1- تحديد المخاطر الوراثية والفوق وراثية لسرطان الثدي:

يقول مدير مركز أبحاث التوائم جون هوبر (John Hopper): «من خلال دراسة التوائم تمكنّا من التعرف على الجين الأول الذي يُسمى (LSP1) والذي يؤثر على كل من الكثافة الماموغرافية (كمية المناطق البيضاء في صورة الماموغراف) وعلى خطر الإصابة بسرطان الثدي».

فقد اكتشف فريقه أن التوائم المتطابقة (monozygotic) تملك تشابهًا كبيرًا من ناحية الكثافة الماموغرافية والتي تتنبأ باحتمال الإصابة بسرطان الثدي في المستقبل.

في حين أن التوائم غير المتطابقة (Dizygotic) كانت نصف متشابهة من هذه الناحية مما يشير إلى الدور الرئيسي للوراثة والذي يؤثر على عامل الخطر هذا. يقول هوبر: «بشكل لا يصدق، اكتشفنا أيضًا عامل خطر فوق وراثي جديد لسرطان الثدي وقمنا بتحديده في الرحم. ولم نكن لنصل إلى هذا الاكتشاف إلا من خلال دراسة التوأم».

إن الخطوة التالية وفقًا لهوبر هي معرفة لماذا تؤثر البيئة في الرحم على خطر الاصابة بسرطان الثدي.

وفي النهاية، يمكن لهذا الاكتشاف تغيير طرق فحص الثدي والوقاية من سرطان الثدي في جميع أنحاء العالم.

2- يمكن أن يكون الصرع مرضًا وراثيًا:

قبل عشرين عامًا، اعتقد الأطباء أن مرض الصرع من الأمراض المكتسبة التي تحدث نتيجة إصابات الرأس أو الولادة العسيرة.

غير أن الأساتذة سام بيركوفيتش (Sam Berkovic) وإنغريد شيفر (Ingrid Scheffer) من جامعة ملبورن اكتشفوا أساسًا وراثيًا لأشكال محددة من الصرع، مما يُغير من فهمنا لكيفية علاج الصرع والتعرف عليه.

يقول هوبر: «إن الأبحاث التي أُجريت على التوأم كانت أساسية بالفعل في هذه الاكتشافات. إذ أدت إلى تحديد أي من الأنواع العديدة من الصرع كان ذو أساس وراثي، وذلك لتحسين الدراسات التي تكتشف الجينات».

وقد قام الفريق البحثي بدراسة توأم أحدهما مصاب بالصرع، ثم ألقوا نظرة على البيانات المتعلقة بحدوث أي إصابات أو مضاعفات عند الولادة.

وكان مفاد النتيجة أنه لم يكن هناك أي دليل يشير إلى أن مضاعفات الولادة تُسبب الصرع، مما يُشكل بارقة أمل لكثير من الآباء والأمهات.

3- يمكن للبيئة داخل الرحم أن تتنبأ بصحتنا المستقبلية:

إن علم ما فوق الوراثة (epigenetics) والذي يعتبر جديدًا نسبيًا يدرس كيفية تأثير البيئة على عمل الجينات.

وهناك جانب هام من هذا العلم وهو ما يُعرف بعملية المثيلة (methylation) والتي من خلالها تتفعل الجينات أو تتعطل.

ويساعد هذا المجال من العلم الباحثين على فهم تأثير عوامل نمط الحياة المختلفة مثل الحمية الاغذائية والقلق على صحتنا، وكيفية نقل هذه العوامل من جيل لآخر.

ومن خلال مقارنة مستوى الاختلافات الفوق وراثية في التوائم المتطابقة وغير المتطابقة، استطاع البروفسور جيف كريغ (Jeff Craig) وفريقه من معهد مردوخ لبحوث الأطفال أن يوضح أن التجارب التي نختبرها داخل الرحم تُساعد على تحديد الشخصية الوراثية التي نولد بها.
وقد يُفسر ذلك لماذا تواجه التوائم المتطابقة ظروف صحية مختلفة على الرغم من تقاسمها نفس الحمض النووي DNA .

يقول هوبر:
«مرة أخرى، تُظهر لنا الأبحاث التي تُجرى على التوأم أن صحتنا تتشكل من قبل البيئة منذ الحمل، وخاصة أثناء حياتنا المبكرة».

4- الشيخوخة الصحية للدماغ:

إن الدراسة التي تُعرف باسم “شيخوخة التوائم الأسترالية على المدى الطويل” بقيادة الطبيب النفسي العصبي البروفيسور بيرميندر ساشديف (Perminder Sachdev) من جامعة نيو ساوث ويلز تقوم بمتابعة التوائم فوق سن 65 للتحقق من الشيخوخة الصحية للدماغ.

ومن خلال مقارنة التوائم المتطابقة وغير المتطابقة، يكتشف الباحثون ما الجينات وعوامل نمط الحياة التي تُسبب التدهور المعرفي أو المرونة المعرفية في المراحل المتأخرة من حياتنا.

يقول هوبر: «من خلال دراسة التوائم الأكبر سنًا، يكشف الباحثون عن نتائج جديدة حول الأسباب التي تجعل العقول تتقدم بسرعة أكبر أو أبطأ في العمر، وذلك من خلال مقارنة التجارب التي اختبروها أثناء حياتنهم كممارسة الرياضة والنظام الغذائي والتدخين وما إلى ذلك من الممارسات».
ومن خلال السيطرة التامة على العوامل الوراثية، كانت النتائج أكثر إقناعًا بكثير مما لو درس الباحثون عينة عشوائية من عامة السكان، وذلك نظرًا لكيفية اختلاف المخاطر الوراثية الكامنة وراء التدهور المعرفي بين الناس.

5- تُعتبر الرياضيات ومهارات القراءة وراثية إلى حد كبير:

قام البروفيسور بريان بيرن (Brian Byrne) من جامعة نيو إنجلاند بتحليل نتائج الاختبار الذي يُعرف باسم (NAPLAN) والذي أُجري على حوالي 3000 مجموعة من التوائم في السنوات 3 و 5 و 7 و 9 من حياتهم.

واكتشف فريقه أن ما يصل إلى 75% من الاختلافات في قدرات الأطفال في الرياضيات والقراءة والهجاء، و 50% من اختلافاتهم في مهارة الكتابة يمكن أن يكون عائدًا إلى الاختلافات الجينية.

يقول هوبر: «هناك ميل إلى التساؤل أنه إذا كانت الجينات مهمة إلى هذه الدرجة فإن البيئة عندئذٍ تُعتبر غير هامة. وفي الواقع فإن العكس هو الصحيح، إذ تتفاعل العوامل البيئية والوراثية مع بعضها البعض.

وسواء كان الأطفال يميلون وراثيًا إلى أن يكونوا أكاديميين ناجحين أم لا، فإنهم يحتاجون إلى بيئة تدعمهم للاستفادة من مواهبهم إلى أقصى درجة».


  • ترجمة: زينب النيّال
  • تدقيق: وائل مكرم
  • تحرير: ندى ياغي
  • المصدر