ال 14 والتي كانت تعني ( موضوع للتفكير أو الكلام، أو التعبير) وكانت في الأساس كلمة لاتينية material والتي تعني (المادة التي يُصنع منها الأشياء) وأصلها الكلمة اللاتينية mater والتي تعني ( الأصل، المصدر أو الأم).

الجسيمات الافتراضية

الأكسيون – axion:

قام بتسميته: فرانك ولكيزيك سنة 1978 م.

الأكسيونات هي جسيمات افتراضية وقد تكون هي المكون للمادة المعتمة – Dark matter، والتي يعتقد أنها تُكوّن معظم كتلة الكون. وقال فرانك في محاضرة نوبل أنه سماها على اسم أحد منظفات الملابس. لأنها تحل وتٌزيل المشكلة الفيزيائية.

وتُعرف المشكلة باسمthe Strong CP problem )) والتي تجيب عن سؤال لماذا الكوارك ومضاد الكوارك يتبعوا نفس القاعدة؟

الكاميليون – chameleon:

قام بتسميته: جاستين خوري و أماندا ويلتمان سنة 2003.

هو جسيم افتراضي مُكوّن للطاقة المظلمة – dark energy.

كلمة كاميليون ” chameleon” تأتي من الأصل اليوناني “khamaileon” وجذر الكلمة ” khamai”يعني )على الأرض( والجذر ” leon” يعني أسد. لذلك المعنى الحرفي للكلمة (أسد الأرض). لكن تم استخدام الكلمة لتعبر عن صفات أحد أنواع السحالي التي لها نفس الاسم “chameleon” والتي تتغير صفاتها حسب بيئتها ولذلك قام الفيزيائيان جاستين وأماندا باستخدام الاسم في بحثهما المنشور في سنة 2003.

الجرافيتون – graviton:

قام بتسميته: ديميتري بلوينزيو وف. م جايبيرن سنة 1934 .

هو جسيم غير مكتشف مرتبط بقوة الجاذبية، وهو واحد من أقدم الجسيمات التي افترض العلماء وجودها، ويأتي اسمه من الكلمة الإنجليزية ( gravity – جاذبية) والتي تأتي بدورها من الكلمة الفرنسية “gravité” والتي تعني الجدية والصلابة وجذرها اللاتيني gravis) -ثقيل( والتي تم تغيير معناها في الاستخدامات العلمية في القرن ال 17 لتعني الوزن (لتدل على الجاذبية).
فإن أول استخدام للكلمة غالبًا كان في سنة 1644 في نص فلسفي باسم (Two Treatises: of Bodies and of Man’s Soul – رسالتان لروح الإنسان و جسده) و ذلك كان قبل 40 عام تقريبًا من استخدام اسحاق نيوتن لها لوصف الجاذبية.

الميجورون – majoron:

قام بتسميته: واي .شيكاشيج، رابيندرا موهاباترا، وروبرتو بيتشي سنة 1980 .

يُعرف رقم الليبتون في فيزياء الجسيمات بأنه هو عدد اللبتونات الداخلة في تفاعل الجسيمات مطروحًا منه عدد مضادات الليبتونات والذي على حد معرفتنا يجب أن يظل ثابتًا من بداية التفاعل لآخره.

الميجورون هو نوع من أنواع البوزونات تم افتراضه لحل المشاكل الفيزيائية التي تتطلب الحفاظ على قيمة رقم الليبتون والتي تظهر في حالة التصادمات ذات الطاقة العالية. وسُمّي على اسم الفيزيائي إيتور ميجورانا الذي افترض وجود جسيمات هي نفسها جسيماتها المضادة، والاسم ميجورانا مأخوذ من الاسم ” Maiorana” وهو اسم إيطالي معروف في صقلية والذي يعود في أصوله لاسم عشب ينمو في هذه المنطقة يدعى الميجورام – marjoram.

تاكيون – tachyon:

قام بتسميته: جيرالد فينبيرج سنة 1967.

تم اقتراح وجود التاكيون في ورقة بحثية نُشرت سنة 1967 كاسم لجزيء افتراضي أسرع من الضوء، وأصل الاسم يأتي من الكلمة اليونانية “takhys” والتي تعني (يتحرك بسرعة)

الجسيمات فائقة التناظر – supersymmetric particles:

قام بتسميتها: عبد السلام وجي ستراثدي سنة 1974

التناظر الفائق: هي نظرية تفترض وجود ضعف عدد الجسيمات الموجودة في النموذج القياسي للفيزياء الجزيئية حيث أنها تفترض أن لكل جزيء شريك يكون عادة أكبر من الجزيء الأصلي.

و على الرغم من أن نظرية التناظر الفائق لها عدة صيغ وتطورت على مدار عدة سنين إلا أن اسمها يعود إلى ورقة بحثية نشرت سنة 1974، وقواعد تسمية الجسيمات فائقة التناظر وضعها الفيزيائيَين إيان هينشليف ولورنس ليتنبرغ في ورقة بحثية نشرت سنة 1982،
لتعريف الشريك المناظر للجسيمات المنتمية لمجموعة للبوزون – boson يتم إضافة الحروف (-ino) في آخرها فمثلًا الشريك المناظر للفوتون – photon يدعى phtoino بينما لتعريف الشريك المناظر الفرميون – fermion يتم وضع حرف s- في أولها فمثلًا الشريك المناظر للميون – muon يدعى smuon.
الكاتب: دانيال جاريستو


  • ترجمة: مينا صبحي جبرائيل
  • تدقيق: رؤى درخباني
  • تحرير : زيد أبو الرب

المصدر