سماع الأصوات بالنسبة للمصابين بالفصام يعتبر عارضًا شائعًا ومزعجًا.

لكن دراسة فرنسية حديثة تفترض أن تحفيز منطقة معينة في دماغ المريض تُسهل الهذيان السمعي.

شارك في هذه الدراسة 59 فصاميًّا قالوا أنهم يسمعون أصواتًا لا يدركها الأشخاص العاديّون.

المشاركون سُئلوا عن طبيعة تلك الأصوات بما في ذلك ان كانت ودودة أو مهددة، نسبة تواترها، داخلية (من رأس المريض) أو خارجية (خارج رأس المريض).

اعتمادًا على أجوبتهم تُعطى لهم درجات، الدرجات الأعلى تدل على هلوسات أشدّ.

 

استعمل الباحثون تقنية التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة(TMS) بإرسال نبضات مغناطيسية عبر فروة الرأس لتحفيز خلايا الدماغ.

استهدف العلماء جزء من الدماغ المرتبط بالإدراك واللغة المعروف باسم (الفصّ الصّدغي-temporal lobe ).

انقسم المشاركون عشوائيًّا لمجموعتين حيث تخضع كل منهما لعلاج التحفيز المغناطيسي أو علاج وهميٍّ – Placebo، حصتين في اليوم لمدة يومين على التوالي.

استجاب حوالي 35% من المشاركين لعلاج TMS، مقابل 9 فقط من المجموعة الثانية. انخفضٌ معدل الهلوسات السمعية بنسبة 30% فأكثر هي ما يعتبر استجابة للعلاج.

 

تقول المُشرفة على الدراسة سونيا دولفوس أستاذة الطب النفسي من جامعة (كاين) الفرنسية « يُعدّ سماع الأصوات عارضًا مزعجًا لكلٍّ من المرضى والمحيطين بهم، أثبتنا من خلال الدراسة أن علاج التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة بواسطة ذبذبات عالية التردد، قد صنعت فارقًا ملحوظًا لدى بعض المُصابين على الأقل».

إلاَّ أنها أضافت أننا بحاجة للمزيد من الأبحاث لمعرفة ما إذا كان علاج TMS هو العلاج الأفضل لهؤلاء المرضى على المدى الطويل.

الدراسة عُرضت في الخامس من سبتمبر الجاري في الكلية الأوروبية لعلم الأعصاب النفسية (ECNP).

دراسات سابقة أثبتت أن TMS بإمكانه علاج الهلوسات السمعية لكنها كانت أقلَّ صرامة ودقَّة من هذه الدراسة.

 

إذ أنها وحسب دولفوس أول تجربة تعتمد على «مجموعة المقارنة» وهي تلك التي لم تتلقى علاج TMS لمقارنتها بتلك التي تلقته.

أندرياس ماير لندنبرغ، مدير المعهد المركزي للصحة العقلية في منهايم ألمانيا وعضو المجلس التنفيذي للكلية الأوروبية لعلم الأعصاب النفسية، والذي لم يكن مساهمًا في هذه الدراسة، يقول أنها مبنية على أعمال سابقة تفترض بأن هذه المنطقة تلعب دورًا حاسمًا في توليد أصوات الهلوسات لدى المصابين بالفصام.

ومع أن تأثير علاج TMS يعتبر متواضعًا إلا أنه «محل ترحيب في المسار العلاجي لمرض الفصام خصوصًا للمرضى الذين لا يستجيبون للأدوية».

الدراسة وقع قبولها لتُنشر في مجلة (Schizophrenia Bulletin).

 


  • ترجمة: أُنس بوعنز
  • تدقيق: رؤى درخباني
  • تحرير: ياسمين عمر
  • المصدر