يولد الكثير من الأولاد المصابين بالحنك المشقوق كل عامٍ في الولايات المتحدة، وحاليًا، تشير دراسةٌ ثوريةٌ جديدةٌ، إلى أنه من الممكن في يومٍ ما معالجة هذه الإصابة الشائعة، في الوقت الذي لايزال فيه الجنين في الرحم، ولم ينفَّذ البحث حتى الآن، إلا على الفئران، ولكن الفريق متفائلٌ من إمكانية تطبيقه على الإنسان أيضًا.

وقد تحركت الدراسة التي نُشرت في صحيفة Development)) في الواقع، للنظر في تطوّر الأسنان، وأكّدوا أنّ هناك موضعين على الجينات، تدعى (PAX9) و(Wnt)، تلعب دورًا في تنظيم الأسنان وتشكيلها، ووجدوا أيضًا أنّ هذه الجينات ترمّز للرفوف الحنكية؛ لتنمو وتلتحم في المنتصف.

تفسّر (رينا سوزا – Rena D’Souza) الأستاذة في طب الأسنان في جامعة (Utah Health)، وقائدة البحث، بأنها: “كانت حقاً مصادفة” وذلك في بيانٍ لها، قائلةً: ” إنها المرة الأولى التي نستطيع بها إظهار دور مسار (Wnt) في التحام الحنك”.

يتشكل الحنك المشقوق إذا لم تلتحم الأنسجة المكونة لسقف الفم مع بعضها بعضًا بشكلٍ كاملٍ بين الأسبوعين السادس والتاسع من الحمل، وينتج عن هذا فجوة في سقف الفم، تتطلب جراحةٌ ترميمية، ومعالجةٌ صعبةٌ طويلة الأمد، وتضيف البروفيسورة: ” بصفتي طبيبة سريرية، أدرك النتائج المتدهورة للحنك المشقوق”.

ويدرك العلماء الآن، أن هذا قد يحصل بسبب افتقاد الفئران أو الإنسان للجين (PAX9)، وتعاني الفئران التي تفتقد هذا الجين، من الازدياد في جينين آخرين، هما: (Dkk1)، و( (Dkk2، اللذان يحجبان طريق الإشارة لمسار (Wnt).

وبالتسلح بهذه المعرفة، قامت الدكتورة سوزا وفريقها، بإعطاء الفئران التي تفتقد الجين (PAX9)، دواءً مثبِّطًا لـ (DKK)، ومن ثم رفع الحجب عن طريق إشارة لمسار (Wnt)، فوُلدت الفئران بحنكٍ طبيعي كلياً، ولم تعانِ أي آثارٍ جانبية صحية.

وقد كان هذا جيد جداً بالنسبة للفئران، ولكن هل بإمكان الإنسان الاستفادة من هذا الاكتشاف؟

إن الباحثون متفائلون بإمكانية ترجمة هذا العلاج للبشر، وبالرغم من أنهم بحاجة للمزيد من العمل؛ للتأكد إن كان آمنًا وفعالًا كما هو الحال عند الفئران.

تختم سوزا، قائلةً: ” من الواضح أن هناك حاجة لمزيدٍ من العمل قبل التطبيق على الإنسان، إلا أنها تبدي إمكانية لترجمة هذا البحث إلى العلاجات المعتمدة على مسار (Wnt) عند البشر”.


ترجمة: رنيم جنيدي

تدقيق: رجاء العطاونة

تحرير: أحمد عزب

المصدر