ترددت أنباء كثيرة عن طبقة الأوزون في الفترة السابقة، ولا ريب أن أغلبنا سبق وأن سمع عن أهمية الحفاظ عليها، يبقى من الضروري التعرف جيدًا على تأثيراتها السلبية والإيجابية وفهمها بصورة أفضل.

التأثير الجيد للأوزون

طبقة «ستراتوسفير» أو الغلاف الجوي الطبقي، هي طبقة من الغلاف الجوي تمتد من ارتفاع 10-30 ميلًا فوق سطح البحر. ووجود الأوزون في هذه الطبقة يحمينا من الإشعاع الشمسي. ويمكن الاعتماد على الكيمياء البسيطة لتوضيح هذا الأمر.

يتشكل جزيء الأكسجين من ذرتي أكسجين ويعرف بالصيغة الكيميائية O2»». تندفع الطاقة الشمسية من الفضاء وتقسم الجزيء إلى ذرتين منفصلتين، ويتشكل الأوزون من اندماج إحدى الذرات المنقسمة مع جزيء كامل ليصبح لدينا ثلاث ذرات معًا «O3»، وتساعد هذه العملية على حجب الإشعاعات الشمسية ومنعها من التأثير علينا.

رُصد ثاني أكبر ثقب أوزوني فوق القارة القطبية الجنوبية، والتقطت له هذه الصورة في شهر سبتمبر/ أيلول 2003.

لكن، كيف يمكن للإشعاع الشمسي أن يكون ضارًا للحياة على الأرض؟ يعود سبب ذلك إلى أن جزءًا من هذا الإشعاع هو من الأشعة فوق البنفسجية؛ وهي طاقة شمسية قوية للغاية يمكن أن تسبب أضرارًا فادحة كثيرة، ويعد سرطان الجلد النتيجة الدراماتيكية الأساسية للتعرض للأشعة فوق البنفسجية، فضلًا عن تأثيرها على عملية التمثيل الضوئي للنباتات مسببة مشاكل للسلسلة الغذائية برمتها.

وبعد الاطلاع على التأثيرات الخطرة التي تسببها هذه الإشعاعات أصبح وجوبًا علينا حماية درعنا الأوزوني بتخفيض نسب التلوث التي يتسبب بها القطاع الصناعي كل يوم.

التأثير السيء للأوزون

«تروبوسفير» هي الطبقة الأقرب إلى الأرض والتي تقع أسفل طبقة «ستراتوسفير» ويبلغ ارتفاعها نحو 10 أميال ابتداءً من مستوى سطح البحر حيث تعيش جميع الكائنات، فأي شيء يطرأ على طبقة «تروبوسفير» ينعكس مباشرة علينا، فكل شيء يحدث بشكل مباشر من خلالها.

إن اختراق جزيئات الأوزون لطبقة «تروبوسفير» سيسبب مشاكل ومعضلات خطرة، فالتفاعلات الكيميائية الدراماتيكية التي تحدث في طبقة «ستراتوسفير» العليا، ستتحول إلى تفاعلات كيميائية غاية في الخطورة نتيجة تعرض الكائنات الحية – التي تتشكل بدورها من ذرات وجزيئات أيضًا – إلى جزيئات الأوزون.

يُعتقد أن بعض المناطق في لوس أنجلوس تحتوي على كميات ضارة من الأوزون. حقوق الصورة: وكالة حماية البيئة

وتنعكس خطورة الأمر على الإنسان بإصابته بأمراض في الرئة، ويتركز التهديد بشكل خاص على الأطفال الصغار والمرضى المصابين بالربو. فكيف لنا أن نساهم في حل هذه المعضلة؟

تعد السيارات والشاحنات ومركبات الدفع الرباعي أكبر مساهم في تفاقم مشكلة الأوزون؛ إذ تعمل عوادم المحركات فيها على توليد ثاني أكسيد النيتروجين. أي أنك كلما قدت أكثر، تسببت مركبتك في إصدار انبعاثات أكثر. وهذا سبب إضافي -علاوة على ارتفاع أسعار البنزين – لتأخذ بعين الاعتبار ركن سيارتك في المرأب.

من المقرر أن تنطلق مركبة «أورا-Aura» التابعة لوكالة ناسا في مهمة لمراقبة طبقة الأوزون بنوعيها اللذين تطرقنا لذكرهما من قبل، لتزودنا بأول نظرة عالمية شاملة عن الغلاف الجوي للأرض، وهي خطوة أساسية لتحقيق فهم أفضل للقمر والمريخ وغيرهما. إن إطلاق مركبة أورا ليس بالأمر السهل، بل هو تحدٍ لإنجاز مهمة استكشافية علمية واعدة تضاف إلى إنجازات ناسا الاستكشافية الهائلة.

إن «أداة رصد الأوزون- «OMIإحدى أكثر الأدوات إثارة للإعجاب، إذ تعمل على قياس كمية الطاقة النافذة إلى الأرض والمنبعثة منها بالاعتماد على تقنية التشتت الارتدادي. وستزود نتائج هذه المراقبة العلماء بالمعلومات اللازمة لمعرفة كمية جزيئات الأوزون فوق منطقة محددة، ومدى ارتفاع نسبها أو نقصانها مع مرور الوقت.

يعد إطلاق مركبة «أورا-Aura» مهمة معقدة لمشكلة صعبة، لكنها في الوقت ذاته ضرورية للغاية في سبيل تحقيق فهم أفضل وحماية أكثر كفاءة للهواء الذي نتنفسه.


  • ترجمة: الاء أبو شحوت
  • تدقيق: وائل مكرم
  • تحرير: أحمد عزب
  • المصدر