في الحديث عن التقدّم التقني الهائل الذي حدث خلال المئة وثمان وخمسين سنة الماضية، من المدهش أن نرى أن بعض نظريات تشارلز داروين ما تزال تُفحص حتى الآن.

إحدى هذه النظريات الصغيرة هي تنبّؤه بالأمر الذي بإمكانه أن يحدّ من مدى تنوّع الأنواع تحت ظروف معينة.

بالرغم من أن أكثر توقّعات داروين قد اختُبرت وتم تأكيدها، تبقى الحقيقة أكثر تعقيدًا مما توقّع.

لدى جميع الكائنات الحية نطاق معين من الظروف يمكنها أن تنجو فيه، على الأقل دون تدخّل بشري.

فنحن نعلم علم اليقين أن حيوان الرنة لا يمكنه أن يعيش في المناطق الاستوائية، وأن التمساح يكره المناطق القطبية.

قضى داروين الكثير من وقته يفكّرفي الأسئلة التي كان غيره يتجنّبها، لذلك اقترح أنه في البيئات الصعبة، يلعب المناخ دورًا في منع هذه الأنواع من التكيّف، ظروف مثل البرودة ونقص المياه، وفي البيئات الأكثر لطفًا لا يلعب المناخ دورًا، بل إن الصراع بين الأنواع والافتراس يظهران في الصورة.

اختبرت الدكتورة أليسون لوثان في جامعة كولورادو نظرية داروين في ثلاثة أماكن في كينيا على مدار أربع سنوات.

وقد ركّزت على نبات الكركديه بدلًا من التركيز على الحيوانات نظرًا لسهولة دراستها.

لاحظت لوثان أن النتائج مشابهة لما توّقعه داروين، إلا أن طبيعة التفاعلات تختلف بين الأنواع الأخرى.

تقول في ذلك:«يقول داروين وآخرون أن ما يقود إلى هذا النمط هو الاختلاف في الكثافة أو التنوع في التفاعلات بين الأنواع، ولكن يبدو أنها تأثيرات الجهد على النمو والنجاة والتكاثر والإنبات على أنواع النبات المختلفة».

في الأماكن الأكثر جفافًا، انتشر النبات طالما توفّرت كمية كافية من المياه لدعمه، ثم توقّف.

كما ظهر أن أنواعًا أخرى لديها تأثير قليل. أما في الأماكن التي كانت كمية المياه وافرة فيها، عاش النبات أو مات بناءًا على وجود الحيوانات التي يمكنها أن تتغذّى عليه، والمنافسة مع النباتات الأخرى، ودرجة التلوث البيئي فيها.

إنّ هذا العمل تكمن أهميته في محاولة الحفاظ على الأنواع المهدّدة، وتوقّع الأخطار المحيطة بالأنظمة الواقعة تحت التهديد.

تقول لوثان: «إن فهم القوى المختلفة التي قد تحدّ من نطاق الأنواع وتسمح للبعض الآخر بالنمو ضروري لفهم ديناميكية النظامين البيئي والتطوري».

مواضيع ذات صلة:


  • ترجمة: محمد إيهاب.
  • تدقيق: رزان حميدة.
  • تحرير: سهى يازجي.
  • المصدر