عانى العلماء دائمًا خلال تاريخ البشرية لفهم ما تراه أعينهم في سماء الليل، كان العديد منهم علماء عظماء عملوا في أكثر من مجال ومن ضمنها علم الفلك، شرحوا وجهات نظرهم عن السماوات بدرجات متفاوتة في الدقة.

فتح الاعتقاد بمركزية الأرض خلال العصور الطريق لفهمنا الحالي الملائم لكون يتّسع باستمرار والذي تقبع فيه مجرّتنا درب التبانة واحدة بين مليارات المجرّات الأخرى، وفي القائمة التالية بعض من أشهر العلماء من الأيام المبكرة لعلم الفلك حتى يومنا هذا وملخص لأهم إنجازاتهم:

يجب أن تحتوي قائمة أسماء مشاهير علم الفلك على مجموعة من العلماء العظماء من عصور اليونانيين حتى عصرنا الحالي، المفكرين الكبار الذي عملوا في عدة مجالات وصولًا لعلماء الفلك الحاليين الذين قاموا باكتشافات مذهلة وساهموا في نشر وتعميم علم الفلك وجعله شعبيًا.

– إراتوستينس (Eratosthenes): بينما اعتقد الجميع أن الأرض مسطحة، كان عالم الفلك والرياضيات والجغرافيا اليوناني إراتوستينس 276-195 قبل الميلاد يستعمل الشمس لقياس حجم الكرة الأرضية، وكان قياسه 24,660 ميلًا (39,690 كم) بخطأ فقط 211 ميلًا (340 كم) عن الحجم الحقيقي.

– كلوديوس بطليموس (Claudius Ptolemy): وضع عالم الفلك والرياضيات كلوديوس بطليموس (90-168 قبل الميلاد) نموذجًا للنظام الشمسي عرف بالنظام البطلمي تدور فيه الشمس والنجوم والكواكب حول الأرض، وبقي هذا النظام معتمدًا لمئات السنوات، وعلى الرغم من أنه انقلب ليصبح نموذجًا خاطئًا كليًا ووفقًا لناسا فإن بطليموس يعتبر مثالًا للمعرفة اليونانية بعلم الفلك.

– عبد الرحمن الصوفي (Abd al-Rahman al-Sufi): الفلكي الفارسي الذي عاش بين (903-986)، والمعروف باسم (Azophi) عند الغرب؛ قدّم أول ملاحظة معروفة لمجموعة من النجوم خارج مجرة درب اللبانة وهي مجرة أندروميدا (Andromeda).

– نيكولاس كوبرنيكوس (Nicolaus Copernicus): في القرن السادس عشر، اقترح الفلكي البولندي نيكولاس كوبرنيكوس (1473- 1543) نموذجًا للنظام الشمسي والذي ينطوي على أن الأرض تدور حول الشمس، لم يكن النموذج صحيحًا تمامًا حيث عانى علماء ذلك العصر في فهم المسار الذي يتخذه المريخ أحيانًا، لكنه غيّر في نهاية المطاف الطريقة التي ينظر بها العديد من العلماء للنظام الشمسي.

– يوهانس كيبلر (Johannes Kepler): توصل يوهانس كيبلر (1571- 1630) باستخدام قياسات مفصلة لمسارات الكواكب إلى أنها تدور حول الشمس في مسارات غير دائرية، فتمكّن من حساب ثلاثة قوانين تتضمن تحركات الكواكب يستعملها العلماء حتى اليوم، ومع ذلك تسببت بعض العقول المغلقة بوضع أعمال كيبلر في خطر.

وقال دان لويس مدير تاريخ العلوم والتكنولوجيا في مكتبة هانتنغتون كاليفورنيا: «كانت الفترة التي عاش فيها كيبلر مليئة بالاضطرابات والتغيّرات الهائلة، حيث رفض رجال الدين التخلي عن أفكارهم حول السماوات مقابل حديث علماء الفلك عن سماء مليئة بأجرام تتحرك في مدارات غير دائرية وغيرها من ظواهر تتعارض مع مركزية الأرض ما يهدّد معتقداتهم، لذلك أنشأ كيبلر وزوجته الأولى مدونة يكتب بها أحدهما إلى الآخر بحيث لا تتعرّض مراسلاتهما لخطر الاضطهاد».

– غاليليو غاليلي (Galileo Galilei): ترتبط ولادة غاليليو غاليلي (1564–1642) بإنشاء التلسكوب البصري، بالرغم من أنه في الحقيقة طوّر النماذج الموجودة.

ووفقًا لجامعة رايس (Rice): «صنع غاليليو أول تلسكوب عام 1609 على غرار بعض التلسكوبات التي صنعت في أوروبا”، أطلق عالم الفلك أداة المراقبة الجديدة نحو السماوات، فاكتشف الأقمار الأربعة الأساسية للمشتري بالإضافة لحلقات زحل.

وعلى الرغم من أن نموذج دوران الأرض حول الشمس كان قد تمّ اقتراحه من قبل كوبرنيكوس سابقًا؛ استغرق الأمر بعض الوقت قبل أن يصبح مقبولًا على نطاق واسع، والمعروف أن غاليليو دافع عن هذه الفكرة بعد عدة سنوات من حساب كيبلر لمدارات الكواكب، وأنهى حياته تحت الإقامة الجبرية نتيجة لذلك.

– جيوفاني كاسيني (Giovanni Cassini): قاس الفلكي الإيطالي جيوفاني كاسيني (1625–1712) كم يستغرق المريخ والمشتري لإكمال دورة واحدة حول محوريهما، واكتشف أربعة أقمار حول زحل والفجوة في حلقات الكوكب، وأطلق اسم كاسيني على القمر الصناعي الذي أطلقته ناسا باتجاه مدار زحل وأقماره عام 1997.

– كريستيان هيغنز (Christiaan Huygens): اقترح العالم الهولندي كريستيان هيغنز (1629–1695) النظرية الأولى حول طبيعة الضوء على اعتباره الظاهرة التي حيّرت العلماء لمئات السنين: سمحت له التحسينات على التلسكوب أن يسجّل الملاحظات الأولى حول حلقات زحل، وأن يكتشف القمر تايتان (Titan).

– السير إسحق نيوتن (Sir Isaac Newton): اشتهر الفلكي الإنكليزي السير إسحق نيوتن (1643- 1727) لعمله على قوانين القوة وتحديدًا الجاذبية، ويقتبس قوله بناء على عمل من سبقوه من العلماء: «إذا رأيتم أبعد من ذلك فهو من خلال الوقوف على أكتاف العمالقة».

وضع ثلاثة قوانين تصف خصائص القوة والمعروفة اليوم بقوانين نيوتن.

– إدموند هالي (Edmond Halley): استعرض العالم البريطاني إدموند هالي (1656–1742) المشاهد التاريخية لمرور المذنب الذي ظهر في 1456، و 1531، و 1607، و 1682 واقترح أنه سيعود عام 1758، وثبتت صحة توقعاته رغم أنه توفي قبل عودة المذنب، وسمي المذنب تيمنًا به.

– تشارلز ميسييه (Charles Messier): الفلكي الفرنسي تشارلز ميسييه (1730–1817)، الذي وضع قاعدة بيانات للأجسام المعروفة في وقتنا الحالي باسم السديم أو (nebulae)، والتي تتضمن 103 جسم في شكلها النهائي التي نشرت عليه، على الرغم من أنه تمت إضافة عدة أجسام بناء على ملاحظاته الشخصية، يتم شرح هذه الأجسام في قوائمها الخاصة مثل مجرّة أندروميدا والمعروفة باسم (M31) كما اكتشف ميسييه 13 مذنبًا خلال حياته.

– ويليام هيرشيل (William Herschel): قام الفلكي البريطاني ويليام هيرشيل (1738-1822) بفهرسة أكثر من 2500 جسم في الفضاء العميق من بينها أورانوس وقمريه، واثنين من أقمار زحل والغطاء الجليدي على المريخ، درّب ويليام شقيقته كارولين هيرشيل (Caroline Herschel 1750–1848) التي أصبحت أول امرأة تكتشف مذنبًا وتحدّد العديد من المذنبات الأخرى خلال حياتها.

– هنريتا سوان ليفيت (Henrietta Swann Leavitt): كانت هنريتا (1868-1921) واحدة من عدة نساء يعملن كـ “كمبيوتر” بشري في كلية هارفارد (Harvard)، حيث حدّدت العديد من صور النجوم النابضة على لوحات التصوير الفوتوغرافي واكتشفت أن سطوع النجم النابض المعروف باسم سيفيد (Cepheid) كان مرتبطًا بعدد مرات نبضه، هذه العلاقة سمحت للفلكيين بحساب كم تبعد النجوم والمجرّات عنا، وحجم درب التبانة والتوسّع في اكتشاف الكون.

– ألبرت أينشتاين (Albert Einstein): في أوائل القرن العشرين أصبح الفيزيائي ألبرت أينشتاين (1879-1955) واحدًا من أكثر العلماء شهرة بعد أن اقترح طريقة جديدة للنظر خلال الكون تجاوزت معرفة البشر عنه خلال تلك المرحلة.

افترض آينشتاين أن قوانين الفيزياء هي نفسها في جميع أرجاء الكون وأن سرعة الضوء في الفراغ أمر ثابت، وأن الزمان والمكان مرتبطان في كيان يعرف بالزمكان وهو ما يتم تشويهه بواسطة الجاذبية.

قال عنه روبرت أوبنهايمر في محاضرة ألقيت في عام 1966: «كان أينشتاين فيزيائيًا، وفيلسوفًا طبيعيًا، وهو الأعظم في عصرنا».

– إدوين هابل (Edwin Hubble): في الوقت نفسه الذي كان آينشتاين يوسّع نظرة الإنسان للكون؛ أدرك عالم الفلك الأمريكي إدوين هابل (1899–1953) وجود نقط صغيرة في السماء خارج مجرّة درب التبانة، وقبل ملاحظاته انقسم الجدل حول حجم الكون إلى ما إذا كانت المجرّة الوحيدة موجودة أم لا، واستمر هابل ليقرّر لاحقًا أن الكون نفسه يتوسّع وهي عملية حسابية أصبحت فيما بعد تعرف بقانون هابل، كما أتاحت ملاحظاته للمجرّات المختلفة إنشاء نظام معياري للتصنيف لا يزال يستخدم حتى اليوم.

– هارلو شابلي (Harlow Shapley): قام الفلكي الأمريكي هارلو شابلي (1885–1972) بحساب حجم مجرة درب اللبانة والموقع العام لمركزها وقال أن الأجسام المعروفة باسم “السدم” تقع داخل المجرة بدلا من خارجها واختلف بشكل غير صحيح مع ملاحظات هابل بأن الكون فيه مجرات أخرى غير درب اللبانة.

– فرانك دريك (Frank Drake): وُلد عام 1930، وكان فرانك دريك واحدًا من رواد البحث عن الذكاء خارج كوكب الأرض، وكان أيضًا من مؤسسي مركز البحث عن الذكاء خارج كوكب الأرض (SETI).

ووضع معادلة دريك وهي المعادلة الرياضية المستخدمة لتقدير عدد الحضارات خارج كوكب الأرض في مجرة درب التبانة.

– كارل ساغان (Carl Sagan): ربما لا يكون الفلكي الأمريكي كارل ساغان (1934-1996) عالمًا كبيرًا بالمقارنة مع الأسماء التي سبقته؛ لكنه بالتأكيد واحد من أشهر علماء الفلك، لا تتوقف إنجازاته على الدراسات والأعمال الهامة في مجال علم الفلك الكوكبي، فهو أكثر من نشر في علم الفلك حيث أن أثر تعليمه والكاريزما الخاصة به لا حدود لها على الناس في جميع أنحاء العالم، وخاصة كونه استطاع تبسيط العلوم المعقّدة للمشاهدين المهتمين، كما أسس ساغان (جمعية الكواكب) وهي منظمة غير ربحية مكرّسة لتطوير علوم الفضاء والاستكشاف.

– ويليام هارتمان (William K. Hartmann): وُلد عام 1939، وضع الفلكي الأمريكي ويليام هارتمان النظرية الأكثر قبولًا على نطاق واسع حول تشكّل القمر عام 1975، حيث اقترح أنه وبعد اصطدام الأرض بجسم كبير تطاير الحطام منها ومن ثم تجمّع ليشكّل القمر.

– ستيفن هوكينغ (Stephen Hawking): وُلد عام 1942، قدّم ستيفن هوكينغ العديد من الأفكار الهامة في مجال علم الكونيات، واقترح أن الكون لديه بداية نهاية ولكنه بدون حدود، على الرغم من أنه يُنظر له كأروع العقول منذ ألبرت آينشتاين، إلا أن هوكينغ أراد تثقيف الناس حول الكون الذي يعيشون فيه فطرح العديد من الكتب الموجّهة لذلك الهدف.


  • ترجمة: أسامة ونوس
  • تدقيق: دانه أبو فرحة
  • تحرير: ناجية الأحمد
  • المصدر