يمكن أن نطلقَ على العام 2017 عامَ الاكتشافات، فقد بدأت ناسا بتطبيق الصواريخ القابلة لإعادة الاستخدام، وكذلك بدأ مرضى السرطان باستخدام خلاياهم الذاتيّة كعلاجٍ ضدَّ الخلايا السرطانيّة، واكتشف علماءٌ القارّةَ الأرضيّةَ الثامنةَ المفقودةَ.

إليكم أهمَّ الاكتشافات الواعدة في عام 2017:

 فريقٌ مكوّنٌ من 32 عالمًا يكتشف قارّةً جديدةً في جنوب المحيط الهادئ:

أرض «زيلانديا» المفقودة التي تقع في قاع المحيط بين نيوزيلندا وكاليدونيا الجديدة لم تكن أرضًا غارقةً دائمًا؛ فقد وجد الباحثون أحافيرَ تشير إلى وجود أنواعٍ غريبةٍ من النباتات والكائنات الحيّة عاشت هناك يومًا ما.

 علماءٌ ينجحون في إنتاج أقرب الأشكال من الحياة:

لدى الكائنات الحيّة نوعان من أزواج الأحماض الأمينيّة: A-T (أدينين – تايمين) (adenine – thymine) و G-C (غوانين – سيتوزين) (guanine – cytosine).

أبجديّةٌ من أربعة أحرفٍ تكتب شيفرةَ حمضنا النوويّ وتشكّل الأساسَ لجميع المعلومات الوراثيّة في العالم الطبيعيّ.

ولكنّ العلماءَ يقولون إنّهم قد اخترعوا حرفين جديدين، زوج غير طبيعيّ من الحرفين X-Y.

فقد أظهر العلماء في تشرين الثاني كيف يمكن لهذه الأجزاء الاصطناعيّة من الخلية أن تعملَ بسلاسةٍ جنبًا إلى جنبٍ مع القواعد الطبيعيّة في الحمض النوويّ لجرثومة الإشريكيّة القولونيّة.

*الإشريكيّة القولونيّة: من أهمّ أنواع الجراثيم التي تعيش في أمعاء الثدييات، اكتشفها ثيدور إيشيرش.

وتُعرف أيضًا باسم جرثومة الأمعاء الغليظة، وهي واحدةٌ من أبسط أشكال الحياة المعروفة.

يقول «فلويد رومسبورغ Floyd Romesburg» الذي قاد الأبحاث في معهد سكريبس في كاليفورنيا إنّ اختراعَه الجديدَ يمكن أن يحسّنَ طريقةَ تعاملنا مع الأمراض.

مثلًا يستطيع أن يغيّرَ طريقةَ تحلّل البروتينات داخلَ الجسم ممّا يساعد الأدويةَ على البقاء في أجسادنا فترةً أطولَ.

يقول «رومسبورغ» إنّ الفريقَ يدرس كيف تساعد هذه النتيجة في علاج السرطان وأدوية أمراض المناعة الذاتيّة.

 التوصّل لكيفيّة إنتاج الذهب والبلاتين في الكون:

اكتشف العلماء كيفيّةَ تكوّن ما قيمته 100,000,000,000,000,000,000,000,000,000 دولارٍ من الذهب النقيّ حين حدث تصادمٌ بين نجمين بالغيّ الصغر حجمًا ولكنّ كثافهما عاليةٌ جدًّا على بعد 130 مليون سنةٍ ضوئيّةٍ من الأرض، مخلّفًا أيضًا كميّاتٍ ضخمةً من الفضّة والبلاتين.

وتوصّل إلى هذه النتيجة مجموعةٌ من 4000 عالمٍ في تشرين الأوّل الماضي أثناءَ رصد تصادمٍ بين نجمين نيوترونيّين.

اصطدم النجمان ببعضهما بسرعةٍ تعادل ثلثَ سرعة الضوء، وقد خلّف التصادم موجاتٍ جاذبةٍ رُصدت على الأرض، وهو الأمر الذي يحدث مرّةً واحدةً كلّ 100 ألف سنةٍ.

 إعادة النظر إلى هرم خوفو الأكبر بالجيزة واكتشاف غرفةٍ سريّةٍ:

وجد الباحثون ما يشبه الكهفَ طوله 100 قدمٍ داخلَ الهرم الأكبر باستخدام تقنيّة التصوير المُبتكَرة التي تعتمد على الجسيمات الكونيّة عالية السرعة والتي تُسمّى الميونات.

تنتج هذه الجسيمات عندما تصل الأشعّة الكونيّة التي تخلقها السوبرنوفا والنجوم النيوترونيّة المندمجة والثقوب السوداء وغيرها من الأجسام عالية الطاقة إلى الأرض وتتفاعل مع جزيئات الهواء.

استخدم الباحثون هذه الأشعّةَ الكونيّةَ لاختراق الملايين من أطنان الصخور في الأهرامات وكشف الفراغ الخفيّ عن طريق كاشفات الجسيمات.

يقولون إنّهم متأكّدون بنسبة «99.9999٪» من أنّ هناك مساحةً فارغةً كبيرةً موجودةٌ، لكنّهم غيرُ متأكّدين من كونها قبرًا خاصًّا أو غرفة.

 علاجٌ جديدٌ لمرضى السرطان باستخدام دماء المرضى:

العلاج (كار بالخلية ت) (CAR T-cell)، يعالج السرطانَ بطريقةٍ جديدةٍ تمامًا عن طريق إزالة خلايا المريض وإعادة هندستها ثمّ إعادة إدراجها في الجسم لتترصّدَ الخلايا السرطانيّةَ بعد ذلك.

في شهر آب، وافقت إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكيّة على العلاج كيمريا الذي تُنتجه شركة نوفارتيس Novartis’ Kymriah؛ وهو يستخدم الجهازَ المناعيَّ للجسم لمهاجمة خلايا سرطان الدم اللمفاويّ الحادّ.

وقالت نوفارتيس إنّ العلاجَ بهذه الطريقة يكلّف 475000 دولارٍ للشخص الواحد.

في تشرين الأوّل، تمّت الموافقة على نوعٍ آخرَ من العلاج كار(ت) وهو يسكارتا-Yescarta لعلاج سرطان الدم للكبار المعروف باسم اللمفوما العِدائيّة بائيّة الخلايا اللاهودجكينية aggressive B-cell non-Hodgkin lymphoma.

 مستقبل الأرض يزداد قتامةً مع اكتشاف زيادةٍ في الذوبان القطبيّ:

في شهر تمّوز من هذا العام انفصل جبلٌ من الجليد بحجم ولاية ديلاوير الأمريكيّة من الجرف الجليديّ «لارسين سي» في أنتاركتيكا ثمّ أبحر ليصبحَ ثالثَ أكبرِ جبلٍ جليديٍّ تمّ تسجيله.

يشعر العلماء بالقلق أيضًا إزّاءَ السهل الأجرد الجليديّ في القطب الشماليّ؛ إذ قالت الإدارة الوطنيّة الأمريكيّة للمحيطات والغلاف الجويّ (نوا) (NOAA) في كانون الأوّل: «إنّ القطبَ الشماليَّ لا يظهر أيّ إشارةٍ أنّه سيعود القطبَ المتجمّدَ المستقرَّ كما كان منذُ عقودٍ مجدّدًا».

 ناسا تعلن عن وجود 7 كواكبَ قد تحوي حياةً فضائيّةً:

تدور المدارات السبعة حولَ نجمٍ في نظامٍ شمسيٍّ مجاورٍ يُعرف باسم ترابيست-1. ستّةٌ منها على الأقلّ كواكبُ صخريّةٌ مثلَ الأرض.

يقول العلماء إنّ هذه الكواكبَ الخارجيّةَ هي في ما يعرف باسم «منطقة غولديلوكس-Goldilocks Zone» وهي منطقةٌ ليست ساخنةً جدًّا، وليست باردةً جدًّا ومناسبةٌ لازدهار حياةٍ.

إنّها على مرمى حجرٍ منّا بالمقاييس الكونيّة؛ فقط 40 سنةً ضوئيّة من الأرض.

علماء ناسا متحمّسون لاستكشافها لأنّ هذه الكواكبَ قريبةٌ بما فيه الكفاية فتسهل دراستها.

 المركبة الفضائيّة الروبوتيّة التي كانت تدرس زحلَ وأقمارَه لمدّة 13 عامًا تنهي رحلتَها بصدامٍ دراميٍّ:

قبل أن تحقّقَ المركبة كاسيني نهايتَها الدراميّةَ بسقوطٍ مروّعٍ ينهي حياتَها في 15 أيلول، صوّرت آخرَ صورٍ مذهلةٍ من زحل كما لم نرَه من قبلُ.

ظلّت كاسيني تدور حولَ زحل 13 عامًا.

بدأت مهمّة «النهاية العظيمة» بالتحليق بالقرب من القمر تيتان ثمّ اندفعت مسافةَ 1200 ميل بين زحلَ وحلقاته الجليديّة في إنجازٍ جديدٍ، ثمّ توجهتِ المركبة الفضائيّة في نهاية المطاف إلى الغلاف الجويّ للكوكب واحترقت في غوصٍ دراميٍّ، وهي خطوةٌ كان العلماء يخطّطون لها لتجنّب نفاذ وقود المركبة وتحطّمها على أحد أقمار زحل التي قد تكون قابلةً للحياة.

 حصول الأطفال في وحدة العناية المركّزة على آلة مسحٍ ضوئيٍّ للجسم:

يُعتبر نظام المسح بالرنين المغناطيسيّ للأطفال حديثي الولادة هو أوّل نظامٍ آمنٍ بما فيه الكفاية يُعتمَد لوضعه في نفس غرفة الأطفال الخُدَّج – المولودين قبل أوانهم – الذين يُعالَجون في المستشفى.

قبلَ تصوير الأطفال، يتمّ تثبيتها في بدلةٍ خاصّةٍ مع وضع سدّادات التصوير بالمسح المغناطيسيّ، ثم يُوضَع المولودون الجدد داخلَ أنبوبٍ حتّى يتمكّن الأطبّاء من جمع معلوماتٍ عن حالتهم.

يشبه الماسح الضوئيّ أنبوبًا هوائيًّا مُغلَقًا تمامًا وهو ما يعني أنّ الأطفالَ في جناح المستشفى يكونون آمنين من التعرّض للمغناطيس القويّ أو الإشعاع.

 شركة سبيس إكس تنجح في استعمال الصواريخ القابلة لإعادة التدوير والتي لا تتحطّم بعدَ الاستخدام:

عادةً ما تكون المحرّكات Boosters أغلى جزءٍ في إطلاق الصواريخ متعدّدة المراحل.

تقليديًّا، فإنها في نهاية المطاف تسقط في الجزء السفليّ من المحيط بعدَ استخدامٍ واحدٍ.

ولكنّ الرئيسَ التنفيذيّ لشركة «سبيس إكس» إلون ماسك Elon Musk يعمل على أنظمة فالكون 9 وفالكون هيفي بوستر القابلة لإعادة الاستخدام والتي يمكن إعادة استخدامها بسرعةٍ وبتكلفةٍ زهيدةٍ ممّا يوفّر 18 مليون دولارٍ في كلّ مرّة إطلاقٍ.

كانتِ المرّةَ الأولى التي تمكّن فيها ماسك من إنقاذ أحد هذه الصواريخ القابلة لإعادة الاستخدام في 30 آذار عندما سلّم فالكون 9 قمرًا صناعيًّا إلى المدار ثمّ تراجع المحرّك الرئيسيّ (محرّك المرحلة الأولى من الإطلاق) إلى الغلاف الجويّ وهبط على متن سفينةٍ بدون ربّانٍ في المحيط الأطلسيّ.

يقول ماسك: «كانت ضربةً أصابتِ الهدفَ».

وخلال عام 2017 حقّقت سبايس أكس ما لا يقلّ عن 20 إطلاقٍ متبوعٍ بعودة المحرّك بنجاحٍ.

 العلماء يقتربون من زرع أجزاءٍ من الخنازير في أجسام البشر:

إذا نجحت عمليّة زرع بعض أعضاء الخنازير في البشر يمكن أن يكون ذلك نصرًا كبيرًا لأكثر من 118 ألف مريضٍ على قائمة الانتظار لزرع الأعضاء في الولايات المتّحدة.

في شهر آب، أعلن مركز أبحاث كامبردج للتكنولوجيا الحيويّة عن بدء التشغيل لمشروع إيجينيسيس-eGenesis التي ستستخدم أداة تعديل الجينات كريسبر-CRISPR (التكرارات العنقوديّة المتناوبة منتظمة التباعد) لإجراء تعديلٍ جينيٍّ على الخنازير لتجعلَها غيرَ ناقلةٍ للفيروسات الرئيسيّة إلى البشر، وهي العقبة الرئيسيّة في محاولة استخدام أجزاءٍ من جسم الخنزير في زراعة الأعضاء للبشر بأمان (يمكن للخنزير الطبيعيّ أن ينقلَ العدوى الفيروسيّةَ للبشر ولذلك وجب تعديله جينيًّا ليكونَ غيرَ قابلٍ لنقل تلك الفيروسات).

في خطوةٍ أخرى لكريسبر هذا العام، نجح علماء أحياءٍ في ولاية أوريغون بتعديل الحمض النوويّ لأجنّةٍ بشريّةٍ قابلةٍ للحياة، وهو ما يمكن أن يصبحَ خطوةً أولى نحو تعديل الأمراض الوراثيّة وتصحيح الطفرات الجينيّة عند الأطفال الذين لم يُولدوا بعد، لكنّ البعضَ يخشى أنّه إذا تمّت الموافقة عليه فإنّ التعديلاتِ يمكن أن تغيّرَ مسارَ تطوّر الأنواع، أو تؤدّي إلى «أطفالٍ مصمَّمين مُسبقًا».

 علماء كمبيوتر صينيّون يُحدثون قفزةً كموميّةً في النقل عن بعد:

نجحت مجموعةٌ من العلماء في الصين في نقل خصائص الفوتونات (جسيمات الضوء) من الأرض إلى الفضاء الخارجيّ للمرّة الأولى هذا العام باستخدام المرايا والليزر، وهو ما يمثّل نجاحًا كبيرًا لفيزيائيّي الكم، الذين يقولون إنّ النتيجةَ يمكن أن تغيّرَ تمامًا كيفيّةَ تحريك الطاقة والمعلومات في جميع أنحاء العالم.

ويمكن لهذه التقنيّة أن تؤدّيَ إلى نوعٍ جديدٍ كلّيًّا من الحوسبة الكموميّة التي من شأنها أن تعملَ بطرقٍ تتحدّى خيالَنا.

هذا النوع من الإنترنت الكموميّ فائق السرعة سيكون أكثرَ أمانًا وأسرعَ، ويمكن وقايته من الاختراق.


  • ترجمة: مصطفى العدوي
  • تدقيق: اسماعيل اليازجي
  • تحرير: ناجية الأحمد
  • المصدر