خمس خرافات خطيرة عن التلقيح واللقاحات.


انخفض معدل تلقيح الأطفال بين عامي 2016 و 2015، في إنجلترا بنسبة 1.1% عن ذلك الموجود منذ ثلاث سنوات، حيث يتلقى الأطفال قبل وصولهم لعيد ميلادهم الأول لقاح الوقاية من مرض الخناق Diphtheria))، ومرض تشنج العضلات (Tetanus) وشلل الأطفال Polio)) طبقًا لمركز الخدمات الصحية الوطني بإنجلترا National Health Service)) وهو ما يصفه خبراء الصحة بالأمر المثير للقلق.

يعود السبب في هذا الانخفاض للجهل أو عدم كفاية الرعاية الصحية.

يعتبرمعدل تلقيح الأطفال في برنامج الرعاية الصحية لذوي الدخل المنخفض Medicaid hover)) أقل من البرامج الصحية الخاصة، تبعًا للجنة الوطنية لجودة التأمين National Committee on Quality Assurance (NCQA).

يتجنب بعض الآباء التلقيح عن قصد، متبعين نوعًا من «الإعفاء الفلسفي» لتعذير أولادهم من متطلبات التلقيح المدرسي كما يقول «جيفري دايموند» من مركز التحكم في الأمراض (CDC).
إنهم متأثرون بالشائعات على الإنترنت، والتي تقترح أن اللقاحات قد تصيب الأطفال بالأمراض المزمنة أو التوحد.

إليك الآن خمس خرافات منتشرة عن اللقاحات يجب أن تبعدها عن تفكيرك:

-الخرافة الأولى: اللقاحات غير ضرورية.

إن المرض الوحيد الذي تم القضاء عليه تمامًا هو الجدري (Small Pox)، وما عدا ذلك مازال موجودًا في الخارج. تستمر الأمراض مثل السعال الديكي والحصبة في الحدوث في العالم المتقدم. تحدث تلك الأمراض وغيرها في الدول النامية، كفيروس شلل الأطفال، والذي قد يعود إلى أي مكان بالعالم عن طريق سفر المصابين به من الدول الحاضنة للمرض للدول الأخرى.

-الخرافة الثانية: يحصل الأطفال على جرعات كثيرة جدًا في وقت مبكّر.

اللقاحات هي تحدٍ طفيف بالنسبة لما يواجهه الأطفال بالفعل كل يوم، كما قال «بول أوفيت»، رئيس قسم الأمراض المعدية ومدير مركز تعليم اللقاحات في مستشفى الأطفال بفيلادلفيا. تواجه أجسام الأطفال هذه الأشياء في بيئتهم والتي تتحدى جهازهم المناعي للعمل، من أمثلة هذه الأشياء: البكتيريا الموجودة على الجلد، والأنف، والحلق، والأمعاء، بالإضافة إلى البكتيريا الموجودة بالطعام والمياه والهواء.

نظر أخصائيوا المناعة من جامعة «كاليفورنيا-سان دييغو» إلى عدد المخاطر التي تستجيب لها مناعة الشخص في وقت واحد، بعد أخذ مختلف المكونات باللقاح بعين الاعتبار، سواء مكونات البكتيريا من بروتينات وعديدات السكريات، وبروتينات الفيروسات. أوضح «أوفيت» أنهم قدّروا عدد اللقاحات التي يتمكن الطفل الصغير من الحصول عليها بما يعادل 100 ألف لقاح مرة واحدة. هذا ويوصي مركز التحكم بالأمراض (CDC) بحصول الأطفال على لقاح ضد 14 مرضًا على مدار عامين.

-الخرافة الثالثة: لقاح الحصبة، وفيروس التهاب الغدة النكافية، والحصبة الألمانية (MMR vaccine) يسبب التوحد.

بدأت هذه الخرافة منذ عام 1998 عندما نشر الطبيب «أندرو ويكفيلد» وزملاؤه دراسة في مجلة لانسيت The Lancet))، أُجريت الدراسة على 12 طفلًا، اعتقد آباء ثمانية من هؤلاء الأطفال أن التوحد كان بسبب اللقاح. سببت الدراسة ذعرًا، مؤديةً بنتائج اللقاحات للهبوط وارتفاع معدلات الإصابة بالحصبة بشكل جنوني. وفي وقت آخر من هذا العام، سحب محررو مجلة لانسيت الورقة العلمية، واضعين دليلًا على خطأ المعلومات الواردة بها.

أظهرت العديد من الدراسات الأخرى أن التوحد ليس له علاقة باللقاح، كتلك المنشورة في American Medical Association)) و( British Medical Journal). نُشرت واحدة من أطول الدراسات عام 2002 في New England Journal of Medicine)) متابعين 537 ألفًا من الأطفال، وجدوا نفس معدلات التوحد في الأطفال اللذين تلقوا اللقاح واللذين لم يتلقوه.

بعد العديد من المراجعات، معهد الطب (Institute of Medicine) والأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (American Academy of Pediatrics)، ومنظمة الصحة العالمية وغيرهم من السلطات الطبية الرئيسة، جميعهم استنتجوا ذات الشيء: أن لقاح (MMR) لا يسبب التوحد.

-الخرافة الرابعة: اللقاحات ليست آمنة بنسبة 100%

حسنًا هذه ليست خرافة بل حقيقة! ولكن عبور الطريق ليس آمنًا بنسبة 100% أيضًا. ومع ذلك لا يمنع المشاة من المرور. تُعطى كل اللقاحات تقريبًا عن طريق الحقن، والذي قد يسبب ألم أو احمرار في مكان الحقن، وغيرها من الأعراض الجانبية الأخرى كالحمى، والبكاء المستمر، والحساسية.

نادرًا ما تحدث مضاعفات عند أخذ اللقاح. النوع القديم –غير المستعمل حاليًا- من لقاح فيروس روتا rotavirus)) كان مرتبطًا بزيادة طفيفة في حدوث الانغماد المعوي intussusception))؛ وهي مشكلة تسبب انسداد الأمعاء. ولكن ذلك أصاب مئة فقط من أصل مليون طفلًا تلقوا اللقاح بين 1998 و 1999 وتوفي واحدًا فقط.
الجدير بالذكر أن اللقاح المستعمل اليوم ضد هذا الفيروس لا يسبب هذه المشكلة.

إن البقاء بدون اللقاح ليس آمنًا أيضًا. أكثر الأسباب انتشارًا لإحداث الإسهال الشديد هو فيروس روتا الذي يقتل عددًا يتراوح بين 20 إلى 100 طفلًا في الولايات المتحدة، ويلقي بعدد آخر يتراوح بين 55 ألف و 100 ألف في المستشفيات، تبعًا للمعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية. كما يموت حوالي 3 مليون طفل على مستوى العالم نتيجة الإصابة بالفيروس.

-الخرافة الخامسة: اللقاحات لا تؤدي عملها.

لأن اللقاحات موجودة منذ ما يزيد على 50 سنة، فإن الآباء الصغار لا يعلمون الكثير عن الأمراض التي يبعدون أطفالهم عن خطرها. ومع ذلك فإن اللقاحات تعمل بشكل فعال رغم الجحود بذلك.

على سبيل المثال، أُصيب كل شخص تقريبًا بالحصبة قبل سن الخامسة عشر قبل أن تتاح اللقاحات عام 1963. كان المرض يقتل 450 شخصًا – معظمهم من الأطفال- في الولايات المتحدة كل عام. قل العدد بعد ذلك ليصل إلى 37 حالةً فقط في عام 2004. ولكن ارتفع العدد بعد ذلك نظرًا لتخلي المرضى عن اللقاح عن عمد، ليصل إلى 130 حالة عامي 2008 و 2009 طبقًا لمركز التحكم في الأمراض.

كان في دولتي إنجلترا وويلز، اتجاه لتجنب اللقاحات أيضًا، مما رفع عدد حالات الحصبة من 56 حالة في عام 1998 إلى 1348 حالة في عام 2008. لذلك عادت الحصبة كمرض متوطن في هذه المناطق بعد أن انحدر تأثيرها بفعل اللقاحات؛ وذلك بسبب إهمال أهمية أخذ اللقاح المطلوب.


  • تدقيق: أسمى شعبان
  • المترجم: محمد إيهاب
  • تحرير: زيد أبو الرب

مصدر الفقرة الاولى / المصدر