في البداية يجب أن تعرف أن الجميع لديه عضلات بدايةً من الأطفال الصِغار وصولًا إلى رافعي الأثقال، تلك العضلات التي تنمو، وتمتد، وتبرُز، وأحيانًا تتقلص.

وحتى الآن مازلنا غير قادرين على وصف إحدى عضلاتنا بأنها «أقوى عضلة». حيث أن أكبر عضلة في جسم الإنسان (عضلة المؤخرة) ليست الأقوى بالضرورة بل يعتمد الأمر على تعريفنا للقوة هنا.

بالرغم من ذلك يمكن إطلاق هذا اللقب على بعض العضلات، بناءً على معايير معينة.

فإذا قصدنا مثلًا أقوى عضلة من حيث بذل الجهد، فسيكون الانتصار — وفقًا لجرايز أناتومي (Grey’s anatomy)، المرجع الأكيد في التشريح — حليف عضلات الساق؛ فبدونها لن نستطيع الوقوف، أو المشي، أو الجري، أو حتى الرقص.

كما أنه إن لم تنقبض هذه العضلة باستمرار، لسقطنا على الأرض (بغض النظر عمن يفعلون ذلك عن عمدٍ بالطبع!).

ولكن إذا أردنا إعطاء اللقب للعضلات التي تمارس أكبر قدر من الضغط، فوفقًا لكتاب علم الفم السريري (Clinical Oral Science) ستكون العضلة الماضِغة (أي عضلة الفك) هي المنتصرة.

ودعني أخبرك شيئًا له علاقة بها.

في عام 1986، كسر ريتشارد هوفمان (Richard Hofmann) من ولاية فلوريدا الرقم القياسي محققًا قوة مضغ/عضّ لمدة ثانيتين تُقدَّر ب (442 كجم)، والتي استحق بها دخول موسوعة غينيس للأرقام القياسية، ويرجع الفضل بالتأكيد للعضلة الماضِغة (Masseter).

وقد اعتبر آخرون أن العضلات المستخدمة في عملية الولادة هي الأقوى، وتحديدًا عضلة الرحم (Myometrium)؛ وذلك لقدرتها على الانقباض والانبساط بقوةٍ للتسهيل من عملية الولادة.

ولكن يعترض الكثيرون علي وصفها بالأقوى؛ لأنها نادرًا ما تُستخدم، كما أنها تعتمد بشكل أساسي على التفاعلات الهرمونية والبيوكيميائية.

أمّا إذا كان الأمر يتعلّق بالبراعة والقدرة على التكيُّف، ربما تكون عضلة اللسان أقواهم؛ حيث تتميز بمزيج من المرونة وسهولة الحركة، والذي يُیسِّر بدوره القدرة على الكلام، والأكل، والتقبيل.

ولكن لاحظ أنه بالرغم من ذلك لا يمكن أن تقارن قوتها بقوة عضلات الساق مثلًا.

وأما إذا أردنا إعطاء الجائزة لعضلة تعمل بشكل ثابت وبطيء، فبالتأكيد ستكون من نصيب عضلة القلب؛ إذ تحافظ النبضات الكهربائية للقلب بجانب الجدار العضلي له على ضرباته.

كما أنه مع الانقباض تضخ عضلة القلب حوالي 59 ملليلتر من الدم في المرة الواحدة.

بالإضافة إلى ذلك فإن عضلة القلب تعمل طوال حياتك، إذ ينبض قلبك حوالي 40 مليون مرة في السنة، أي ما يقارب 2.5 مليار نبضة بحلول عيد ميلادك السبعين.

والجدير بالذكر هنا أن أكبر عضلة في الجسم هي عضلة الأرداف (Gluteus Maximus) تلك العضلة التي تساعد على الحفاظ على انتصاب الجذع، كما تسمح لنا بقوتها للقفز العالي والعدو بشكل سريع.


  • ترجمة: فؤاد ياسر عامر.
  • تدقيق: وائل مكرم.
  • تحرير: عيسى هزيم.
  • المصدر