141220040544-large

عاد كل من بروفيسور Paul Yancey و تلاميذه من رحلة بحرية قادت إلى كشف النقاب عن مخلوقات لها القدرة على العيش في مستويات عميقة جداً في المحيط لتُسجَلَّ تلك المنطقة كأعمق منطقة يتم اكتشاف حيوانات بها.
الخندق الذي ضم الدراسة يقع في المنطقة الغربية من المحيط الهادئ بالقرب من جزيرة Guam
فكانت الدراسة تركز على قهر أعمق الأماكن الموجودة على سطح الأرض.

هذه الحملة التي إستهدفت عدة مستويات من العمق إكتشفت مستعمرات نشطة و متحركة لحيوانات جديدة و غريبة
فباستخدام غواصات خاصة للوصول إلى الأعماق كانت المستويات المستهدفة بين ٥٠٠٠ متر إلى ١٠٠٠٠ متر و بدلاً من أن يكون التركيز الكامل منصب على أعمق النقاط في المحيط، كان تركيز الدراسة هو التفاعل بين أشكال الحياة المختلفة و التطور الجيولوجي على نطاق المنطقة بأكملها

يقول العالم Jeff Drazen شارحاً الغوص بهذه الطريقة “ الكثيرون حاولوا دراسة هذه الأعماق و حاولوا النزول لها و لكن و من وجهة بيئية فهذا الشيء مليء بالتحديات، فهو شبيه بمحاولة دراسة التركيب البيئي الكامل لجبل ما من خلال الوقوف على قمته فقط “

هذا البحث له من الأهمية الكبيرة للإجابة على تساؤلات كثيرة حول هذا المكان الغامض الكبير و الكائنات الحية التي تقطنه، كما و سيساعد في كشف النقاب عن كيفية تطور الحياة و تكيفها مع تلك البيئة المتطرفة و الصعبة جداً، و سيساعد أيضاً في تحديد كميات الكربون المتواجدة في الجو هناك و ما إذا له القدرة على التأثير في السلسة الغذائية للحيوانات هناك أم لا
و في هذه الحملة تم إكتشاف أنواع جديدة من الكائنات الحية و سيعطي هذا الكشف العلماء نبذة عن التكيف الفسيولوجي للحيوانات التي تعيش في المناطق ذات الضغط العالي
في الماضي قام Paul Yancey و تلاميذه بإجراء الأبحاث على حيوانات تعيش في أعماق متوسطة من المحيطات، فقاموا بإكتشاف مركبات عضوية تقوم بحماية الخلايا من تأثير الضغط العالي و الذي قد يشوه البروتينات مثل الإنزيمات ، و بالعمل على هذه المركبات فإن Paul Yancey كان قادراً على تحديد أعمق مكان يمكن للأسماك المنتجة لهذه المركبات العيش فيه فكان العمق ٨٢٠٠ متراً
كما أن هذه المركبات تمت دراسة تأثيرها في علاج أمراض لدى البشر تحصل بسبب تشوهات بروتينية مثل التليف الكيسي cystic fibrosis.

و صرح Paul Yancey بما يخص الفحص الذي أجراه في هذا البحث الجديد كان “كل جلِّ إهتمامنا بأن نتمكن من معرفة ما إذا كانت هذه المركبات فعالة عندما تكون الأسماك على عمق أكثر من ١٠٠٠٠ متر، و في المرحلة الأولية من التحليل لكائنات بحرية مزدوجة الأرجل تم إستخراجها من عمق ١٠٠٠٠ متر، اكتشفنا أنها تحوي على مستويات عالية من هذه المركبات الواقية، scyllo-inosito و هو إحداها و قد أُستُخدِم في علاج البروتينات المشوهة و التي يُعتَقد بأنها تسبب مرض الزهايمر

الحملة أيضاً كسرت الرقم القياسي في تسجيل أعمق منطقة في المحيط تم العثور فيها على أسماك حية و ليُسَجل الرقم الجديد ٨١٤٣ متر، و كانت تلك الأسماك جديدة تماماً على العلماء و غير معروفة لديهم بالإضافة إلى شكلها الغريب، فكانت بيضاء اللون شفافة، لها زعانف عريضة و كأنها أجنحة، تملك ذيل كذيل الجريث كما كان لها انحدار غريب في أسفل جسمها
هذه التفاصيل أذهلت العلماء بشكل كبير عندما كان لهم القدرة على رؤية الأسماك الجديدة عبر الفيديو

و علاوةً على كل هذا فقد استطاع العلماء أيضاً الحصول على عينات من الصخور في تلك الأعماق ليكون ذلك الخندق أيضاً أعمق مكان تم الحصول على عينات صخور منه، و سيكون لها فائدة كبيرة في دراسة ثورات البراكين المدفونة في المحيطات قديماً و ستساعد في فهم جيولوجيا الخنادق المائية
و فيما يتعلق بهذا الموضوع لم تخفِ المؤسسة و نائبة رئيس Schmidt Ocean Institute العالمة Wendy Schmidt فرحها من إنجازات هذه الحملة الإستكشافية و علقت قائلة “نادراً ما كنا نحصل على معلومات متكاملة فيما يخص البيئة العميقة للمحيطات، و الأسئلة التي سيكون العلماء قادرين على إجابتها ستفتح الطريق لفهم أوسع و أشمل لأعماق البحار و التي ليست معفاة من تصادم و تأثير البشر”

في هذه الأثناء يقوم طاقم العالم في البحث في الخندق المائي المنشود و الذي سيدعم نتائج الحملة المسبقة و يكتشف المزيد من الأسرار الجديدة

[divider]

[author ]ترجمة : روان ثوابتة[/author]

[divider]

المصدر