ستكون مهمة ناسا الجديدة إما الهبوط بمركبة فضائية شبيهة بالطائرة الحوامة رباعية المراوح (كوادكوبتر – quadcopte) على سطح تايتان، أحد أقمار زحل؛ أو جمع عينة من نواة مذنب.

اختير الاقتراحين من بين مجموعة من اثني عشر اقتراحًا قٌدمت إلى برنامج الحدود الجديدة (New Frontiers)، والذي يدعم مهمات العلوم الكوكبية ذات المستوى المتوسط.

تدعى المهمة الأولى باليعسوب أو دراجونفلاي – Dragonfly ، وتُعد سابِقة أن نرسل روبوتًا لقمر غريب.

وستكون الكوادكوبتر مجهزة بمعدات قادرة على تحديد الجزيئات العضوية الكبيرة، ولديها القدرة على الطيران إلى عدة أماكن تبعد عن بعضها مئات الكيلومترات لدراسة تضاريس القمر تايتان.

لدى ذلك القمر الكبير البارد لزحل غلاف جوي سميك وبحيرات وأنهار من الميثان السائل، ويعتقد العلماء بأنه قد يوجد محيط مائي قابعًا تحت قشرته المتجمدة.

تقول المحققة إليزابيث ترتل (Elizabeth Turtle) وهي باحثة في مختبر الفيزياء التطبيقية التابع لجامعة جونز هوبكنز: «إنها بيئة نعلم بامتلاكها مقومات الحياة، وباستخدام مركبة دراجونفلاي، بإمكاننا تقييم إلى أي مدى وصلت الكيمياء ما قبل الحيوية على هذا القمر».

أما عن مهمة استرجاع عينة استكشافية من مذنب لدراسة الأحياء الفلكية، واختصارًا سيزر – CAESAR، ستعود إلى المذنب 67P/تشوريوموف-جيراسيمنكو (67P/Churyumov-Gerasimenk)، والذي تمت زيارته من قبل المسبار الفضائي رشيد (Rosetta) التابع لوكالة الفضاء الأوروبية بين عامي 2014 و 2016.

بعد الالتقاء بتلك الصخرة الفضائية بحجم جبل فوجي، سيستخرج المسبار سيزر عينة من سطحها ويرسلها إلى الأرض، حيث ستصل في نوفمبر من العام 2038.

لقد سبق وجلبت ناسا عينات من مذنب؛ فمهمة «غبار النجوم» قد جمعت غبارًا من الغلاف الغازي الخارجي لمذنب.

لكن هذه المهمة ستكون الأولى التي ترجع مواد من السطح الثلجي لمذنب.

يقول ستيف سكيريس (Steve Squyres) الباحث بجامعة كورنيل ومحقق في المهمة: «تعد المذنبات من بين أكثر الأجسام أهمية للعلم في نظامنا الشمسي، وكذلك هي من أقل الأجسام في فهمنا لها».

يعتقد الباحثون أن المذنبات قد وفرت الماء والجزيئات العضوية للأرض في المراحل الأولى لحياة كوكبنا، ومن الممكن أنها ساهمت بذلك في تكون الحياة.

ستحتوي العينات من المذنب 67P/تشوريوموف-جيراسيمنكو على جزيئات قيّمة متطايرة، تتحول بسهولة إلى غاز لكنها مهمة لفهم أصل وتاريخ المذنب.

أٌعلن عن اختيار الفكرتين المقترحتين في مؤتمر إخباري، ودخلت المهمتان الآن في مرحلة دراسة الفكرة، حيث يتاح للعلماء المشاركين تطوير المقترح.

سيتم الاختيار النهائي في شهر يوليو من عام 2019، وستطلق المركبة المختارة في خلال عام 2025.

من المقترحات الأخرى لمشروع الحدود الجديدة مهمة لدراسة زحل، الزهرة، أو الكويكبات المحيطة بالمشتري، أو دراسة القمر إنسيلادوس وهو أحد الأقمار الأخرى التابعة لزحل.

واختيرت أيضًا اثنتان من تلك المقترحات لمزيد من التطوير: مهمة استكشاف الحياة على إنسيلادوس، والتي ستبحث عن علامات للنشاط البيولوجي في نبوع الماء الحارة المتفجرة على سطح القمر.

وكذلك مهمة دراسة تكوين الزهرة في الموقع، والتي ستكون أول مركبة فضائية لناسا تجري استكشافًا متعمقًا للزهرة منذ أكثر من 30 عام.

لدى ناسا ثلاث مهمات ناشطة حالية تابعة لبرنامج الحدود الجديدة: مهمة الآفاق الجديدة – نيو هوريزون (New Horizons)، والتي طارت بمحاذاة بلوتو في 2015؛ وجونو – Juno، التي تدور حول المشتري؛ وأوسيريس ركس – OSIRIS REx، وهي مركبة فضائية في طريقها إلى الكويكب بنو – Bennu، سترسل عينة إلى الأرض من على سطحه الصخري في سبتمبر من عام 2023.

2017 © The Washington Post


  • ترجمة: أحمد اليماني
  • تدقيق: وائل مكرم
  • تحرير: ناجية الأحمد
  • المصدر