يقود النقص المستمر في المياه الصالحة للشرب، والصرف الصحي الكافي، في أجزاء عديدة من العالم، إلى بقاء الإسهال السبب الرئيسي للموت عند الرّضع والأطفال الصغار، في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط.

في كل عام، يخضع أكثر من مليون طفل، تحت سن الخمس سنوات، إلى خسارة السوائل والتجفاف، والتي يرتبط معظمها بحالات الموت المتعلقة بالإسهال.

يُخمّن بأنّ 13% من الوفيات المرتبطة باعتلال الصحة، العجز، والموت المبكِّر(الذي يسمى أيضًا معدّل السنة الحياتية للإعاقة) في كل عام، سببها الإسهال.

هناك طريقتي علاج بسيطة وفعالة للتدبير السريري للإسهال الحاد:

  • استخدام تراكيز منخفضة من أملاح إعادة الإماهة الفموية.
  • الاستخدام الروتيني لمكملات الزنك، بجرعة 20 ملغ في اليوم للأطفال أكثر من ستة أشهر، أو 10 ملغ في اليوم للأطفال بعمر أصغر من ستة أشهر، لمدة 10-14 يوم.

الإماهة الفموية هي مقاربة علاج بسيطة ومعروفة نسبيًا.

وُجِد بأن مكملات الزنك تنقص مدة وشدة حالات الإسهال، واحتمال الإصابة التالية بإنتان لمدة شهرين لثلاثة أشهر.

وهي مقبولة من قبل الأطفال ومقدّمي الرعاية، وهي فعالة بغض النظر عن نوع ملح الزنك المستخدم سواء كان غلوكونات، سلفات، أو أسيتات.

تعتبر مكملات الزنك مفيدة للأطفال المصابين بالإسهال، لكونها مغذٍّ حيوي دقيق أساسي لاصطناع البروتين، نمو الخلايا وتمايزها، الوظيفة المناعية، والنقل المعوي للماء والكهارل.

الزنك عنصر هام أيضًا من أجل النمو الطبيعي والتطور لدى الأطفال المصابين منهم أو غير المصابين بالإسهال.

يرتبط نقص الزنك بخطورة متزايدة للإصابة بالإنتانات الهضمية، آثار ضارة على بنية ووظيفة السبيل الهضمي، وتعطل الوظيفة المناعية.

عوز الزنك في الحمية الغذائية شائع لدى البلدان ذات الدخل المنخفض بسبب قلة تناول الأغذية الغنية بالزنك، وبشكل خاص الأطعمة ذات المنشأ الحيواني، أو بسبب الامتصاص غير الكافي الناتج عن ارتباطه بالألياف والفيتات والتي تتواجد غالبًا في الحبوب، المكسرات، والبقوليات.

بالرغم من إثبات فوائد مكملات الزنك في تدبير الإسهال، يبقى هناك عدد من الحواجز التي تعيق انتشار تنفيذ استراتيجية العلاج هذه.

حاليًا لا يستخدم الزنك في معالجة معظم حالات الإسهال، وذلك بسبب عم التقدير الواسع لفوائده من قبل الأطباء والعاملين في مجال الرعاية الصحية في البلدان النامية.

هناك حاجة لتحديد الجرعة المثلى، والتحري فيما إذا كانت مكملات الزنك قابلة للتطبيق على الأطفال في البلدان ذات الدخل العالي.

هناك تخوف أيضًا فيما إذا كان التناول الزائد للزنك يتنافس على الامتصاص مع المغذيات الدقيقة الأخرى، كالحديد والكالسيوم.

هذا بدوره، يمكن أن يقود إلى عواقب سلبية غير مقصودة تؤثر على صحة الأطفال وتطورهم.

هناك حاجة لدراسات تجدد الفئات السكانية التي يمكن أن تحصل على فائدة عظمى من تناول مكملات الزنك، في ظل الموارد المحدودة، لضمان حصولها عليه، وبشكل خاص العائلات التي لأطفالها خطورة عظمى للإصابة بالإسهالات، وغير قادرة على الحصول على العلاج بمكملات الزنك.

على أية حال، من الصعب تشخيص نقص الزنك، وذلك لأن قياس مستويات الزنك المصلية غير دقيقة بشكل ضروري لهذا الغرض.

حالياً، عدد قليل من الأطفال ذوي الحاجة، حصلوا على مكملات الزنك.

الإرشادات حول استخدام مكملات الزنك، ربما تحقق تقدم نحو هدف الأمم المتحدة الإنمائي للألفية الرابعة في إنقاص عدد وفيات الأطفال لمرتين إلى ثلاث مرات في عام 2015.


  • ترجمة: رنيم جنيدي
  • تدقيق: رؤى درخباني
  • تحرير: جورج موسى
  • المصدر