تحمل الوشوم بين طياتها مخاطر جمة بدءًا من الإصابة بالإنتانات وانتهاءً بحدوث التفاعلات التحسسية، لكن يبقى خطر وحيد هو كيفية تفاعل الوشوم مع (تصوير الرنين المغناطيسي-MRI).

تُستخدم أجهزة الرنين المغناطيسي لتحديد مواضع الأورام وآفات أخرى في الجسم البشري باستخدام مغناطيسات شديدة القوة، إذ تستخدم تلك الأجهزة موجات التردد الراديوية لتحفيز بروتونات خلايا الجسم على التفاعل، منتجةً بذلك إشاراتٍ تعطي صورةً على المقياس الرمادي، وفقًا للمختبر الوطني للحقل المغناطيسي العالي في جامعة فلوريدا في الولايات المتحدة الأمريكية.

قد تُعيق الوشوم تصوير الرنين المغناطيسي تبعًا لمكونات الحبر المستخدم فيها بالإضافة لحجم الوشم، وقد تكون عملية تحديد المواد الكيميائية التي يتركب منها حبر الوشم مضنيةً، نظرًا لوجود بعض الأحبار التي لم تحصل على موافقة (إدارة الغذاء والدواء الأمريكية-FDA)، لكن يؤكد الخبراء أن بعض الألوان تتفاعل أكثر من غيرها، إذ قال الفيزيائي (مورييل نيس-أيفر-Moriel NessAiver) -مدرس سلامة تصوير الرنين المغناطيسي في بالتيمور في الولايات المتحدة الأمريكية-: «تحتوي صبغة الوشم الحمراء على الحديد، الذي ينجذب للمغناطيس وهو أكثر عرضةً للتأثر بالحقول المغناطيسية المستخدمة في أجهزة الرنين».

وقال نيس-أيفر أيضًا: «من شأن التغير السريع للحقول المغناطيسية أثناء عملية التصوير أن يُحرض على تكوين حلقات من التيار، لا سيما وأن الحديد موصل للكهرباء» وتابع قائلًا: «عند مرور التيار في أي سلك أو معدن، فإنه سيؤدي إلى تسخينه إلى درجة كافيةٍ أن تسبب حروقًا».

إذا كان الوشم حلقيًا، فقد يعمل كهوائي ويزداد سخونةً بسبب التقاط الحبر للطاقة من المغناطيسات، وقد يؤدي التفاعل إلى انتفاخ الجلد الموشوم والمنطقة المحيطة به، بالإضافة للشعور بسخونة تلك المنطقة وتهيجها.

قد تسبب أخطر التفاعلات حروقًا من الدرجة الأولى والثانية، وفقًا لدراسةٍ أجراها علماء من إيطاليا، نُشرت في (الدورية العالمية لأبحاث البيئة والصحة العامة-International Journal of Environment research and Public health) عام 2009.

تمتلك الوشوم القريبة من العين أهميةً خاصةً، نظرًا لحساسية تلك المنطقة العالية تجاه الحرارة، إذ ينصح مكتب أدوات التجميل والألوان في إدارة الغذاء والدواء أصحاب وشوم الوجه الدائمة باستشارة الطبيب الخاص بهم وتقنيي تصوير الرنين المغناطيسي حول مخاطر الحروق المحتملة لأخذ الاحتياطات المطلوبة.

تمتلك المواد المعدنية مخاطر صحية عند إجراء تصوير بجهاز الرنين المغناطيسي (لهذا السبب يُمنع مرضى القلب الذين يمتلكون ناظم الخُطى -محرض ضربات القلب- والذين خضعوا لجراحة زرع قوقعة تحتوي أجزاءً معدنية من الخضوع لتصوير الرنين المغناطيسي)، لكن تؤكد إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أن حروق الوشم الناجمة عن أجهزة الرنين المغناطيسي نادرة، وليس لها تأثيرات طويلة المدى.

وقال نيس-أيفر: «أفضل نصيحة أقدمها، هي ألا يدق أحدهم الوشم» وتابع قائلًا: «وإن كان لديك واحدًا وستجري صورة رنين مغناطيسي، تأكد من إعلام طبيبك وتقنيي التصوير، لتقييم المنفعة والضرر، فإن كان وشمك خاليًا من الحديد فهو آمن».


  • ترجمة: باسل غازي الإسماعيل.
  • تدقيق: محمد نور
  • تحرير : رغدة عاصي
  • المصدر